سامي الجيزاني: يقام حاليا في العاصمه كوبنهاكن كرنفال للمثليين والمتحولين من جنس الي اخر (transvestite) وهناك دعم كبير من قبل الحكومه وشريحه كبيره من المجتمع لاضفاء طابع التقبل لهذه الفئه من المجتمع.الفكرة الرئيسيه للكرنفال اعطاء هذه الشريحه من المجتمع حقها الطبيعي في العيش رغم ميولهم الجنسيه التي هي قد تكون للبعض غير سويه.اي في سنة ٢٠١١ وفي عاصمه تعتبر من اكثر العواصم تطورا في العالم هناك دعم مالي ومعنوي لهذه الشريحه.
لكن المطرب الريفي العراقي مسعود العمارتلي ١٩٠١-١٩٤١ وقبل مايقارب النصف قرن كان مقبولا بشكل او اخر في المجتمع الريفي العراقي الذي كان الفقر والاميه هي الصفتين الغالبه في هذا المكان من العراق.والتقبل لظاهره العمارتلي كان اكبر في بغداد التي تعتبرالجزء المتمدن من العراق حيث عمله الفني كمطرب.هذا يدل علىانه كان هناك افق للتسامح في المجتمع العراقي.
هنا اتحدث من خلال المفهوم الظاهاراتي Phenomenology عن العمارتلي كفعل اجتماعي وكظاهره اجتماعيه.السكوت عن هذه الظاهره يعني بشكل او اخر الاعتراف بها.اي هي او هو تعتبر احد الظواهر المهمه في تاريخ المجتمع العراقي من جهة تقبل الاخر رغم الاختلاف الكبير.بكل مايحمل الاختلاف من معاني اختلاف ديني، ثقافي، جنسي، ميول،اهواء الخ الخ الخ.اين ذهب مفهوم التسامح اوالاعتراف بالاخر او على الاقل تقبل الاخر دون حكم مسبق؟ اي احترام الانسان لانسانيته دون النظر الى ميوله او رغباته واهتماماته الخاصه به جنسيه (من جنس) كانت او دينيه.متى تصبح الحريه في المجتمع العراقي او العربي بشكل عام فعلي يومي يمارس من قبل الجميع؟ من اين اتت ثقافة الاقصاء الى المجتمع العراقي، الاقصاء في كل التفاصيل- السياسي يقصي السياسي الاخر المخالف في الرآي، المتدين يقصي غير المتدين وبالعكس، المسلم يقصي غير المسلم، الشيعي والسني يقصي كلاهما الاخر، الشاعر يقصي الشاعر الاخر لانه ينتمي الى جيل اخر مثلا، الرسام يقصي الرسام الاخ لانه ينتمي الى مدرسه فنيه اخرى، الرجل يقصي المرآه، كبير السن يقصي صغير السن، الخ الخ.كان هذا البلد الذي انتج ثقافه انسانيه كبيره ومهمه غيرت العالم لم يستفد من نتاجه!!!

فنان تشكيلي مقيم في الدنمارك