يتبين من سير الأحداث وتطورها السريع في مجمل الأراضي اللبنانية أن لا أمل في أن يعي quot;حزب اللهquot; خطورة ما أرتكبه في حق لبنان واللبنانيين والعرب عموما. يصعب عليه التعقل قبل فوات الأوان وسحب مسلحيه من شوارع بيروت والموافقة على الحل الذي طرحه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي يبدأ بوضع القرارين المتخذين في مجلس الوزراء في عهدة قيادة الجيش؟ أتخذ quot;حزب اللهquot; من القرارين المتعلقين بشبكة الأتصالات الخاصة بالحزب و أبعاد رئيس جهاز أمن المطار عن وظيفته، ذريعة لأجتياح بيروت الغربية وأغلاق المطار والميناء وأستباحة كرامة أهل المدينة. نفّذ quot;غزوة بيروتquot; التي أنتهت بكارثة ستترك أثارها على المنطقة كلها وليس على لبنان وحده. أثارت جريمته ردود فعل في كل أنحاء لبنان من شماله ألى جنوبه. ولم يبق أمام quot;حزب اللهquot; لأستكمال أنقلابه سوى أجتياح السراي الحكومية في بيروت بغية أجبار فؤاد السنيورة على تقديم أستقالة حكومته بالقوة... علما بأن ليست هناك مؤسسة شرعية يستطيع أن يقدم أستقالته أليها أو في أطارها في غياب رئيس للجمهورية وأغلاق مجلس النواب الذي تسقط فيه الحكومات عادة.
تركت الغزوة، شئنا أم أم أبينا، شرخا عميقا ذا طابع سنّي ndash; شيعي. نقل quot;حزب اللهquot; الذي تصرف مثله مثل أي ميليشيا تابعة لحزب مذهبي في العراق كل أمراض العراق ألى لبنان. جمع كل العقد التي لدى الميليشيات العراقية ونقلها ألى لبنان الذي عانى في الماضي من الميليشيات وعقدها وصدر في مرحلة معيّنة أمراضه ألى الخارج، فأذا به في السنة 2008 يستعيد ما صدره ألى العراق وغير العراق. نسي quot;حزب اللهquot; في ما يبدو أن بيروت الغربية التي أجتاحها مسلّحوه مدينة سنية بأمتياز. صحيح أن أهل بيروت مسالمون، لكن الصحيح أيضا أنهم يتصدون على طريقتهم لكل من يمس بكراماتهم. كثيرون جربوا ذلك في الماضي. على رأس الذين جربوا وحاولوا أخضاع أهل بيروت، أرييل شارون وزير الدفاع الأسرائيلي في العام 1982، لكنهم خرجوا من بيروت خائبين...البيروتي مسالم، لكنه مقاوم وذلك قبل أن تولد مقاومة أسمها quot;حزب اللهquot; الذي ليس في النهاية سوى لواء في quot;الحرس الثوري الأيرانيquot; بعناصر لبنانية.
أي مستقبل لquot;حزب اللهquot; بعد quot;غزوة بيروتquot;؟ السؤال مطروح بعدما أكتشف البيروتيون، بالملموس هذه المرة، أن هدفه الأول والأخير أغتيال المدينة ونشر البؤس فيها على حساب كل ما حضاري وعلى تماس مع العالم المتطور. ولذلك ردّ على قرارين حكوميين قابلين للنقاش بأجتياح العاصمة والأعتداء على أهاليها مؤكد ا أنه يريد الأحتفاظ بها رهينة على غرار ما فعله بالطائفة الشيعية الكريمة التي صادر قرارها مثلما صادر قرار حركة quot;أملquot; وحولها ميليشيا تعمل لحسابه وتنفذ بواسطة مسلحين مقنعين المهمات التي لا يريد تنفيذها بشكل مباشر.
تبدو الفتنة السنّية- الشيعية التي أفتعلها quot;حزب اللهquot; أخطر ما أسفرت عنه quot;غزوة بيروتquot;. أنها تعبير عن أنفلات الغرائز في بلد صغير لا يتحمل ذلك في أي شكل من الأشكال. ولكن أبعد من الفتنة، كشفت الغزوة خطورة وجود حزب مسلح على مستقبل الدولة اللبنانية ومؤسساتها والنظام السياسي المعمول به وحتى على طبيعة المجتمع اللبناني بتنوعه وصيغة العيش المشترك. وضع quot;حزب اللهquot; نفسه في مواجهة الطوائف اللبنانية الأخرى وليس في مواجهة السنة وحدهم. وضع نفسه في مواجهة الدروز وأكثرية المسيحيين. الدليل على ذلك، أن النائب ميشال عون المتحالف معه، لم يستطع تحريك عنصر واحد في المناطق الشرقية للمشاركة في الأضراب الذي دعت أليه المعارضة بغطاء من الأتحاد العمّالي في السابع من مايو- أيار الجاري والذي تحول لاحقا ألى تظاهرات صغيرة وحركة أحتجاج لمسلحي quot;حزب اللهquot; توجت بأجتياح بيروت وأستباحتها. بقيت المناطق الشرقية، أي المسيحية، بعيدة عن الأضراب الذي دعا عون أنصاره ألى المشاركة فيه وتبين أنهم عاجزون عن ذلك وعن تلبية نداء الجنرال المغوار... الذي يتبين يوميا أنه دمية يحرّكها المحور الأيراني- السوري بالطريقة التي يشاء.
لم يكتف الحزب اللهي بوضع نفسه في مواجهة الطوائف اللبنانية الأخرى. أثبت أيضا بأغلاقه أجهزة الأعلام التي يعتبرها معادية له أنه يسعى ألى نظام شمولي في لبنان. أغلق الحزب بالقوة قناة quot;المستقبلquot; وquot;أخبار المستقبلquot; وصحيفة quot;المستقبلquot; فضلا عن مجلة quot;الشراعquot; التي يمتلكها زميل شيعي هو حسن صبرا يرفض كل توجه مذهبي جريمته أنه يؤمن بالعروبة الصادقة ويرفض أن يكون تابعا للنظام الأيراني أو للنظام السوري. أظهر الحزب أنه لا يقبل بأقل من أسكات من يمتلك رأيا آخر غير رأيه. ولذلك يسهل عليه أرتكاب ما أرتكبه في حق بيروت وأهلها.
الخوف كل الخوف الآن بعدما تبين أن quot;غزوة بيروتquot; لن تقود quot;حزب اللهquot; ألى مكان أن يسعى ألى الهرب من المأزق الذي وجد نفسه فيه في أتجاه مزيد من التصعيد وذلك عن طريق توسيع رقعة الأضطرابات في لبنان وأحتلال السراي التي فيها فؤاد السنيورة وعدد من الوزراء. وبدا ذلك واضحا من خلال أفتعال مشاكل في مناطق معينة في البقاع والجبل والشمال وحتى في الجنوب داخل مدينة صيدا نفسها وهذا ما يقرب لبنان أكثر من حرب أهلية ذات طابع مذهبي على النسق العراقي.
يستحيل الرهان على تعقل يمارسه قادة الحزب على رأسهم أمينه العام السيد حسن نصرالله الذي أعتقد في مؤتمره الصحافي الأخير أن مجرد أعتباره وليد جنبلاط رئيس الحكومة في لبنان بدل فؤاد السنيورة سيمكّنه من تفادي الفتنة السنية- الشيعية. الفتنة حصلت. لا يمكن تجاوزها ألا عبر التعقل وألتقاط الفرص التي يوفرها العرض الذي قدمه السنيورة والذي يشكل في نهاية الأمر تراجعا عن القرارين الحكوميين اللذين شكا منهما quot;حزب اللهquot;. أراد الحزب من الحكومة أن تتراجع فتراجعت. هل يجعله ذلك يتوقف عن التصعيد، أم أن السؤال الأساسي يبقى هل يمتلك حسن نصرالله حرية قراره؟ هل قراره في بيروت أم في طهران... أو في دمشق بصفة كون حزبه أداة أيرانية معارة موقتا للنظام السوري؟ الواضح أن quot;حزب اللهquot;، في حال المطلوب أختصار أزمته، يجد نفسه في مأزق عميق يقوده في أتجاه التصعيد. هل يدفع السراي الحكومي ثمن المأزق؟
تركت الغزوة، شئنا أم أم أبينا، شرخا عميقا ذا طابع سنّي ndash; شيعي. نقل quot;حزب اللهquot; الذي تصرف مثله مثل أي ميليشيا تابعة لحزب مذهبي في العراق كل أمراض العراق ألى لبنان. جمع كل العقد التي لدى الميليشيات العراقية ونقلها ألى لبنان الذي عانى في الماضي من الميليشيات وعقدها وصدر في مرحلة معيّنة أمراضه ألى الخارج، فأذا به في السنة 2008 يستعيد ما صدره ألى العراق وغير العراق. نسي quot;حزب اللهquot; في ما يبدو أن بيروت الغربية التي أجتاحها مسلّحوه مدينة سنية بأمتياز. صحيح أن أهل بيروت مسالمون، لكن الصحيح أيضا أنهم يتصدون على طريقتهم لكل من يمس بكراماتهم. كثيرون جربوا ذلك في الماضي. على رأس الذين جربوا وحاولوا أخضاع أهل بيروت، أرييل شارون وزير الدفاع الأسرائيلي في العام 1982، لكنهم خرجوا من بيروت خائبين...البيروتي مسالم، لكنه مقاوم وذلك قبل أن تولد مقاومة أسمها quot;حزب اللهquot; الذي ليس في النهاية سوى لواء في quot;الحرس الثوري الأيرانيquot; بعناصر لبنانية.
أي مستقبل لquot;حزب اللهquot; بعد quot;غزوة بيروتquot;؟ السؤال مطروح بعدما أكتشف البيروتيون، بالملموس هذه المرة، أن هدفه الأول والأخير أغتيال المدينة ونشر البؤس فيها على حساب كل ما حضاري وعلى تماس مع العالم المتطور. ولذلك ردّ على قرارين حكوميين قابلين للنقاش بأجتياح العاصمة والأعتداء على أهاليها مؤكد ا أنه يريد الأحتفاظ بها رهينة على غرار ما فعله بالطائفة الشيعية الكريمة التي صادر قرارها مثلما صادر قرار حركة quot;أملquot; وحولها ميليشيا تعمل لحسابه وتنفذ بواسطة مسلحين مقنعين المهمات التي لا يريد تنفيذها بشكل مباشر.
تبدو الفتنة السنّية- الشيعية التي أفتعلها quot;حزب اللهquot; أخطر ما أسفرت عنه quot;غزوة بيروتquot;. أنها تعبير عن أنفلات الغرائز في بلد صغير لا يتحمل ذلك في أي شكل من الأشكال. ولكن أبعد من الفتنة، كشفت الغزوة خطورة وجود حزب مسلح على مستقبل الدولة اللبنانية ومؤسساتها والنظام السياسي المعمول به وحتى على طبيعة المجتمع اللبناني بتنوعه وصيغة العيش المشترك. وضع quot;حزب اللهquot; نفسه في مواجهة الطوائف اللبنانية الأخرى وليس في مواجهة السنة وحدهم. وضع نفسه في مواجهة الدروز وأكثرية المسيحيين. الدليل على ذلك، أن النائب ميشال عون المتحالف معه، لم يستطع تحريك عنصر واحد في المناطق الشرقية للمشاركة في الأضراب الذي دعت أليه المعارضة بغطاء من الأتحاد العمّالي في السابع من مايو- أيار الجاري والذي تحول لاحقا ألى تظاهرات صغيرة وحركة أحتجاج لمسلحي quot;حزب اللهquot; توجت بأجتياح بيروت وأستباحتها. بقيت المناطق الشرقية، أي المسيحية، بعيدة عن الأضراب الذي دعا عون أنصاره ألى المشاركة فيه وتبين أنهم عاجزون عن ذلك وعن تلبية نداء الجنرال المغوار... الذي يتبين يوميا أنه دمية يحرّكها المحور الأيراني- السوري بالطريقة التي يشاء.
لم يكتف الحزب اللهي بوضع نفسه في مواجهة الطوائف اللبنانية الأخرى. أثبت أيضا بأغلاقه أجهزة الأعلام التي يعتبرها معادية له أنه يسعى ألى نظام شمولي في لبنان. أغلق الحزب بالقوة قناة quot;المستقبلquot; وquot;أخبار المستقبلquot; وصحيفة quot;المستقبلquot; فضلا عن مجلة quot;الشراعquot; التي يمتلكها زميل شيعي هو حسن صبرا يرفض كل توجه مذهبي جريمته أنه يؤمن بالعروبة الصادقة ويرفض أن يكون تابعا للنظام الأيراني أو للنظام السوري. أظهر الحزب أنه لا يقبل بأقل من أسكات من يمتلك رأيا آخر غير رأيه. ولذلك يسهل عليه أرتكاب ما أرتكبه في حق بيروت وأهلها.
الخوف كل الخوف الآن بعدما تبين أن quot;غزوة بيروتquot; لن تقود quot;حزب اللهquot; ألى مكان أن يسعى ألى الهرب من المأزق الذي وجد نفسه فيه في أتجاه مزيد من التصعيد وذلك عن طريق توسيع رقعة الأضطرابات في لبنان وأحتلال السراي التي فيها فؤاد السنيورة وعدد من الوزراء. وبدا ذلك واضحا من خلال أفتعال مشاكل في مناطق معينة في البقاع والجبل والشمال وحتى في الجنوب داخل مدينة صيدا نفسها وهذا ما يقرب لبنان أكثر من حرب أهلية ذات طابع مذهبي على النسق العراقي.
يستحيل الرهان على تعقل يمارسه قادة الحزب على رأسهم أمينه العام السيد حسن نصرالله الذي أعتقد في مؤتمره الصحافي الأخير أن مجرد أعتباره وليد جنبلاط رئيس الحكومة في لبنان بدل فؤاد السنيورة سيمكّنه من تفادي الفتنة السنية- الشيعية. الفتنة حصلت. لا يمكن تجاوزها ألا عبر التعقل وألتقاط الفرص التي يوفرها العرض الذي قدمه السنيورة والذي يشكل في نهاية الأمر تراجعا عن القرارين الحكوميين اللذين شكا منهما quot;حزب اللهquot;. أراد الحزب من الحكومة أن تتراجع فتراجعت. هل يجعله ذلك يتوقف عن التصعيد، أم أن السؤال الأساسي يبقى هل يمتلك حسن نصرالله حرية قراره؟ هل قراره في بيروت أم في طهران... أو في دمشق بصفة كون حزبه أداة أيرانية معارة موقتا للنظام السوري؟ الواضح أن quot;حزب اللهquot;، في حال المطلوب أختصار أزمته، يجد نفسه في مأزق عميق يقوده في أتجاه التصعيد. هل يدفع السراي الحكومي ثمن المأزق؟
التعليقات