توقعات بأن تواصل الأسعار صعودها ( 1_2)
حرب التصريحات تشتعل قبل القمة النفطية في جدة

محمد العوفي من الرياض
تتجه بوصلة الأسواق النفطية في الثاني والعشرين من يونيو الجاري إلى السعودية ومدينة جدة تحديداً في انتظار ما ستسفر عنه اجتماع الطاولة المستديرة الذي دعت إليه اكبر دولة منتجة للنفط في العالم لمناقشة الارتفاع المتزايد للأسعار النفط الخام التي وصلت إلى مشارف 140 ريال قبل أن تعود بعد أنباء عن نية السعودية زيادة إنتاجها من النفط الخام.

الدعوة وأسبابها
توجيه مجلس الوزراء السعودي في جلسته التي عقدها في التاسع من يونيو الجاري لوزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي بالدعوة لاجتماع قريب يضم ممثلين عن الدول المنتجة والدول المستهلكة والشركات العاملة في إنتاج وتصدير وبيع البترول للنظر في ارتفاع الأسعار ومسبباته وكيفية التعامل الموضوعي معه.

وأوضح المجلس أن الارتفاع الحالي في أسعار البترول ليس له ما يبرره من حيث المعطيات البترولية وأساسيات السوق، وأن المملكة كدولة منتجة رئيسة تدرك أن السوق البترولية تحظي بإمدادات كافية من البترول واحتياطات تجارية متزايد متزايد، وأن السعودية تعمل بالتنسيق مع دول منظمة أوبك والدول الرئيسة الأخرى المنتجة للبترول على ضمان توفر الإمدادات البترولية حالياً ومستقبلاً، إلى جانب عملها على عدم ارتفاع أسعار البترول بشكل غير مبرر وغير طبيعي مما قد يؤثر على الاقتصاد العالمي وخاصة اقتصاديات الدول النامية .

وأشار المجلس إلى أن السعودية قد قامت بزيادة إنتاجها خلال الشهر الجاري كما أبلغت كافة الشركات البترولية المتعاملة معها وكذلك الدول المستهلكة للبترول باستعدادها بتزويدهم بأي كميات إضافية من البترول يحتاجونها .

القفزات التي حدثت في أسعار النفط الخام
قفزت أسعار النفط لما يقرب من سبعة أمثالها منذ عام 2002 مع استنزاف الإنتاج العالمي على يد طلب قوي من اقتصاديات صاعدة مثل الصين،وساهم تصاعد عمليات الشراء للمضاربة من جانب مستثمرين يتحوطون من التضخم وضعف الدولار في ارتفاع الأسعار 40 بالمائة عام 2008 وحده، وكان النفط سجل مستوى قياسيا يوم الاثنين الماضي عند 139.89 دولار للبرميل.
وفي ما يلي أبرز محطات سعر برميل النفط في الولايات المتحدة :
- 1970: حدد السعر الرسمي للنفط السعودي ب1,80 دولارا للبرميل بحسب أرقام وزارة الطاقة الأميركية.

- 1974: تجاوز السعر الذي تحصل به المصافي على النفط عشرة دولارات للبرميل الواحد بعد صدمة النفط الأولى اثر الحظر الذي فرضته الدول المصدرة للنفط في أعقاب حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973

- 1979: تجاوز سعر النفط المستورد العشرين دولارا مع اندلاع الثورة الإيرانية التي تسببت في ما يعرف بالصدمة النفطية الثانية.

- 1980: بدأت المصافي الأميركية تشتري النفط بسعر يفوق ثلاثين دولارا للمرة الأولى وارتفع سعر البرميل إلى 39 دولارا في 1981 بسبب الحرب العراقية الإيرانية.

- في 1983 بدأ إدراج النفط في سوق المبادلات الالكترونية في نيويورك.

- نهاية أيلول/سبتمبر وبداية تشرين الأول/أكتوبر 1990: تجاوزت أسعار برميل النفط لفترة قصيرة أربعين دولارا قبل حرب الخليج. -- أيار/مايو 2004: أسعار النفط تتجاوز للمرة الأولى عتبة الأربعين دولارا في نيويورك.

- أيلول/سبتمبر 2004: تجاوز عتبة الخمسين دولارا بسبب مخاوف بشأن إمدادات النفط.

- حزيران/يونيو 2005: سعر برميل النفط يتجاوز الستين دولارا.

- نهاية آب/أغسطس 2005: سعر برميل النفط يبلغ سبعين دولارا بسبب إعصار كاترينا في خليج المكسيك.

- 12 أيلول/سبتمبر 2007: سعر برميل النفط المرجعي الخفيف يتجاوز ثمانين دولارا بسبب مخاوف من تراجع مخزون النفط الأميركي.

- 18 تشرين الأول/أكتوبر 2007: أسعار النفط تتجاوز تسعين دولارا في المبادلات الالكترونية التي تلت الإغلاق.

- 26 تشرين الأول/أكتوبر 2007: قبل افتتاح المداولات تجاوز سعر الخام 92 دولارا بسبب تهديدات تركية بالتوغل في شمال العراق وعقوبات أميركية جديدة ضد إيران.

- 29 تشرين الأول/أكتوبر: سعر برميل النفط يتجاوز 93 دولارا تحت تأثير خفض مؤقت للإنتاج في المكسيك بسبب سوء الأحوال الجوية.

- 31 تشرين الأول/أكتوبر: أسعار النفط تتجاوز على التوالي 94 و95 دولارا اثر نشر معلومات عن تراجع قوي للمخزون الأميركي وقرار البنك المركزي الأميركي خفض نسبة الفائدة.

- 01 تشرين الثاني/نوفمبر: تجاوز عتبة 96 دولارا للأسباب ذاتها.

- 06 تشرين الثاني/نوفمبر: تجاوز عتبة 97 دولارا بسبب تكهنات بتراجع جديد للمخزون الأميركي.

- 07 تشرين الثاني/نوفمبر: للأسباب ذاتها سعر برميل النفط يتجاوز عتبة 98 دولارا.

-21 شباط / فبراير تجاوزت أسعار البترول 101دولار للبرميل.

- 30 آيار/ مايو تخطت أسعار النفط الخام في الولايات المتحدة الأمريكية 127 دولارا للبرميل.

- 10 حزيران / يونيو قفز سعر عقود الخام لشهر يوليو تموز إلى 136.17 دولار للبرميل.

- 16 حزيران / يونيو صعد سعر البرميل مقتربا من 140 دولارا مسجلا أعلى مستوياته على الإطلاق 139.89 دولار .

التباين في التصريحات
في الوقت الذي تؤكد فيه دول أوبك بأن السوق تحظى بإمدادات كافية تصر الدول المستهلكة أن السوق يعني من نقص في الإمدادات فقد دعا وزير الطاقة البريطاني مالكولم ويكس إلى التحلي بالواقعية وخفض التوقعات المبالغ فيها حيال ما يمكن أن ينجم عن الاجتماع المزمع عقده في الرياض بين الدول المصدرة للنفط والدول المستوردة له في 22 من الشهر الجاري، معتبراً أن العالم يمر في مرحلة تغيير لا يمكن للحكومات التحرك حيالها.

وأشار لدى سؤاله عن رؤيته للاجتماع المقبل في السعودية أنه من الواضح أن هناك أمور بحاجة للبحث، لكن الارتفاع المذهل لأسعار النفط أضاء على جوانب القضية، علينا أن نفهم بعضنا البعض، القضية ليست بأننا لا نتحدث حول الملف، لكن من المفيد أن تجلس دول منظمة أوبك المنتجة للنفط مع الدول المستهلكة لمناقشة الأمور وفهم منطلق الطرف الآخر.quot;

وتابع: quot;أعرف أن هناك بعض الأسئلة التي ليس من السهل الإجابة عليها، لكن ما هي القدرة الحقيقية على ضخ المزيد من النفط من قبل تلك الدول؟quot;

وأضاف ويكس لدى سؤاله عن إمكانية وجود إنتاج نفطي إضافي في السوق، وفقاً لما تطلبه دول مجموعة الثمانية الصناعية، إلى جانب ما عرضته المملكة العربية السعودية من ضخ 300 ألف برميل جديد يومياً قال ويكس: quot;هذا سيشكل أحد المواضيع المطروحة، وبصراحة، فأنا شخصياً، وكذلك رئيس الوزراء غوردون براون، لا نرى أن هناك حلاً سهلاً.quot;

وتابع لقد تحدثت إلى الكثير من الدول المنتجة، وأعرف أن قدرتهم الإنتاجية مقيّدة، ونحن ندرك عدم وجود موارد ضخمة متوفرة يمكن ضخها بسهولة، لكننا نعتقد أن بعض الدول قد تمتلك القدرة على زيادة معدلات الإنتاج.

وهو ما ترفضه الدول المنتجة حيث قال وزير النفط القطري عبدالله بن حمد العطية أن المضاربات على السلع الأولية هي السبب في ارتفاع أسعار النفط بشدة الأسبوع الماضي وليس نقص الإمدادات، مشيراً إلى أن تقلبات أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة على الرغم من عدم وجود نقص في الإمدادات تبرهن على أن المضاربات هي التي تحرك السوق، لافتاً إلى أن القضية ليست أن هناك أزمة في الإمدادات، وأن العالم ليس أمام شبح في نقص الإمدادات وهناك أمثلة كثيرة جدا تؤكد ما نقوله وعلى سبيل المثال ما قالته منظمة الطاقة الدولية منذ أسابيع قليلة بان الطلب على النفط سوف ينخفض في الأشهر المقبلة.quot;

وأضاف quot;نحن لا نستطيع أن نعمل بما ليس لدينا...ليست العملية سببها أن هناك نقصا في الإمدادات. لم نر أي طابور على محطة. ولم نر تراكم بواخر النفط أمام أي ميناء.

من سيحضر القمة
إضافة إلى الدول المنتجة سواء من داخل أوبك أو خارجها والدول المستهلكة فقد تم توجيه الدعوة إلى الشركات العاملة في استخراج النفط والجهات الاستثمارية الكبرى فقد تم توجيه الدعوة وفقاً لتصريحات الأمين العام لمنظمة أوبك عبدالله البدري إلى بنك مورغان ستانلي وجولد مان ساكس لحضور القمة.

فقد قال متحدث باسم شركة بي.بي البريطانية للنفط إن الرئيس التنفيذي للشركة سيحضر اجتماع منتجي النفط ومستهلكيه الذي يعقد في السعودية يوم الأحد المقبل لبحث الأسعار القياسية إلى جانب رؤساء شركات نفط كبرى أخرى مثل كونوكو فيليبس وتوتال .

التوقعات المستقبلية للأسعار
تتوقع إيران بلوغ النفط 150 دولارا للبرميل بنهاية الصيف وقفاً لتصريحات مندوبها لدى منظمة الدول المصدرة للنفط quot;أوبكquot; يوم الأحد الماضي حيث قال إن أسعار النفط العالمية يتوقع أن تصل إلى 150 دولارا للبرميل بنهاية الصيف.

فيما تتوقع جولدمان ساكس أن تصل أسعار النفط الخام إلى نفس السعر الذي تتوقعه إيران هذا الصيف فقد رجح رئيس أبحاث السلع الأولية لدى بنك الاستثمار جولدمان ساكس أن ترتفع أسعار النفط إلى 150 دولارا للبرميل هذا الصيف.