-1-
خبر هام.
سنضطر لقطع الإرسال quot;الليبرالي السعوديquot; اليوم، لنتحدث عن الهدية العربية/ الإسلامية، التي أرسلها الجيران المهنئون للعراق، بمناسبة إقرار مجلس النواب العراقي قانون الانتخابات التشريعية، وتحديد موعد السادس من مارس 2010 القادم، لإجراء هذه الانتخابات.

-2-
إذن، خمسة انفجارات متتابعة في بغداد الرشيد، وبغداد المأمون، وبغداد المعتصم، وبغداد الواثق، وقعت بالأمس، وقتلت 127 شهيداً، معظمهم من الأطفال، وصغار التلاميذ من quot;مدرسة أبي حذيفةquot;، ودمرت المدرسة تدميراً كاملاً.

-3-
خمسة انفجارات متتابعة في بغداد، تحية للسادس من مارس، يوم الانتخابات الأكبر في العراق الجديد.
وهو اليوم الذي سيؤدي فيه العراقيون جميعاً صلاة عيد آخر، من أعياد الديمقراطية العراقية، بتسابقهم على صناديق الاقتراع.

-4-
خمسة انفجارات متتابعة في بغداد، يطلقها الإرهابيون، بمساعدة دول الجوار العراقي المارقة، تحية، وهدية، بمناسبة العيد الجديد الآخر، للديمقراطية العراقية.

-5-
خمسة انفجارات متتابعة في بغداد، يطلقها الإرهابيون، كما الطلقات الحادية والعشرين، التي تطلقها المدفعية، المُرحِّبة بزيارة زعيم أو رئيس، لبلد آخر.
وتحية الإرهابيين ومن يساندهم، من دول الجوار المارقة، لن تكون إلا على هذا النحو من الوحشية: تفجير سيارات مفخخة، وأحزمة ناسفة، وقتلٌ للأطفال، والتلاميذ، والنساء، والمواطنين الأبرياء.

-6-
ماذا
كنتم تتوقعون من الإرهابيين ودولهم المارقة، أن تُهدي العراق، بمناسبة عيده الديمقراطي الجديد، بإقرار قانون الانتخابات.
هل توقَّعتم سلّةً من تفاح الشام؟
أم باقة ياسمين من حدائق دمشق؟
أم توقَّعتم سجادةً عجميةً من سجاد قُمْ؟
أم توقَّعتم قوارير من ماء زمزم؟

-7-
لم يتوقع العراق الجديد طيلة ست سنوات ماضية، من جيرانه، من الدول المارقة، غير السيارات المفخخة، والأحزمة الناسفة.
فجيران العراق ليسوا السويد، أو الدنمارك، أو هولندا، أو سويسرا.
إن القَدَرَ الجغرافي للعراق الجديد، أن يكون محاطاً بدول مارقة. والقَدَرُ التاريخي أن يرث أعتى ديكتاتورية سخيفة، عرفها التاريخ البشري الحديث، وأن يحاول إزالة أثر هذه الديكتاتورية من جدران العراق، ومن قلوب وعقول العراقيين.
وتلك مهمة صعبة، وقاسية، وطويلة الأمد.
ولكن هذا هو قَدَرُ العراق.
سوء في الجغرافيا، وسوء في التاريخ.

-8-
ما فعله العراق الجديد، دون باقي البلدان العربية، أنه قرر تسديد مسار تاريخه، وراح يدفع الثمن الغالي الآن. في حين أن باقي معظم البلدان العربية رضيت بما هي فيه، وحَمَدَت، وشكرت، ونامت.
وسيدفع العراق الكثير القليل.
الكثير حسب ميزان العرب.
والقليل حسب ميزان الغرب.
فالغرب خسر ملايين الضحايا، ودُمرت عواصمه ومدنه، من أجل أن يخرج من نفق الديكتاتورية النازية الفاشية المظلم، إلى نور الحرية والديمقراطية.
فللحرية الحمراء ثمنٌ غالٍ، لا يَقْدِرُ على دفعه غير شعب عظيم كالشعب العراقي.

السلام عليكم.