ترجمة وتقديم عبدالقادر الجنابي: الكسندر فيدينسكي يمثّل الجانب الأكثر جذرية في حركة quot;أوبيريوquot; (اتحاد الفن الحقيقي)، التي أسسها مع خارمس وآخرين عام 1927، كمجموعة داخل اتحاد أدباء الروس و تعتبر آخِر شرارة طليعية روسية شهدها المجتمع الروسي قبل أن يتحكم بمصيره الدكتاتور quot;الجيورجي الفظ ستالينquot;، على حد عبارة لينين، وهدفها quot;تحويل الحياة الخاصة الى حقيقة فنية... تصوير العالم على نحو يموضعه بوضوحquot;. ولد عام 1904 في سان بطسبورغ، من عائلة مثقفة، فأبوه كان خبيرا بالاقتصاد وأمّه كانت واحدة من الفيزيائيين المشهورين آنذاك. كتب قصائد وهو في السن الخامسة عشر، وأرسلها إلى الشاعر الروسي الكبير الكسندر بلوك. تم اعتقال فيدينسكي عدة مرات إذ كانت السلطات تعتبره quot;شخصا مشكوكا في نواياهquot;. واعتبارا من منتصف الثلاثينات، استقر في خاركوف مع زوجته الثالثة، يلعب القمار، مكرسا ساعات الليل للشعر لكن بروحية متعجلة. وكان أحيانا يترك ما كتبه على أوراق لدى هذا وذاك. ويقال أنه ترك حزمة قصائد لدى زوجته، على أنها سرعان ما أحرقتها، ذلك لأن الاحتفاظ بمخطوطات شخص متهم من قبل السلطة بنشاط مضاد للثورة، كان، آنذاك، يشكل مجازفة جد خطرة عقابها السجن أو الإعدام. وهكذا ضاعت معظم أشعاره، وروايته الوحيدة quot;أيها القتلة، كم أنتم بلداءquot;. فلم يبق من تراثه سوى 300 صفحة، معظمه عثر عليه في حقيبة خارمس الذي احتفظ به ياكوف دروسكين سراثلاثين عاما. توفي فيدينسكي عام 1941 وهو في قطار متوجه الى منفى سيبيريا، إما بمرض الزحار، أو كما أوضح بعض الشهود، نتيجة رصاصة أطلقها جندي عليه. وقصيدته quot;مرثيةquot; هي آخر قصيدة كتبها وهو في قطار الموت هذا.
تأثر الكسندر فيدينسكي بشعار رائد المستقبلية الروسية فيليمير خليبنيكوف: quot;الكتابة المناضلة ضد المعنىquot;. وكان خليبنيكوف يدعو، في بيان المستقبلية الروسية الأول، quot;صفعة في وجه الذوق العامquot;، الى quot;توسيع اللغة باشتقاقات وابتكارات لفظية جديدةquot;. إلا أن فيدنسكي نقل ثورة المستقبليين من التلاعب اللفظي والصوتي للكلمات، إلى التلاعب في حقلها الدلالي، واستنطاق كل كلمة بعلامة استفهام: ماذا تعني. وكلُّ هذا عبر أوزان حرّة بسيطة، كما يؤكد دارسوه، يلجأ إليها دائما ليحافظ على نفَسَه الشعري المتدفق فتُسَرَّح الكلمات متخلصةً من قيود المعنى المعطى. ذلك أنَّ فيدينسكي ينظر إلى الكلمات كـquot;رُسُل الزمنquot;، ومع هذا غالبا ما يشعر بالكآبة لأنه quot;لا يرى في ما تمت كتابته على الأوراق/ الكلماتَ السرية التي تسمي نفسها صدفة/ التي تسمي نفسها أبدية، التي تسمي نفسها صورَ التأصيلquot;. يقوم شعره على مساءلة مستمرة للغة وقدرتها على التحرر من سجنها الخاص بها. وثمّة مسحة روحانية إلحادية في شعره الذي يدور على لغزين بشريين أساسيين: الموت والإله.
ثم إن لفيدينسكي طريقة معقدة في كتابة الشعر تختلف كليا عن أسلوب زميله دانييل خارمس، فهو غالبا ما يناقض مضمون بيت بمضمون بيت آخر. وكأنه في نفي متواصل لما يقال. وأحيانا بتراكيب مفككة، تفككَ الواقع، ومتشظية تشظّي الفكر نفسه إزاء المسائل الكبرى: مفهوم الزمن مثلا، الذي كان محور كتاباته، وكان غالبا ما يشكك فيه حد انه طالب بنزع عقارب الساعة التي لا تعني حركتها أي شيء. فهو يتساءل لماذا الأفعال كـquot;فعلquot;، quot;أكلَquot;، quot;شربَquot;، quot;نامَquot;، quot;ماتَquot;، مربوطة دائما بالزمن، بينما الأسماء كـquot;الغابةquot;، quot;البيتquot;، quot;الموتquot;، متحررة من فكرة الزمن. وقد كتب في quot;الدفتر الرماديquot; بأنه قام quot;بنقد شعري للعقلquot;، مغيّراً وجهة نقد العقل من نقد مجرد إلى نقد شعري أي الكشف عن حدود الإدراك في مجال اللغة. ويصف الفيلسوف ياكوف دروسكين شعرية فيدنسكي بأنها quot;الايبستمولوجيا شعريّاًquot;، مضيفا أن فيدنسكي لم يُرد quot;أن يقوم الشعر بمعجزة، وإنما أن يكون هو معجزةquot;. ويتابع دروسكين موضحا: quot;لقد كتب فيدنسكي بأنه quot;على المرء أن لا يتكلم عن القصائد كجميلة وليست جميلة، وإنما كحقيقية أو كزائفةquot;، والغريب أنّ هذا عين ما سيصرح به، بعد عشرين عاما، الموسيقار النمساوي شوينبرغ الذي لم يسمع أبدا بفيدنسكي، ناهيك أن كتابات فيدنسكي نفسها والذكريات عنه لم تنشر إلا في ثمانينات القرن العشرين. قال شوينبرغ: quot;عندما تزدهر الفنون فإنها تُقيَّم وفق معيار الحقيقي أو الزائف، وعندما تكون في انحطاط فإنها تُقيَّم كجميلة أو ليست جميلةquot;!
أضف إلى ذلك كلّه أنquot;التواصل فيما وراء المنطق الذي كان شعره يسعى إليه هو فعل مشاركة (بالمعنى المسيحي للكلمة)quot;، كما كتب توماس ايبستين في دراسته عن شعر فيدنسكي، quot;لهذا السبب علينا أن نميز على نحو جذري بين تشويه فيدنسكي للغة الشعرية وبين الممارسة المستقبلية: فتشويه فيدنسكي مستوحى دينيا وموجه نحو التواصل، أما لدى المستقبلية فهو مستوحى لغويا وموجه نحو التعبير. كما أن المستقبليين كانوا، بشكل أو آخر، ينشدون تجاوز المعنى، بينما فيدنسكي احتفل واستخدم انعدام المعنى وخلوه ليدل على نوع من البكم، والامتناع الشعري، على معنى متعال يعزز وينفي في آن فهمنا البشري. وفي الوقت نفسه، فإن هدفه، على عكس الرمزيين، ليس لخلق جنة جمالية أو لاقتراح أو بناء جسر نحو عالم آخر. إن شعر فيدنسكي هو جماليات الجمالية الشهيدة، واللا مغزى؛ جماليات هزيمةِ الشعر الخاضع لخدمة الحقيقة. وقد يكون مطلع حواريته الشعرية quot;زوال البحرquot;، مثالا لما يأخذ به مفهومه الشعري من أفكار فلسفية:
والبحر أيضا لا يعني شيئا
والبحر أيضا صفرٌ دائري
سدىً أن يقفز إنسانٌ
في القاع هربا من الخنجر والبارود
فالأسماك أيضا تمضي في البحر
آلات كمان تعزف كلابٌ تركض
نومَ العَمّات ينامُ نباتُ البحر
تتقفّزُ مثل البراغيث الزوارق
البحر قليلُ المعنى
مهجورٌ وكالح
عينُ الأرقام يطيع
يا بحرُ لعلّك نافذةٌ؟
يا بحرُ لعلّك وحيدٌ؟quot;

ترجمة القصائد الثلاثتمت عن طريق مقارنة تراجم مختلفة بالفرنسية والانجليزية مع مراجعة كل الاختلافات بين هذه الترجمات على النص الروسي الأصلي. فمثلا في قصيدته quot;زوال البحرquot; الذي اقتطفت منها مقطعا أعلاه، جاءت ترجمة البيتين التاليين حرفية في النسخة الفرنسية:
يا بحرُ لعلّك نافذةٌ؟
يا بحرُ لعلّك وحيدٌ؟
بينما في الترجمة الانجليزية، أراد المترجم أن يحافظ على الإيقاع الوزني والقافية فترجمها على النحو التالي:
يا بحرُ لعلّك نافذةٌ؟
يا بحرُ لعلّك ارملة؟

لأن النافذة بالروسية okno، وquot;وحيدquot;: odno وحتى يحافظ، بالانجليزية،على قافية نافذة window وضع بدل كلمة alone وحيد، widowأرملة. وهكذا ابتعد عن المعنى لصالح الإيقاع. وهنا يجب أن أشكر الأستاذة الروسية quot;اليانوquot; التي أوضحت إلي كل هذه الإشكاليات التي واجهتها في ترجمة أشعار فيدنسكي.


الثلوج تتمدد

الثلوج تتمدد
الأرض تطير
النجوم تتوَثّب
الليل يحلُّ ظلاما
الليل يجلس على سجادة السماء
أهذا ليلٌ؟ روحٌ شريرة؟
مثل يد فولاذية ثقيلة
ينام النهر الطائش
غير واع إلى أن
القمر في كل مكان
الحيوانات تصرّ أنيابها
في أقفاص سوداء مذهّبة
الحيوانات تضرب رؤوسها
الحيوانات جوارح القديسين
العالَمُ يحوّم حول الكون
قرب نجوم ساخنة بيضاء
يندفع كعصفور
يبحث عن عشٍ عن سقفٍ
وما من حفرة ما من عش
سوى الكون وحده
ربما من النادر أن يمضي
الزمن فقيرا كالليل
أو أن تموت فتاة طريحة الفراش
فتأتي العائلة أفواجا
وتصرخ وحسرتاه
في بيوت فولاذية
وتولول عاليا
لقد ماتت ودفنت
صعدت حاملة إلى الجنة
أيّها الإله أشفق عليها
أيّها الإله على شفير الهاوية
لكن الإله قال لتلعب
فدخلتِ الجنة
حيث تدوّم شزْرا أو انحرافا
الأرقامُ المنازلُ والبحارُ
اكتشافُ ما لا يوجد
ها هو الإله قد وَلَهَ في القفص
لا عين له ولا ساق ولا ذراع
ترى الفتاة وهي تبكي
كلّ هذا في الجنة
ترى مختلف النسور
تخرج من السديم
وتطير مغتمة
تتلألأ بصمت
تقول الفتاة مقطبة الجبين
كم هو كئيب كل شيء هنا
يندهش الإله بهدوء
ويسأل الميتة
ما الكئيب أيتها الفتاة؟
إنه الوجود، أيّها الإله، كئيب
عمّ تتحدثين أيتها الفتاة
لماذا تقولين بأنك تفهمين إنها الظهيرة
إنك تحتضنين المتعَ وباريس
تحلقين على صوت الموسيقى
تلمعين كتمثال
وفي هذه اللحظة صرخت الغابة
في يأس نهائي
بين أعشاب الأرض الضارة
ترى شريطا متعرجا
انه خط الأعمدة
كان quot;ليناquot; المصير
في السماء حيث يوجد عصا هرمس
الذي دار كبلبل
دبٌ ذو جلد كثير الزغب
يدفئ الجنبَ في الأجمة
حواليه مشى الناس
حاملين سمكا في طبق
حاملين لأيديهم
عشرة أصابع على سلم
وفي هذا الوقت
الفتاة الراقدة
نهضت من بين الموتى ونَست
تثاءبت منبعثة
وقالت لقد نمت يا أخواني
دعونا نر بوضوح
النوم أسوأ من المعكرونة
مما يضحك الغربان
لم أكن ميتة أبدا

كنت نائمة مضاءةً
تثاءبتُ زاعقة
فأرعبت المرقد
انه نوم سباتي
أخذني وأنا بين طنجتين
من الأفضل أن نتسلى الآن
لنركض لمشاهدة فيلم
فراحت تركض مثل حمارة
ملبيةً كل رغباتها
ها هي السماوات تسطع
اهو الليل أهي الروح الشريرة؟


دعوة إليَّ للتفكير

سنفكر ذات يوم رائق
جالسين على حَجَر، على جِذلٍ
ينمو الجوار أزهارا،
نجوما، بشرا، ومساكنَ
يتساقط الماء شاقوليا، سريعا
من جبال شامخة شديدة الانحدار
ونحن جالسون، نرنو لكل هذا.
في كلّ مكان يشعّ النهار
تحتنا الحَجَر؛ الجِذل.
وفي الجوار ترتجف طيور
وفتيات زرقاوات يتنزّهن
لكن، حولنا، أين هو إذن
أين هو الرعد الغائب؟
متأملين جزءا من النهر
سنقول نقضا للحَجَر
إلى أين تمضي يا ليلُ

هذا اليوم، في هذه الساعة
أيّها الفن مالذي تحسّه
هناك، من دوننا
يا دولة أين تتواجدين؟
في الغابة ذئاب وعقارب
الأفكار فوق في السماء
اقترب أيّها الرب واسأل الذئب
يا ذئبُ، أبعيدٌ الصباح عن المساء؟
أسيقطع النهرُ مسافة طويلة
من كلمة quot;بالتأكيدquot; إلى كلمة quot;زهرةquot;؟
سيجيب الذئب على أسئلة الرب:
فما ثمّ إلا طريقٌ متلاش
أنت، أنا أو هو لن نتقدم سوى شَعرة
من دون حتى أن يكون لنا وقت لمراقبة هذه الهنيهة
و، يا ربُّ، السمكة والسماء انظروا
هذا الجزء اختفى
ربما إلى الأبد من العالم.
قلنا نعم، هذا واضح
الساعة الأخيرة لا نراها
فكّرنا كم نحن وحيدون
إنّه لشيء ضئيلٌ ما يحيط به
نظرُنا في لحظةٍ
ولا يمرُّ بسَمْعِنا
سوى جَرْسٍ واحد
وعقلُنا لا يستوعب
سوى نَزر من المعرفة.
قلنا نعم، هذا واضح
وكل هذا يثير الشجن
ثم طرنا
أما أنا فطرت كنقّار اخضر
متخيّلا أني أطير
العابر جال في خاطره: انه مجنون،
أشبه ببومة على نحو الهي.
أيّها العابر اترك كآبتك البليدة
انظر الفتيات الزرقاوات اللواتي يتنزهن
الكلاب التي تركض كملائكة، بشطارة
وكل هذا يبدو لك كالحا وبلا أهمية؟
المُتَعذَّر شرْحه يبهجنا
واللامَفهومُ صديقٌ لنا
نرى الغابة تمشي بالمقلوب
والأمس يقف حول اليوم.
النجمة تغيّر حجمها
العالم يشيخ، الأيل يشيخ
وقد حدث أننا، قديما
في حوض البحر المالح
حيث الموج كان يصرُّ،
رصدنا سمكة فخور:
السمكة طافت كالزيت
على سطح الماء،
فَهِمنا ndash; أنّ الحياة انطفأت في كل مكان
من الأسماك، وحتّى الربِّ والنجمة.
إحساسٌ بالهدوء
بيده يداعبنا جميعا.
لكن عند رؤية جسد الموسيقى
تردّد الدمعُ في عيونكم.
عندها يقول العابر:
ألا يجتاحكم الحزنُ؟
نعم الكوكبُ السحري والموسيقي
ما إن انطفآ حتى كان رثّ المظهر.
كان بدء الليل المتحكّم
فبكينا مدى الحياة.

مرثية

وأنا أتتبع بنَظَري ذرى الجبال،
أذرعتها التي لا تُحصى؛
الأباريقَ المليئة بالنبيذ،
العالمَ البهي، كالثلج،
رأيتُ السيول المعتمة
رأيت نظرة عين النوء القاسية
والريح العالية الهادئة
وساعة الموت الباطلة

كسمك القُّد يسبح المحارب هنا
يفتخر بجسارته
يقاتل البحرَ الهائج
في معركة غير عادلة
هنا الحصان يأخذ في راحتيه القديرتين
نار الجَرْي المطلق العنان
والخيول الغسقية ترقص
في يد العشب المتحكّم.

حيث الغابة تنظر إلى امتداد الحقول
وديكور الليالي الصامت
نحن ننظر من خلال نافذة مكشوفة
إلى ضوء نجمة بلا روح
نستر قلوبنا بالشك الفارغ
وفي الليل بلا نوم نتألم ونبكي
فنحن لا شيء
ننتظر الحياة الطائعة.

نجهل البهجة
نشعر بالقسوة والضيق
نخون أصدقاءنا بلا حياء
الربُّ ليس سيّدنا
زرعنا زهرة النكد الطالع
أنفسنا تغفر أنفسنا
نحن الذين نشبه الرماد الذي برد
نفضل القرنفل على النسور.

أتأمل البهيمة بحسد
من دون إيمان بالأفكار والأفعال
ضياعا عانت عقولنا
وليس من معنى للنضال
فما ثمّ إلا سقوطٌ
لا اليوم ولا الظل ولا اللذة
ولا حتى دندنة الموسيقى
تفلتُ من الهاوية

لا في رجوع الأمواج الهائجة
ولا في الرمل المهجور والناشز
ولا في جسد المرأة الخليع
وجدنا الفرح
نسينا الوضوح غير المكترث
الموت غنّينا، غنّينا العار
واعتبرنا التذكر وقاحة
لهذا نحن نحترق.

تمرّ الطيور الإلهية
تسرّح ضفائرها في الريح
ثيابها تلمع كالإبر
ليس في طيرانها رحمة
تقيس وحدات الزمن
تتحمل عبئا ثقيلا
فليرن إذن الرِكابُ الفارغ:
عليك أنْ لا تجن.

دع الجدول البلوري يسيل
وليزد سرعة خببه حصان المرآة
فعند تنفس اللحن الموسيقي
تتنفس أيضا العفونة
أيّها الحوذي الهزيل والشكِس
في الساعة الأخيرة من الفجر الغافي
اسرع بعربتك المتباطئة
لا تكبح عدْوِك.

البجع لم يصفّق بأجنحته
فوق موائد الوليمة،
برفقة نسور برونزية
لم ينفخ بصُور النصر.
الإلهام المختفي
يعود للحظة
وجهةَ الموت، وجّه نفسك وجهةَ الموت،
أيها الشاعر والفارس المسكين.