بعملية شجاعة أقٌدم جهاز المخابرات الأردني على استدراج المجرم زياد خلف رجا الكربولي العراقي الجنسية والملقب (ابو حذيفة)، ومن القلة الذين باعوا ضميرهم ووجدانهم ليكون مطية للجريمة ولرمز الشر والأجرام ممثلاً للمجرم (ابو مصعب الزرقاوي وأسمه الحقيقي أحمد فاضل نزال الخلايله) وهو من مواليد 20 اكتوبر 1966 - أردني الجنسية، متزوج وله 4 اطفال، وتقيم زوجته مع أطفاله الأربعة في مدينة الزرقاء وتركهم دون معيل ودون أي مصدر معروف في الأنفاق، وهو مسؤول تنظيم quot;قاعدة الجهاد في بلاد الرافدينquot; الذي هو فرع تنظيم القاعدة في العراق، ويتحمل الزرقاوي العشرات من الجرائم الخسيسة والغادرة والدنيئة التي تطال الأبرياء من الناس تحت شتى المزاعم والحجج، حيث يتزعم مجموعة من القتلة والمنحرفين مستغلاً الوضع الأمني المربك والشروخ التي صارت في جسد العراق ليمعن في أحداث جرائمة والاختفاء ضمن منطقة محدودة حددها المجرم زياد الكربولي حصراً، وتم أستدراج الكربولي الى داخل الحدود الأردنية والقبض عليه ومن ثم التحقيق معه ليعترف ليس فقط بخسة جرائمه، وانما ليفضح الأساليب والسبل الكاذبة التي تتبرقع بها هذه النماذج التي تتخذ الأسلام ستاراً وبرقعاً في عملياتها الاجرامية.
المهم في عملية التحقيق مع المجرم زياد الكربولي تتجسد في فضح استعمال اساليب الكذب والأعتداء على الأبرياء وقطع الطرق العامة وتسليب المواطنين العزل والسرقة والإعتداء على النساء من قبل تلك الزمرة، ومن يدقق اللقطات القصيرة التي أظهرها التلفزيون الأردني لهذا النموذج المنحط من البشر ممن نزعوا الغيرة والذمة والضمير والرأفة، سيلمس مدى الأنحطاط النفسي والعقلي والأخلاقي الذي تعانيه هذه المجموعة المنحرفة .
كما أوضح الكربولي المناطق التي يتم فيها القيام بالعمليات الأجرامية ضد الناس، وحدد حصراً المناطق التي ينتقلون خلالها والتي تقيم فيها بقية أفراد العصابة في العراق.
وقال أفراد عائلة الدسوقي حسب ما نشر في صفحة أيلاف : ان quot;مدعي الاسلام كان قاطع طرق وسارقquot;. فقد سرق من ابنهم مبلغ 1500 دينار اردني اضافة الى 4 آلاف دولار اميركي. أما quot;الونشquot; الذي ادعى في حديثه الهاتفي معهم انه حرقه، فقد ابلغ بعض الاردنيين الذي يزورون بغداد العائلة بانهم شاهدوه في العاصمة العراقية.
يقينا أن المخابرات الأردنية تعرف حقاً أن من بين أهل الأردن ممن يساند هذه المجموعات ويحاول أن يزوق مواقفها ويوهم الاخرين على اساس انها الجهاد، وانها التصدي للأحتلال والعداء للولايات المتحدة، وفي سبيل ذلك نقرأ بعض الكتابات التي تنشر والأصوات التي تنطلق من الساحة الأردنية، البلد التي لم تقبل في يوم ما ان تكون ساحة للشر والأشرار.
أن عملية القبض على المجرم الكربولي لها دلالتها العميقة في تصدي الأردن لهذه النماذج التي تريد السوء بكل البشر، ولعل قيام الأجهزة الأردنية في متابعة هذه الحثالات سواء منها في الأردن أو في البلدان المجاورة يؤكد مسار السياسة الأردنية المعادية للآرهاب، وقيام الملك عبد الله الثاني بمسح دمعة الطفلة مرح ابنة الشهيد الأردني خالد الدسوقي الذي قتل غدراً بيد زياد الكربولي بأمر من مجرم أخر لايقل عنه انحطاطا وخطورة، له دلالته الإنسانية، فالملك عبد الله الثاني يمسح بيده هذه دموع أطفال العراق، ويثأر معنا لشهدائنا الأبرياء الذين طالتهم يد الغدر والجريمة والشر.
الأطفال الخمسة أبناء السائق القتيل عاشوا رعبا حقيقيا بعد مقتل والدهم. تقول الوالدتان والعمة أنهم كانوا يرفضون النوم الا والضوء مشتعل. الكوابيس كانت توقظهم وهم يصرخون. سؤال واحد كان يدور على لسان الابناء احمد(13 سنة) وشذا (11 سنة) ومرح (8 سنوات): quot;ما الذي استفاده ابو حذيفة من قتل أبينا ؟quot; أما عمار (3 سنوات) وشهد (سنة ونصف)، وسيبقى أطفال العراق يلاحقون القتلة بدموعهم ودعائهم الى الله بالأنتقام من القتلة والأشرار وبهائم الأرهاب المتخفية تحت ستائر الدين، و نجد ان الواجب الديني والأخلاقي يستوجب على رجال الدين فضح هذه الزمر والدفاع عن نظافة ديننا الحنيف وأسسه التي لاتتطابق مع عقلياتهم ولاتنسجم مع دينهم وعميهم وظلالهم وأفكارهم الملوثة.
أن اللوعة والحزن الذي غمر نفوس أفراد عائلة الشهيد خالد الدسوقي ليس فقط في فقدانهم الشهيد، وأنما في تلويعهم والتلاعب بمشاعرهم والأستمرار في جعلهم يزدادون حزنا وترويعا من قبل القاتل الخاسئ، والذي كان يتلذذ في أتصالاته الهاتفية بهم و في التفرج على صور العائلة وقراءة الرسائل الشخصية للشهيد، وبهذا يدلل على مستوى الانحطاط الأخلاقي وسوء التربية الذي يعانيه القتلة ومن يقودهم.
أن القاتل الخلايلة الذي يطلق على نفسه ابو مصعب الزرقاوي يخرج عن دائرة البشر ليضحى حيواناً طريداً شرساً لايفقه دين او قيمة او ضمير أو وطن، فأن توفر له المال والمكان والسلاح فأنه فاقد لأنسانيته حين يجهد من اجل تجميع العناصر المجرمة، كالتي بعثها الى الأردن لتغتال الفرح الأردني والأبرياء العزل في فنادق الأردن، وكأنه يريد أن ينتقم من اهل الأردن اعتقاداً ووهما منه انه يستطيع النيل من الأردن والأردنيين .
وأذا كان العراق قد ابتلي بمحنة الطاغية الدكتاتور الذي صار في قفص الشعب متهما، فانه وقع في محنة الأحتلال، ليشب الأرهاب والأشرار ضمن هذه المحن يستغلون الفرص للنيل من الأنسان في العراق مهما كان دينه أو مذهبه او قوميته.
ولذا صار من واجب الأخيار التصدي لهذه الزمر بالكلمة والفعل، وليس أكثر دلالة على ماقام به الأردن من دور يستوجب التقدير والثناء في حماية الأنسان والتصدي للأرهاب فعلاً وقولاً، وأن ماقام به الملك عبد الله الثاني يؤكد انه لن يتوانى عن مسح دموع الأطفال اليتامى في العراق، ولن يتوقف عند مواساة الثكالى والأرامل من العراقيات.
وأذا كانت دمعة الطفلة مرح ابنة الشهيد خالد الدسوقي قد هزت جميع من شاهد دمعتها البريئة وهي تستذكر فقدانها لوالدها الى الأبد، فأن دموعاً كثيرة في العراق لم تزل بأنتظار من يمسحها، وبأنتظار من يهدهد جراح اليتامى ويمسح على رؤوسهم يطمئنهم أن الله يمهل ولايهمل، وأن العدالة والحق سينتصران على الباطل والشر، وأن هذه المجاميع التي تعيث في الحياة البشرية فساداً وتحاول ان تنشر الرعب والموت بين الناس لاأمل لها في أن تلغي شكل الحياة الأنسانية أو ان تجعل حجمها وفق تصوراتها.
ليكن تنفيذ الحكم العادل بالقاتل الخسيس مثلما أرادت عائلة الشهيد في أحد أهم ساحات العاصمة الأردنية ليكن عبرة لغيرة ممن تسول له نفسه ان يلغي الحياة التي منحها الله سبحانه وتعالى للأنسان، وماهو الا القصاص الذي سيكون عبرة لذوي الالباب.