وليد جنبلاط الذي برّر عداءه لسوريا، واعتذاراته اللاحقة لوزير الدفاع الأميركي السابق رامزيفلد عن ممارساته السابقة! باعتباره كان quot;أحد أمراء الحربquot; والآن هو quot;ديمقراطيquot;! بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة واغتيال الشهيد رفيق الحريري، سبق وأكّد أنّه لم يعد يحتمل ضغط صمته عن اغتيال والده الشهيد الراحل المعلِّم كمال جنبلاط، وهو ذاته الذي أكّد في حوار مع المذيعة التلفزيزنيّة مي شدياق (وهذه توقّعتْ أن نتعاطف معها وهي فرد لتعرّضها لمحاولة اغتيال آثمة ـ وقد فعلنا ـ فيما هي ومن اليوم الأوّل لعدوان تمّوز الإسرائيلي على لبنان كانت في برامجها على فضائيّة quot;أل. بي. سيquot; تتوقّع منّا ألاّ نتوقّع منها أي تعاطف مع وطن يحترق وأي موقف مناهض لإسرائيل) أنّه ضدّ العلمانيّة!. فزعيم تقدّمي، واشتراكي، هو ضدّ العلمانيّة!؟ فمَنْ قادر بعد على الجمع والطرح!؟ وهو ذاته طالما ردّد أنّه رعى المصالحة الدرزيّة المارونيّة في الجبل مع البطريرك صفير، فيما في الوقت ذاته، وفي حوار مع مارسيل غانم الذي سأله عن مصير مهجّري الجبل من المسيحيين قال بالحرف: quot;دعني أكون صريحاً معك، فالدروز لا يريدونهم (أي للمهجّرين الموارنة) وكذلك مثقّفو الدروز لا يريدونهمquot;، وهو ذاته انقلب على ما ادّعاه أنّ الدروز ومثقّفي الدروز لا يريدونه باستعجال استدعاء القوّات اللبنانيّة قبل شهر ولو لفظاً لترتيب عودة المهجرين الموارنة ذاتهم إلى قراهم، بعدما تبيّن له أن تيار الجنرال عون يضغط بكلّ ثقله لإلزام جنبلاط بالكفّ عن الإستمرار في تهجير المسيحيين من قراهم، وهو قاب قوسين أو أدنى من قطف ثمار ضغوطه التي أقلّها اندفاعة أهالي القرى المهجَّرة نحو الجنرال عون باعتباره الشخصيّة المسيحيّة الأصدق في الإنتصار لقضيّتهم العادلة، والمستمرّة تأزّماً منذ عقدين من السنين.
وينسى الأستاذ وليد جنبلاط المعجَب بالمندوب الأميركي في الأمم المتّحدة جون بولتن إلى حدّ دعا الكاتب ابراهيم الأمين إلى نعته باسم quot;وليد جون بولتنquot; وليس quot;وليد جنبلاطquot; أنّ والده المعلّم كمال جنبلاط إنّما استشهد في خضمّ كفاحة من أجل إصلاح شامل في النظام اللبناني، وهو رئيس الحركة الوطنيّة اللبنانيّة، وأنّ العلمنة كانت الهدف، وهي عين روحه الطاهرة. وبعدُ كيف هو وليد بك جنبلاط (بك، وتقدّمي، واشتراكي!!) غاضب لاغتيال والده بعد مضي أكثر من عشرين عاماً على هذه الجريمة وهو نفسه يغتال حلم والده بالقول جهاراً أنّه ضدّ العلمانيّة!؟ وحتى نفسه إذا ذكر الإشتراكيّة ذكرها بنوع من السخرية، باعتبارها مراهَقة وأفكار خشبيّة.
ولا حصر لمفارقات الأستاذ جنبلاط الذي وفريقه لطالما استهولوا قانون غازي كنعان الإنتخابي علناً وارتضوه سرّاً ثمّ فرضوه فرضاً في الإنتخابات النيابيّة الفائتة بدعم أميركي مباشر، ولكن آخر مفارقاته تصريحه الأخير، وهو ركن أساس من أركان حكومة السنيورة، ومسؤول مباشرةً عن مستقبل لبنان الأمني والإقتصادي، في مؤتمر صحفي لم يستقبل فيه أسئلة أنّه سيجلس في بيته وسيكتفي بالنظر إلى مظاهرات واعتصامات المطالبين بحكومة وحدة وطنيّة ولو استمرّ هذا الوضع quot;شهراً أو شهرينquot; من دون أن ينسى استذكار أنّ هذه المظاهر سيكون لها أثر سلبي خطير على مستقبل لبنان الإقتصادي تحديداً، فأي ركن مسؤول هو في حكومة يجب أن تكون مسؤولة!؟ وأي استئثار بالسلطة استئثاره هذا ولو أدّى إلى خراب البلاد!؟.
يُقال أن نيرون وفيما كانت روما تحترق جلس في قصره عازفاً على قيثارة، ووليد بك جنبلاط قال بعضمة لسانه أنّه سيجلس في بيته (وبالحقيقة هو قصر) وquot;ينظرquot;، وماذا على غير انهيار لبنان، وستنبئنا الأيّام إذا ما كان يعزف على قيثارة أيضاً.
[email protected]