اختفى الخبز من على رفوف السوبرماركت، كما نفذت البطاريات ومصابيح اليد والشموع في عدد من مناطق البحرين، بعد تلقي رسائل عبر وسائل الاتصال الحديثة (بلاك بيري أو تويتر أو فايسبوك وغيرها) تفيد بإمكانية انقطاع التيار الكهربائي والانترنت، إضافة إلى احتمالية فرض حظر التجول.


المنامة: في منطقة مثل quot;سارquot;، التي يتشارك في العيش فيها السنّة والشيعة والوافدون من الأجانب من مختلف الطبقات، الخبز والمياه المعبأة وغيرها من المستلزمات الضرورية لا تخلو منها أي سلة تسوق وبكميات كبيرة منذ مساء الأمس، جعلتها تنفد بسرعة كبيرة.

علي أكبر، القائم على أحد السوبرماركت في المنطقة قال: quot;استلمنا كميات كبيرة من الخبز والحليب الطازج صباح اليوم، إلا أنها نفدت بسبب كثرة الاقبال لعوامل عدة، أهمها الخوف من حضر التجول، إضافة إلى الإضراب العام وعدم توافر هذه المواد في وقت لاحق من اليوم أو الأيام المقبلةquot;.

وكان الاتحاد العام لعمال البحرين قد أعلن عن إضراب عام منذ الأحد الماضي بعد احتدام الأحداث السياسية والأمنية في البحرين، وإصابة المئات من المواطنين إثر استخدام رجال الأمن الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والرصاص الانشطاري، إضافة إلى استخدام الأسلحة البيضاء في بعض الحالات، وهو ما أعتبرته الأجهزة الأمنية محاولة لفتح الطرقات التي أغلقها المحتجون، فيما أعتبرته المعارضة والاتحاد العام لعمال البحرين تصعيدًا أمنيًا واستخدامًا للعنف المفرط من قبل السلطة.

كما بدأت بورصة البحرين تداولاتها الأسبوعية منذ يوم الأحد من خلال مركز خاص للطوارئ أعدّ قبل أعوام بهدف ضمان عمل البورصة في الأزمات، بعدما جرى إغلاق الطريق المؤدية إلى مقر البورصة في مرفأ البحرين المالي، وذلك للمرة الأولى وسط تداولات محدودة.

وشهدت البورصة هبوط أسهم شركة ألمنيوم البحرين quot;ألباquot; إلى أدنى مستوياتها أمس منذ الإدراج في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي 20 فلساً بنسبة 2.17 %، ليستقر السعر عند 900 فلس، وذلك بعد إعلان نقابة ألبا انضمامها إلى الإضراب العام ضمن العديد من المنشآت الصناعية الحيوية في البلاد، وخسرت شركة ألبا من قيمتها السوقية أمس في البورصة نحو 28 مليون دينار، بسبب مخاوف المستثمرين من أن تؤثر الاحتجاجات على إنتاجية الشركة، ومن ثم تراجع إيراداتها، والأرباح الموزعة على المساهمين.

فيما شهدت أسعار بعض البنوك القيادية في السوق، مثل البنك الأهلي المتحد ومصرف السلام، هبوطاً بنسب تتراوح بين 6 و9 % تقريباً، وأقفل مؤشر البحرين العام أمس عند مستوى 1.395.06، بانخفاض قدره 22.16 نقطة مقارنة بإقفاله يوم الأحد، وذلك بنسبة 1.56 %.

وقال اقتصاديون إن المستثمرين العالميين يراقبون بحذر ما يجري، وإنهم يحتاجون الشعور بالطمأنينة إلى أن ما حدث من تصعيد أمني لن يتكرر، كما أثر قرار إلغاء استضافة البحرين لسباقات الفورمولا واحد في إحداث صدمة كبيرة للكثيرين المعتمدين على العائدات من الموسم في تسيير حياتهم وتوفير دخلهم السنوي.

هذا ومنح الكثير من الفنادق في البحرين موظفيه عطلة اجبارية لركود الحركة السياحية في البلاد، وخصوصًا تلك التي كانت تعتمد بشكل كامل على الوافدين السعوديين والخليجيين في عطلة نهاية الأسبوع في تسيير أعمالها.

وكان أحد كبار المسؤولين في شركة نفط البحرين quot;بابكوquot; قد أعلن عن التوقف عن تصدير النفط للخارج إثر الإضراب العام في البحرين، وهو ما يخلف خسائر تتراوح ما بين 96 إلي 120 مليون دولار يومياً.