طلال سلامة من برن: يمر قطاع الميكانيك في سويسرا بوضع جيد، يجعله يعيش عاماً ذهبياً، مقارنة بما حصل مع القطاعات الأخرى، على رأسها القطاع السياحي والصيدلاني.

بالنسبة إلى عائدات قطاع الميكانيك في العام الحالي، فإنها تجاوزت تلك المتعلقة بعام 2008. وتعتبر الماكينات الأوتوماتيكية للتعليب والتغليف المصنوعة هنا قاطرة قطاع الميكانيك. فحركة أعمالها تخطت 4 بليون فرنك سويسري، أي إنها نمت حوالى 19 % مقارنة بالعام الفائت.

في الوقت الحاضر، يتم تصدير ماكينات التعليب والتغليف إلى الخارج. وتعتبر الصين الأولى التي تستأثر بجزء كبير من هذه الصادرات، تليها الولايات المتحدة الأميركية، ثم فرنسا. وفي الشهور السبعة من العام زادت الصادرات الميكانيكية، مقارنة بالعام الفائت، حوالى 20 % إلى الصين.

أكثر الدول استقطاباً للصادرات الميكانيكية، الأوروبية والسويسرية معاً لهذا العام هي تركيا وروسيا واليابان والمملكة العربية السعودية وبلجيكا. وبالنسبة إلى ماكينات معالجة وقطع السيراميك فإن عائدات بيعها، داخلياً وخارجياً، قد يصل مجموعها، لغاية نهاية العام، إلى 1.7 بليون فرنك سويسري. وهذه زيادة بنسبة 24 % مقارنة بالعام الماضي.

ويكفي لأي شركة متوسطة الحجم توطيد وجودها في الأسواق الدولية والتركيز على الأنشطة الإبداعية لتفادي الأزمة المالية. مع ذلك، لا يخفي الخبراء، هنا، الصعوبات التي قد يواجهها قطاع الميكانيك، في العام المقبل، من جراء العجز في تغطية الموازنات المالية بكاملها.

في هذا الصدد، يشير الخبير لوكا أورلاندو لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن التوظيف لن يغيب خلال العام المقبل عن شركات الميكانيك العاملة في الخارج. كما لا يستبعد الخبير تحالفات استراتيجية بين شركات الميكانيك الوطنية بهدف توحيد الخدمات وقطع التكاليف ومحاولة الإدخار لما فيه من منافع متعددة على الحلفاء التجاريين والعملاء معاً.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير أورلاندو بأن الأزمة المالية تتطلب توسيع أي شركة عاملة في قطاع الميكانيك. إذ كلما تصبح الشركة أكبر كلما تمكنت من التنافس على نحو أفضل مع الشركات الأجنبية الأخرى، كما تلك الإيطالية. وبما أن توسيع الشركات المحلية وارد جداً لتقديم خدمات ذات نوعية ممتازة، فإن عمليات الدمج بينها أمر مرغوب به جداً قبل التوغّل في الأسواق النامية.