لا شك أن هذا الصيف لم تكن مصر من ضمن الخيارات المطروحة لقضاء الإجازة لعدد من السائحين الذين اعتادوا قضاء إجازاتهم الصيفية وغيرها في أم الدنيا كما يحلو للبعض تسميتها.


سياح أجانب يزورن أهرامات الجيزة في منطقة الأهرام

حسن الأحمري من الرياض: تشير التقارير إلى أن 25 % من الناتج المحلي الإجمالي لمصر استحوذ عليه قطاع السياحة في الفترات الماضية، الأمر الذي يجعل صناعة السياحة في مصر هدفًا اقتصاديًا واجتماعيًا بامتياز، لكونها توجد الحلول لعدد كبير من الأمور كالبطالة وزيادة الدخل وغيرها.

ومنذ ثورة 25 يناير، التي أحدثت فرقًا في تاريخ مصر الحديث، وفرح بها الكثير، وأصبحت مضرب مثل لعدد من الرؤساء لشعوبهم، كان ذلك في البداية فقط، حيث إن الشعب ومنسوبي قطاع السياحة ذهبوا للعمل بمبدأ المصلحة العامة لقبول تلك الثورة وأهدافها والتضحية بالسياحة للربع الأول من 2011، فمن ووجهة نظرهم فإن مصر تملك الإمكانيات الجيدة لاستقطاب السياح في فترة وجيزة ولا تتأثر لفترات طويلة.

ولكن، ما حدث عكس ذلك تمامًا، فالثورة مستمرة، وبأهداف تراكمية تزداد يومًا بعد يوم، كما قال ذلك زعيم حزب التجمع في إحدى المقابلات التلفزيونية، التي وصف فيها الثوار بأن لديهم مطالب جديدة كل يوم، وهذا ما يحدث فعلاً، ما أحدث خللاً سياسيًا كبيرًا نتج منه شلل اقتصادي كبير ومؤثر، قد يؤدي الى سلبيات اجتماعية داخل المجتمع المصري.

في بداية هذا الصيف، كان هناك نوع من المخاوف، التي ربما يعتبرها بعض السياح أمرًا غير مقلق، فبدأت الأفواج السياحية تتدفق إلى القاهرة وشرم الشيخ والغردقة، وبمباركة وزير السياحة المصري، الذي طمأن السياح، وفي أكثر من حديث، إلى أنه لا توجد عوائق أمامهم، وعلى الرغم من ذلك لم تكن أعداد السياح كما كانت عليه في الأعوام الماضية، ولكن عملاً بمبدأ الخروج بأقل الخسائر، وتفاجأ الجميع بعودة الثوار بالشكل نفسه الذي كانت عليه التظاهرات في 25 يناير، وبالتالي تم وضع المسمار الأخير في نعش السياحة المصرية لهذا العام بمباركة الثوار.

تغيير الوجهة أو إلغاؤها
يقول إبراهيم محمد انه من المنتظمين بزيارة مصر كل عام والتمتع بالاجواء الساحرة في مدينة شرم الشيخ بشواطئها الرائعة وفنادقها الفخمة، إضافة الى القاهرة بلياليها الجميلة، وquot;لكنني فضّلت هذه السنة عدم الخوض في مغامرة ربما لا تحمد عقباها، فالأمن شبه معدوم، والمناطق السياحة غير مأهولة بشكل جيد، ولم تعد الحياة كما كانت، فكان ذلك قراري الى قبل نهاية يونيو الماضي، حيث بدأت المخاوف تتبدد أمامي، واخترت السفر الى شرم الشيخ لقضاء اجازتي.

ويضيف إبراهيم قائلاً: كان الوضع مطمئنًا جدًا، ولم تكن هناك أية مشاكل حتى بدأت الاخبار والانباء تتوالى عن تظاهرات مليونية لحماية الثورة، ما جعلني أتخذ قرار العودة من دون تردد، بعدم اختيار مصر كوجهة سياحية لفترة قد تمتد الى سنتين إلى حين استقرار الوضع، وتعيين رئيس للحكومة وترتيب الوضع الداخلي.

انخفاض المستوى المعيشي
يقول مجدي حامد، وهو مشرف في أحد الفنادق في شرم الشيخ ان قطاع السياحة تأثر كثيرًا بالثورة الأولى وسيتأثر بشكل أكبر في الثورة الثانية، فمعدلات الإشغال انخفضت بشكل كبير، ومعدل دخل العمولات للموظفين أصبح شبه معدوم، وبالتالي يصبح عدد كبير من البيوت مهددًا بانخفاض مستوى معيشته.

ويرى أن الثوار الموجودين في ميدان التحرير ما هم إلا عاطلون عن العمل، وليس لديهم اهتمامات أو بيوت أو عوائل تحتضنهم، ولو كانوا كذلك لما تجمعوا في ميدان التحرير لمطالبات غير منطقية!.