صلاح أحمد من لندن: بدأ في تمام الساعة الرابعة عصر الاثنين بتوقيت غريتنش إضراب 10 آلاف من العاملين في مترو الأنفاق اللندني لأسباب تتعلق بالخدمات والاحتجاج على الوظائف المهددة.

ويستمر الإضراب 24 ساعة حتى عصر الثلاثاء، ولكن لا يتوقع عودة الخدمات الى حالتها الطبيعية قبل صباح الأربعاء. ويتوقع لخسائره المادية أن تكلف اقتصاد العاصمة 50 مليون جنيه (أكثر من 75 مليون دولار)،. لكن الأثر الآني المباشر هو أنه سيربك الى الحد الأقصى حركة 4 ملايين شخص يعتمدون كليا في تنقلاتهم على قطارات المترو كل يوم.

وقد بدأ الإضراب بخروج 800 من عمال الصيانة بدءا من الساعة الرابعة بتوقيت غريتنش. ورغم أن هذا في حد ذاته كفيل بإرباك الخدمات اليومية، فسيتبع بإضراب سائقي القطارات وطواقم المحطات وعمال الإشارات بدءا من الساعة الثامنة صباح الثلاثاء بتوقيت غريتنش.

ويذكر أن هذا الإضراب، الذي سيُتبع بثلاثة أخرى بين الشهر المقبل ونوفمبر / تشرين الثاني، تحرك مشترك بين laquo;نقابة عمال النقل البري والبحريraquo; وlaquo;رابطة رواتب عمال المواصلاتraquo; احتجاجا على نية السلطات طرد 800 من العاملين في مكاتب التذاكر وإدارة المحطات في إطار ترشيد التفقات. ويقول خبراء الاقتصاد إن كلا من الإضرابات الأربعة المقررة سيكلف الاقتصاد اللندني 50 مليون جنيه (أكثر من 300 مليون دولار في الإجمال).

وسيسد أعضاء هاتين النقابتين المضربتين المنافذ المؤدية الى مستودعات القطارات من أجل منع اولئك الذين يردون شق الصف بالعمل خلال الإضراب الرسمي، وهو ما يعرف باسم picketing.

ويأتي هذا الإضراب الأول متوجا معركة كلامية بين عمدة لندن، بوريس جونسون، ونقابات العمال التي تتهمه بالنكوص عن وعده الانتخابي بألا يمس أعضاءها في وظائفهم. ويأتي أيضا بعدما وجه العمدة تحذيرا ناريا من العواقب الاقتصادية laquo;الوخيمةraquo; على العاصمة قبل الأثر laquo;الكارثيraquo; الذي سيحدثه خفض الإنفاق الحكومي العام المزمع على بنية المواصلات التحتية للمدينة.

وفي مقال كتبه على صفحات laquo;اينفنيغ ستانداردraquo; المسائية اللندنية يوم الاثنين، صب العمدة جام غضبه على الحكومة أيضا قائلا إنه لا ولن يقبل مطلقا خططها الرامية لتخفيض الميزانية العامة المخصصة لعمادة المدينة بما بين 25 و40 في المائة.

وكما يقال فمصائب قوم عند قوم فوائد. فقد أدى إضراب عمال قطارات مترو الأنفاق لامتلاء فنادق العاصمة الصغيرة والمتوسطة - وبعض الفاخرة أيضا - عن آخرها بالعمال والموظفين الذين يعتمدون بشكل كامل على المواصلات العامة في تنقلهم بين المنزل والعمل. وكانت تلك الفنادق قد شهدت ارتفاعا غير مسبوق في حجوزات الغرف منذ انهيار المفاوضات بين عمال مترو الأنفاق وإدارتها وتأكد بالتالي أن العمال ماضون في تهديدهم بالإضراب.