تدهور الأوضاع الأمنية في العراق، و الفشل الحكومي الراهن في التعاطي مع المستجدات الدولية و المحلية و إزدياد سعار الجماعات الإرهابية من مختلف الملل و النحل، كلها عوامل ومكونات قد أعطت لجماعات الإرهاب البعثي النافق في العراق إشارات خاطئة يحاولون تعميمها لإستعادة سلطة مفقودة لم ولن تعود مهما إشتدت المحنة وطالت ليالي العراق السوداء، حزب البعث قد أضحى من مخلفات التاريخ وهو كذلك فعلا منذ الإنشقاقات التي مزقته في الستينيات وتحديدا منذ ذلك الإنشقاق الكبير في دمشق في شباط/ فبراير 1966 وطرد السوريين لقيادة عفلق ورفاقه من القيادة القومية وهو ما دفع الشاعر الفلسطيني الراحل والذي كان بعثيا (كمال ناصر) إلى القول :
لم يبق للبعث عندي ما أغنيه ودعته وسأبقى العمر أبكيه!
وقد تحول هذا الحزب لعنوان واسع وفضفاض ومهلهل وعصابة إرهابية للهيمنة والسيطرة والحكم الفردي و العشائري وحكم دولة الأمن و المخابرات و القمع الشامل وبأدوات حزبية متهافتة وشخوص قيادية بائسة ومتحجرة بل أن حزب البعث و النظام المنبثق عنه قد سن سنة (التوريث) العائلي و السياسي و الطائفي؟؟ وكما أثبتت ذلك التجربة السورية وحاولت التجربة العراقية السير على نهجها وسنتها قبل أن يعجل (الحذاء الأمريكي) بقذف البعث في العراق لخارج دائرة التاريخ، ليهرب البعثيون زرافات ووحدانا؟ وليتهدم بكل يسر وسرعة ذلك الحزب الفاشي الذي كان يرفع شعار :
بعث تشيده الجماجم و الدم تتهدم الدنيا ولا يتهدم؟
وكانت فضيحة البعث في العراق من طراز الفضائح التاريخية الكبرى، فقد كان كيانا و هيكلا كبيرا ومتورما بشكل سرطاني بكل أمراض التاريخ والتخلف الإجتماعي ولم تستطع الملايين العراقية التي كانت منضمة رسميا لسجلات الحزب خوفا وطمعا ورهبة ونفاقا أن تدافع عنه أو تحمي مسيرته الدموية، فأنهار ذلك الحزب كقصر من الرمال وإختفى من المسرح السياسي العراقي وما بقي منه مجرد ظلال باهتة لشخوص قيادية كانت خانعة ومستكينة زمن الهبمنة الصدامية التي أجهزت على بقايا البعث في العراق منذ صيف 1979 وهو صيف الدم البعثي الشهير الذي صفيت فيه القيادة القومية وتحولت القيادة القطرية لعشيرة وقبيلة ذهبية وعصابة مافيوزية حاكمة تحت مظلة (الزعيم والقائد الأوحد صدام وأولاده وعشيرته)!!، فكان البعثيون مجرد أدوات رخيصة (ومشاريع موت جاهزة) في خدمة طموحات القائد الفاشي ومشاريعه الجنونية المريضة والعدوانية التي هشمت العراق ودمرت كل معاني وأسس السلام والإخاء الإجتماعي والتعايش المذهبي و الطائفي؟ وما نسمعه اليوم من عويل وضجيج لبعض البيانات البعثية التي تبشر بعودة الحزب للسلطة!! وبالإستعداد لخوض ما يسمونه ب (معركة تحرير بغداد)!! مجرد لغو كلامي من جماعات وشخصيات مفلسة كانت من هوامش النظام البائد وأستغلت حرية الحركة و غض النظر عن نشاطاتها في بعض العواصم العربية و الخليجية من أجل التشويش الإعلامي ولمصلحة ديناصورات حزب البعث السوري تحديدا والذين يخوضون حرب تدمير العراق بكل كفاءة ومرونة حركة وبوجوه متغيرة وبخبرة المخابرات السورية الطويلة في التعامل مع الملف العراقي المتورم بآلاف الملفات والحافل بكل الأساطير و الغرائب والعجائب، البعث العراقي إنتهى تماما وخرج من التاريخ نهائيا وإمكانية عودته للسلطة لا تتناقض مع الواقع فقط بل تتضارب مع تحولات التاريخ وحتمياته المقدسة ولواقع الحزب المفلس في العراق، قد يختلف العراقيون على كل شيء ولكنهم متفقون على لعن البعث وكل رموزه وذكرياته لأنه سبب رئيسي و فاعل من أسباب ما يحدث من مجازر وحرب أهلية وطائفية قائمة ميدانيا اليوم، ومقاومة البعث لا تتعدى عمليات الغدر والإغتيال والدس والتي لهم فيها خبرة تاريخية لكون حزب البعث العراقي هو (حزب السرسرية) و البلطجية المتميز، وكل تحركات (صلاح المختار) و (عوني القلمجي) و (جبار الكبيسي) و (فوزي الراوي) وغيرهم من ديناصورات البعث البائد ماهي إلا رقصات يائسة مع زمر الجريمة والإرهاب... فالبعث ملعون.. ملعون.. ملعون... يا ولدي!!.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات