شكراً لأسرة quot;القدس العربيquot; ولرئيس تحريرها الأستاذ عبد الباري عطوان على صفحةquot;صحف عبريةquot; التي هي النافذة الإعلامية الوحيدة التي نطل منها على الساحة العربية والإسلامية، التي هي غابة محترقة إعلامياً. إعلامنا سواء الإسلامي منه أو العلماني، المعارض أو الموالي هو بروباجاندا تكذب ، إما بعدم ذكر الحقائق، أو بتزوير الحقائق. وهذا في كل بلد عربي أو إسلامي تقريباً باستثناء لبنان وتركيا وكردستان حيث الإعلام حر.في مصر بلدي الحبيب، الإعلام القومي الرسمي يكذب لصالح النظام، والإعلام الإسلامي المعارض يكذب على النظام والمواطن الغلبان ساقط بين كذبتين. صفحة صحافة عبرية، مدرسة نتعلم منها التعددية الإعلامية والاستقلال الفكري، فلا نكاد نجد صحفياً إسرائيلياً متفقاً مع صحفي آخر في ذات الصحيفة في تحليل السياسة الإسرائيلية الداخلية أو السياسة الإقليمية أو الدولية. كل صحفي له رأي خاص وتحليل خاص ومعلومات خاصة. كل هم الصحفي هو إعلام قرائه مهنياً وموضوعياً، نقرأ أحاديث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، فنراه كالمتهم في قفص الاتهام والصحفي يلعب دور قاضي التحقيق. أما الصحفي العربي فهو أمام الحاكم عندما يجري معه حديث صحفي بطلب من الحاكم طبعاً، فهو كالفأر أمام قط، يسأل الحاكم الأسئلة التي أعدتها له مخابرات الحاكم قبل أن يلتقي به. معذرة على هذه المقدمة الطويلة التي أردت أن أنفس بها عما يضيق به صدري ولا ينطلق به لساني ، والآن إلى خالد مشعل،الذي هو أيضاً أمام سادته الإيرانيين والسوريين كالفأر أمام قط.

سيدي رئيس حماس، قرأت مقال الصحفي الإسرائيلي سمدار بيري مراسل صحيفة (يدعوت أحرنوت) للشؤون العربي (20/10/2006) الذي نشرته القدس العربي في صدر صفحة quot;صحف عبريةquot; بتاريخ(21-22/10/2006)الخبر الآتي: quot;وفد من إيران من المقربين من الرئيس الإيراني وصل سراً إلى دمشق، ولا يريد شيئاً إلا تخريب عملية الأسرى. وفقاً لمصادر غربية، فإن مشعل تسلم 50 مليون دولار نقداً من قبل اثنين من أعضاء هذا الوفد مقابل إنهاء المفاوضات حول تبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيلquot;.
هكذا من أجل 50 مليون بترودولار إيرانية تضخم حسابك الشخصي بالدولارات تخون مصلحة شعبك في تسليم جندي إسرائيلي واحد مقابل ألف سجين فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال القابعون في زنزانات سجون الاحتلال الإسرائيلي البغيض، وأنت تعرف أن مبادلة هذا الجندي بألف سجين فلسطيني سيخفف جحيم القصف اليومي على شعبك الفلسطيني الذي شئت أنت أن يأكل من المزابل، بينما تسكن أنت في دمشق في أحد القصور الرئاسية كما قال (أبو العينيين) ممثل فتح في لبنان وأضافquot;سكان القصور لا يفكرون مثل سكان المخيمات الجياعquot;. لأنك رفضت الصفقة المربحة التي عرضتها عليك مصر على لسان رئيس المخابرات العامة اللواء عمر سليمان بمبادلة الجندي الإسرائيلي بألف سجين، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بين حماس وفتح لرفع كابوس المقاطعة الدولية البارك على صدر شعبك الجائع والعطشان والفاقد للأدوية والأقلام والدفاتر الدراسية وللقمة العيش ... بينما أنت تقبض مرة واحدة quot;نقداًquot; 50 مليون دولار خدمة لمصالح إيران، بدلاً من خدمة مصالح فلسطين التي تئن تحت الاحتلال الإسرائيلي الإجرامي !!!.
يوم 27/10/2006 نشرت quot;القدس العربيquot; مشكورة في صفحتها الأولي الخبر الآتي: quot;قالت يدعوت أحرنوت أن زيارة خالد مشعل ... للقاهرة جاءت بعد أن تعرض لضغوط شديدة من سورية للموافقة على صفقة الإفراج عن أسرى فلسطينيين (...) وحسب الصحيفة فقد نجح اللواء عمر سليمان في اقناع السوريين بتشديد الضغوط على مشعل للموافقة على صفقة التبادلquot;.
هكذا أنت واقع بين ضغط البترودولارت الإيرانية، وضغط المخابرات السورية. ولا تستجيب إلا للضغوط كما يفعل العملاء المأجورون. فلماذا لا تستجيب لضغوط شعبك الجائع الذي يستغيث للخروج من محنته، ولكن قلبك كالحجارة لا يرق!.
سيدي خالد مشعل رئيس ورأس حماس، لماذا لا تكون عميلاً لشعبك فقط، كما فعل ويفعل جميع الزعماء الجديرون بهذا الاسم على مر العصور؟
حقاً إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور.
[email protected]