أكدت مفوضيات تجارية عالمية اليوم على أهمية الدور المحوري لدبي في التجارة العالمية.


دبي: إجتمع اليوم ممثلون كبار عن مركز دبي التجاري العالمي ومفوضيات تجارية من جميع أنحاء العالم وعدد كبير من وسائل الإعلام، لمناقشة النمو في الصادرات الغذائية إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، والدور الحيوي الذي تلعبه دبي، أهم محور للتجارة الدولية بالمنطقة، في هذا المجال.

وقد أفاد المفوضون التجاريون المشاركون في اللقاء بوجود زيادة كبيرة في المشاركة من جانب المصدرين في معرض الخليج للأغذية (غلفود) 2011، في إشارة إلى التحرك المستمر لمنتجي الأغذية الدوليين لإيجاد أسواق جديدة. كما نوّهوا إلى وجود توقعات بمبيعات كبيرة في المعرض الذي بات أكبر حدث تجاري سنوي لقطاع الأغذية والمشروبات في العالم.

شارك في الاجتماع إلى حمد بوعميم، المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي، وهلال سعيد المري، الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، المفوضون التجارييون من قنصليات ألمانيا وإيطاليا وسنغافورة وفرنسا ومصر والولايات المتحدة، واستعراضوا فرص النمو والتحديات التي تواجهها تجارة الأغذية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا. وقد حرص الجميع على تأكيد أهمية معرض غلفود لأسواق بلدانهم.

قال هلال سعيد المري، الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة لمعرض غلفود، إن الرسالة الشاملة من الدول المنتجة للأغذية والممثلة هنا اليوم تتمحور حول أهمية المنطقة لنمو هذا القطاع عالمياً، وأضاف: quot;يلعب معرض غلفود دوراً رئيسياً في تسهيل التجارة وإتاحة مزيد من الفرص التجارية لأكثر من 100 بلد حول العالم، لذلك فإنه ليس من المستغرب أن يُصبح المعرض أكبر حدث تجاري سنوي في قطاع الأغذية والضيافة في العالمquot;. واعتبر المري أن التوقعات المتفائلة لدى جميع الممثلين التجاريين تبشر بفرص مستمرة للنمو المستمر، رغم أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا لم تكن في مأمن من الظروف التي مرّ بها قطاع الأغذية في الآونة الأخيرة.

وأضاف المري: quot;يستمر غلفود في لعب دور حيوي وعالمي في هذا القطاع في ظلّ التزامنا المستمر تجاه العارضين وبلدانهم والمفوضيات التجارية من كل أنحاء العالم تقريباًquot;.

وقال سعادة المهندس حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة صناعة دبي أن تجارة المواد الغذائية في دبي تشهد نمواً ملحوظاً في دلالة واضحة على الأهمية المتنامية للقطاع ككل فقال: quot;يتمتع قطاع تجارة المواد الغذائية بأهمية كبرى خاصة وأنه من القطاعات المزدهرةٌ والمليئة بالفرص، كما أنه قطاع مهيأ للنمو خاصةً وأن فعالياتٍ مثل معرض غلفود تشجع شركاتٍ جديدة على تأسيس أعمالٍ لها في الإمارة، وتحفز الشراكات والعلاقات التجارية. وشدد بوعميم على التزام غرفة دبي بدعم مجتمع الأعمال وإطلاق مبادراتٍ لدعم قطاع الأغذية في دبي ومنها تنظيم الغرفة لقاء أعمالٍ يقام على هامش معرض جلفود 2011 بغية توفير فرصةً لشريحة واسعة لأعضاء الغرفة للتواصل وتبادل الخبرات وإقامة مشاريع وشراكات جديدة مع الشركات الإقليمية والعالمية العاملة في مجال الأغذية والمشروبات مما يحقق الاستفادة المرجوة لقطاع الأغذية والمشروبات ويعزز من مكانة دبي كمركز تجاري عالمي. لطالما كانت دول الخليج إحدى أكبر المناطق استيراداً للمواد الغذائية في العالم، كونها تستورد ما يقرب من 90 بالمائة من احتياجاتها الغذائية من أسواق أخرى. وحول هذا قال جود أخيدينور، المدير الإقليمي لمكتب التجارة الزراعية في القنصلية الأميركية بدبي، أن صادرات الولايات المتحدة من الأغذية والمنتجات الزراعية لدول الخليج نمت من 800 مليون دولار في عام 2000 إلى أكثر من 2.34 مليار دولار في 2010، مشيراً إلى أن هذا quot;لا يعكس الثقة في العلامات التجارية الأميركية وجودة منتجاتها وتنوعها فحسب، لكنه أيضاً يُظهر أن المنتجين الأميركيين باتوا يدركون الفرص التصديرية الهائلة المتاحة في منطقة الخليج، التي أصبحت اليوم واحدة من أكبر عشر أسواق للصادرات الزراعية الأميركيةquot;.

من جانبه، قال دين تان، مدير مركز مؤسسة مشاريع سنغافورة العالمية في دبي، مسلطاً الضوء على قيمة السوق الشرق أوسطية لسنغافورة، إن منطقة الخليج هي ثامن أسواق صادرات الأغذية العالمية نمواً، مبيّناً أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين تمثل كبار الشركاء التجاريين في المنطقة، وأضاف: quot;ازدادت صادراتنا إلى دول الخليج على مدى السنوات العشر الماضية من 57.04 مليون دولار في 2001 إلى 107.38 مليوناً في 2010. وتعتبر دبي، داخل دولة الإمارات، البوابة الرئيسية للمصدرين من شركات الأغذية السنغافورية إلى الأسواق الخليجية الأخرى، ويلعب معرض غلفود دوراً حيوياً في تحفيز هذا النموquot;. يعتبر القطاع الغذائي في فرنسا أكبر القطاعات الاقتصادية، إذ يسهم هذا القطاع بنحو 148 مليار يورو في اقتصاد البلاد.

وأوضح فرانسوا سبورير المفوض التجاري الفرنسي أهمية المنطقة لشركات الأغذية الفرنسية، في ضوء مشاركة 100 شركة عارضة في الجناح الفرنسي من غلفود هذا العام، أن فرنسا تصدّر أكثر من ثلث إجمالي إنتاجها من المواد الغذائية، معتبراً أن quot;الوصول لأسواق مثل الشرق الأوسط، التي تشهد إقبالاً متزايداً على الأطعمة الفرنسية، مهم للغايةquot;، وقال: quot;مكّنت معارض مثل غلفود في دبي، التي تشكل المركز الرئيسي للاستيراد وإعادة التصدير في المنطقة، الصادرات الغذائية الفرنسية للمنطقة من تحقيق نمو مذهل بلغ 45 بالمائة في اثني عشر شهراً فقط، لتصل إلى 1.525 مليار يورو في 2010.

وقد شهدت صادرات التفاح والبسكويت والمياه المعدنية نمواً قوياً، إضافة إلى المبيعات الممتازة من الدواجن ومنتجات الألبانquot;. وقد برزت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا كواحدة من الأسواق العالمية القليلة التي تقدم نمواً حقيقياً للأعمال في قطاع الأغذية والمشروبات. ويمنح معرض غلفود المنتجين والموردين فرصاً جديدة للمبيعات في وقت تباطأت أو اختفت فيه أسواقهم التقليدية، عبر إتاحة المجال أمامهم للوصول إلى الأسواق النامية والناشئة في المنطقة. تشارك في معرض هذا العام 3,800 بزيادة قدرها نحو 10 بالمائة عن العام الماضي، في مؤشر واضح على زيادة اهتمام العالم بالمنطقة. ومن المتوقع أن يستقطب معرض غلفود في دورته السادسة عشرة، التي تبدأ فعالياتها في 27 فبراير وتنتهي في 2 مارس 2011 في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، نحو 60,000 زائر من أكثر من 150 دولة.

وقد مكّنت أكثر من مليون قدم مربعة من المساحات المخصصة للعرض 1,400 من العارضين الجدد من المشاركة في معرض هذا العام، ومنهم مسافي ونسبرسو ونادك وصافولا للأغذية، إلى جانب عملاقي التعبئة والتغليف تتراباك ودوبونت. ومن الدول التي تمثلها شركات للمرة الأولى في غلفود 2011 أثيوبيا ولوكسمبورغ ومالطا والنرويج، في حين تشارك دول بأجنحة وطنية لأول مرة، وهي أرمينيا وبنغلاديش والمغرب وفلسطين والسويد.

وتلعب دبي دوراً محورياً في نمو قطاع الأغذية والمشروبات والضيافة الإقليمي، نظراً لأنها مركز رئيسي للتجارة الدولية، إلى جانب كونها واحدة من الوجهات السياحية الأسرع نمواً، والتي تعتبر محركاً دافعاً لعجلة التطور في قطاع الضيافة. جدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي ثالث أكبر مركز لإعادة التصدير في العالم (وفقاً للبنك الصناعي)، إذ تقوم بإعادة تصدير أكثر من 70 بالمائة من إجمالي وارداتها الزراعية سنوياً.

يدعم معرض غلفود تقريباً كل أوجه قطاع الأغذية والمشروبات والضيافة، فهو يتضمّن اثنين من المعارض المتخصصة هما معرض الشرق الأوسط لمكونات الغذاء، ومعرض الشرق الأوسط للمطاعم والمقاهي، كما يستضيف مؤتمر غلفود، حفلاً لتوزيع جوائز غلفود تقديراً للتميز في القطاع، إضافة إلى مسابقة صالون كولينير الإمارات الدولي، التي تستقطب هذا العام 1,500 من الطهاة من مختلف أنحاء المنطقة، ليُبرزوا مهاراتهم في الطهو على أعلى مستوى. معرض الخليج للأغذية حدث مخصص للتجار ورجال الأعمال والمختصين فقط. التسجيل لزيارة المعرض مجاناً متاح عبر موقع الإنترنت. كما يمكن شراء التذاكر من أرض الحدث ليوم واحد مقابل 75 درهماً، أو لأربعة أيام لقاء 150 درهماً. تكلفة الدخول لمؤتمر rsquo;غلفودlsquo; هي 950 درهماً لليوم الواحد، وتكلفة المشاركة في ورش العمل 650 درهماً للورشة الواحدة، وتشمل الأسعار المرطبات ودخولاً مجانياً للمعرض لأربعة أيام. المعرض مفتوح بين 11 صباحاً و7 مساءً من الأحد 27 فبراير إلى الثلاثاء 1 مارس، وبين 11 صباحاً و5 مساءً يوم الأربعاء 2 مارس 2011.