أصابتنى الدهشة عندما قرأت تصريحات الموجى الصغير للصحافة بعد عودته من رحلة الحج، ولم أمنع نفسى من المقارنة بين الموجى الصغير والكبير، وهى فى الحقيقة ليست مقارنة بين شخصين وإنما بين عصرين وبين زمنين، وبرغم اننى لست من عبدة الماضى، لكننى أضطر آسفاً فى أوقات كثيرة إلى البكاء على أطلال الماضى لأننا الوطن الوحيد الذى يتقدم إلى الخلف، والذى ماضيه أكثر ليبرالية من حاضره، ولكنى مازلت أراهن على المستقبل، ولكن بماذا صرح الملحن الموجى الصغير؟.
أعلن الموسيقار الموجي الصغيراعتزاله تلحين الأغنيات العاطفية، وإعتبرها ملهاة عن ذكر الله وتثير الغرائز عند الشباب، وأكد أنه تاب عن تبني الأصوات النسائية وأنه سوف يتفرغ فقط للأغاني الدينية والوطنية وأغنيات الأطفال وقال عبر إتصال هاتفي مع شبكة الإعلام العربية quot; لن أعود لتلحين أغنيات مفرداتها حبيبي وقلبي وبأحس بالضياع، وإعتبر أنه من غير المقبول بينه وبين نفسه ان يؤدي فريضة الحج ولايتمالك نفسه من الدموع هناك ثم يعود الى تلحين مثل هذه الأغنيات.
ويحكي عن مفارقة غريبة وقعت له أثناء تأديته أشواط السعي، إذ شعر بهبوط حاد وإحساسه بالدخول في غيبوبة سكر واحتاج الى قطعة من السكر،وإذا به يفاجيء بوجود قطعة حلوى ملقاه أمامه مباشرة وكأنها هبطت من السماء فتناولها على الفور،ويقسم انه لم يذق مثلها ابدا واكمل أشواط السعي دون شعور بالتعب.
ويواصل الموجي الصغير رواياته عما رآه في رحلة الحج قائلا: وبينما أنا وصديقي طارق الذي لازمني طوال الرحلة في طريقنا إلى حيث مكان الخيام وذلك يستلزم السير عدة كيلو مترات في الصحراء فبدأت أشعر بالعطش وسألت صديقي: ألا يوجد ماء قريب من هنا ؟ وسبحان الله لم أكد أكمل كلامي حتى وجدت رجلا يقترب منا ويعرض علينا الماء والطعام.
وينهي كلامه قائلا: الحمد لله أديت فريضة الحج وأديت عمرة لي ولوالدي ووالدتي وبعض أقاربي يرحمهم الله جميعا.
إنتهت تصريحات الموجى الصغير الذى أعلن توبته عن معصية تلحين الأغانى العاطفية، والتى أعتقد أنه لم يكن ليتوب لو كانت موهبته فى مثل حجم موهبة والده محمد الموجى الكبير الذى ظل حتى آخر لحظة يلحن الأغانى العاطفية ولايقيس الأغانى بمقياس ومسطرة الحلال والحرام، ولحن بعبقرية آخر قصائد عبد الحليم حافظ quot; قارئة الفنجان quot;، بل كان مرناً وأكثر رحابة صدر من عبد الحليم حافظ نفسه الذى غير ياولدى قد مات شهيداً من مات على دين المحبوب وجعلها مات فداء للمحبوب، الموجى الكبير لم يتنكر لتاريخه، أكثر من 50 أغنية لعبد الحليم وهل نستطيع أن ننسى صافينى مره وياحلو ياسمر ورسالة من تحت الماء وحبك نار والليالى وياقلبى خبى..........الخ، هل كفر الموجى وكفرنا منعه عندما كنا ومازلنا نستمع إلى هذا الفن الراقى ؟؟؟!!،أنصح الموجى الصغير بأن يستمع إلى فايزه أحمد فى أنا قلبى اليك ميال، ونجاة فى عيون القلب،وأم كلثوم فى للصبر حدود....الخ، ليعرف كم يرتقى الوجدان عندما تناله كهرباء الفن السحرية، وأسأله هل كان الأب كافراً عندما لحن هذه الأغانى الرقيقة المليئة بالشجن والفرح والحب والنشوة ؟، وياليته يعى معنى قصة ماقاله الوالد للقاضى عندما رفعت أم كلثوم عليه قضية بسبب تأخره فى لحن للصبر حدود، قال الموجى للقاضى: إحكم عليا بالتلحين...أدخل دماغى وإجبرنى على التلحين!!، الفن إلهام، ووحى، وموهبة فياضة، والموهوب الحقيقى لايمكن أن تصدر عنه هذه التوبة.
التعليقات