أثارت مقالتي السابقة بعنوان (ما هو مفهوم التطبيع مع دولة إسرائيل؟) قضية التطبيع من جديد، كقضية خلافية بين الكتاب والمفكرين العرب وأيضا بين القراء من خلال تعليقاتهم على المقالة. ولإثراء النقاش حول هذه القضية وجدت أنه من المفيد للكتاب والقراء أن أقدم أراء ومواقف بعض الكتاب والمفكرين العرب المعروفين حول هذه القضية، وصولا لفهم أعمق وأشمل وإثراء للنقاش حولها...فكيف ينظر ويفكر هؤلاء؟
عبد القادر الجنابي
هذه القضية كانت محط اهتمام وتفكير الأستاذ عبد القادر الجنابي منذ زمن طويل، فقد كتب رأيه كمبدع وشاعر له مفاهيمه ومنطلقاته الخاصة التي أعتقد أن الكثيرين من المبدعين يشاركونه نفس الرؤية، إذ عالج قضية التطبيع هذه في أواخر مارس 1997، عندما كتب في جريدة quot;الحياةquot; اللندنية:
(ليس للشعراء سوى سلاح واحد هو رؤاهم. رؤى واحدة رغم اختلاف اللغات، يفهمها كل quot;فؤاد شاعرquot;. ليست هناك لحظة أجمل من لحظة الالتقاء بمن تربطني بهم رابطة الكلمة ndash; الرؤيا، حتى لو تطلب هذا الالتقاء انتهاكَ محرّم ذهني. فثمة حنين بين الشعراء وكأنهم من أسرة واحدة إلى أي شاعر حتى لو عاش خارج الأرض، يتوسلون إلى رؤيته كلّ السبل. لذا آملُ ألا يُفهم من حضوري في هذا المهرجان وكأنني ممثّل عن بلد، أو عن شعب أو عن quot;القضيةquot;. كلا أنا أبعد من كل هذه المسؤوليات التي تقع على عاتق أناس خُلقوا لها. الشاعر، في نظري، ليس نبيا ولا quot;مهدي منتظرquot; ولا ساحرا، بل ليس له جَلَد ولا الوقت للانخراط في مناقشة فاقعة حول التطبيع و اللا تطبيع هذين الوجهين لعملة واحدة: إبقاء الوضع العربي كما هو، يتخبط في طريق مسدود بلا حل ولا رؤيا. فالذين وراء التطبيع يتجاهلون الطابع السياسي الذي من دونه ما من حوار ذي منفعة وفعّال. وها أن كل ما ينجزونه تسويات مشهدية لا تحلّ ولا تربط. أما صخّابو اللاتطبيع من الكتاب والشعراء فإنهم أكثر الناس مخافة من تحقيق السلام الشامل لأنه قضاء على جل الدكتاتوريات التي لولاها لما كان لهم وجود قط. يجب ألا ننسى أن تحقيق هذا السلام تغيير في الأسلوب والمضمون بل حتى في الذائقة الشعرية نفسها بحيث أن نصف قرن من الإنتاج الأدبي ستلفظه أيضا مزبلة التاريخ إذ ليس له حتّى قيمة التسجيل المرحلي لتلك النضالات الحالمة التي كان لها وجود فعلي مدوّن في مكتبة التاريخ تحت مادة: الصراع العربي ndash; الإسرائيلي. نضالات فُرّط بها دون أي تعويض شعري يُركن إليه في لحظات العزلة، أو ظفر بملموس حياتي تستلهمه خشبة إنقاذ، ولو إلى حين، هذه الشعوب الغارقة في مستنقع الظلامية المهُول. لِمَ لا، ومعظم هذا النتاج كان يُكتب حسب الطلب على حساب الضمير.
إن الشاعر الحق الذي لا يتزعزع إيمانه مهما اشتد وطيس الحرب، بأن شاعرا في معسكر العدو أقرب من جندي صديق، لهو إنسان آخر مأخوذ بالبحث في ما وراء الـquot;معquot; والـquot;ضدquot; عن تركيبة شعرية مستخلصة من عين موقفه هو إزاء ما يجري؛ عن صورة يريدها أن تكون أفضل تعبير عن وجوده كمؤنّبٍ لضمير زمنه السيء. أن تكون آثاره شاهدا خالدا على صدقه الذي اجترحته حدّة بصيرته وقدرته على خوض المعمعان بلغة لا تواطؤ فيها. فقط بكسله المعهود، أي بممارسة حريته كفرد فالت من مِخنَقَة الأحداث السياسية الـمُسيّرة، وبالتالي من وصايا القوامين على هذه الأحداث التي لا تنفرج، بفضلهم، إلا على موت آخر، على وضع أسوأ من السابق. تكسب كلّ ُ قضية إنسانية نصيرا في منتهى الوعي لعدالتها. لأنه لا يني يشذب شعريا اللغة التي أعطيت له حتى ينشط فيها حوار الشعوب المراد. الحوار، إذن، يولد ما إن يفكّر الشاعر بكتابة قصيدة. مِن ثـَّم، لا يوجد حوار ليس له نتيجة تحررية، مثلما لا يوجد شاعر جدير بهذا اللقب يحمل ضغينة عِرقية. نعم، الحوار مع الشعراء الإسرائيليين وحده قادر تزويد القضية بهورمونات التمنّع ضد أي تمييع لها. من يدري؟ ربما كل مشروع السلام هذا جاء نتيجة تحاور تخاطري بين شاعر عربي وشاعر إسرائيلي، تخاطفته مظان الشعر المكتوب سلفا على الجبين.).
إن شاعرية عبد القادر الجنابي
في هذه المداخلة لا تستعصي على الفهم إلا عند من يصمون آذانهم ويغلقون عيونهم عن وجود الآخر خاصة إذا كان شاعرا أيا كانت جنسيته وهويته العرقية، لأن الحوار مع هذا الآخر الشاعر لا يمكن أن يكون تطبيعا لحساب أي طرف، فمجرد كونه شاعرا يعني أنه لن يغمض عينيه ويصادر مشاعره سكوتا على آلام الآخرين، بدليل أن أفضل الشعر الذي كتب عن مجزرة صبرا وشاتيلا بحق الفلسطينيين، كان لشعراء إسرائيليين سبق أن نشرت لهم (مكتبة إيلاف) في السادس من سبتمبر لعام 2005، تحت عنوان (مختارات من الشعر الإسرائيلي) وهي مجموعة قصائد اختارها وترجمها للعربية من العبرية وقدّم لها البروفسور (رؤوبين سنير)رئيس قسم اللغة العربية بجامعة حيفا. ومن هذه الأشعار الإنسانية عن القتيل الفلسطيني ما كتبه (يتسحاق لاؤور):
quot;أريد أن أكتب قصائد لقراء منعدمي الآباء والأمهات
لأنهم يفهمون وحدهم ما لا يحكون لأحد
من له أم وأب يذهل أحيانا
من فكرة، من هذيان حتى في وسط الشارع
في الطريق إلى المقهى، أو إلى المكتب، مستعجلا
يتوقف، يعود، يتلفن،
قد يزور أحدا، ليس لغرض إلا مجرد الحكي، الحديث
ولكن من ليس له أب أو أم يفهم الغرف الخالية،
الكتب المغبرة، القصائد المكبوتة
يمشي قرب موته (عميقا داخل الجسد لمسة لينة تقوده)
من غير الحديث، أو التوقف، أو العودة، أو القيام بأية زيارة، أو الكلام.quot;
ويمكن قراءة هذه المختارات من الشعر الإسرائيلي في موقع (أزاهير) كما نشرها ذاكرا أنها نقلا عن موقع إيلاف.
فهل أتهم هذا الشاعر الإسرائيلي المتضامن مع ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا و ذويهم من شعبه الإسرائيلي بأنه يطبّع مع الفلسطينيين والعرب؟ وكيف كان سيقابل أي شاعر فلسطيني أو عربي لو تضامن مع ضحية إسرائيلية؟؟.
ولمزيد من إثراء النقاش
حول هذا الموضوع الذي يشغل مساحة واسعة من النقاش والجدل في الساحات العربية، أرى أنه من المهم قراءة الكلمة التي ألقاها الأستاذ عبد القادر الجنابي يوم الخميس الموافق السادس عشر من يونيو 2005، في اللقاء الذي أجراه معه (معهد الدراسات السامية العربية) التابع لجامعة برلين الحرة، بمناسبة وجوده آنذاك ضيفا على المعهد لمدة أسبوع، وأعقب كلمته هذه قراءة عدد من قصائده.
عادل سمارة
أما الكاتب الفلسطيني الدكتور عادل سمارة المقيم في رام الله، ويتنقل خارجا و داخلا منها وإليها عبر الحواجز الإسرائيلية، وبموافقات وتفتيش وتدقيق إسرائيلي، فهذا من طرفه عمل نضالي مقاوم مناهض للتطبيع، أما إن فعله غيره فلسطينيا أو عربيا أو أوربيا متضامنا مع الشعب الفلسطيني، فهو من أنصار التطبيع ويستحق لعنة عادل سمارة، الذي لا يمكن إعطاؤه حقه كما يبدو من كتاباته المتشنجة إلا أنه (مفتي و عميد وحارس مناهضة التطبيع)، ولكن من خلال أكاذيب وشتائم واتهامات ومغالطات، طالت العديد من رموز الثقافة والنضال مثل إدوارد سعيد و محمود درويش وإبراهيم نصر الله وغيرهم وكل من عاد في زيارة لوطنه وأهله. وأقولها صريحة أنني لم أقرأ في حياتي أكاذيب وتجني وافتراءات مثل ما ورد في مقالته البذيئة ضد الشاعر والروائي إبراهيم نصر الله، لأن شتائمه وادعاءاته هذه تطال أيضا غالبية الكتاب والشعراء والصحفيين الفلسطينيين المقيمين في رام الله وغزة، والعديد منهم من المقيمين في الأردن تحديدا أو أوربا وأمريكا، فمن منهم لم يغادر القطاع والضفة أو يدخل عبر الحواجز الإسرائيلية؟ هل كل هؤلاء مطبعون متواطئون مع الاحتلال الإسرائيلي؟ بينما عادل سمارة الذي يتنقل عبر الجسور والحواجز والتأشيرات نفسها مناضلا مقاوما؟. ونزعته التكفيرية التخوينية هذه تطال أيضا كل القيادات الفلسطينية التي عادت للوطن بعد توقيع اتفاقية أوسلو، بما فيهم المرحومان الرئيس ياسر عرفات والمناضل المرحوم أبو علي مصطفى، وما لا يقل عن مئة وخمسين ألفا من الفلسطينيين تمكنوا من العودة، وما زالوا متشبثين بوطنهم رغم أن حوالي ثلاثين ألفا منهم لا توجد معهم إقامة وموافقة رسمية من الاحتلال، ورغم ذلك يرفضون مغادرة أهلهم وأرض وطنهم.
بينما عادل سمارة يستجدي القنصلية الأمريكية
في القدس أن تساعده بالسعي لدى سلطات الاحتلال للسماح لزوجته حاملة الجنسية الأمريكية بالعودة لمدينة رام الله، بعد أن منعتها فجأة سلطات الاحتلال من العودة ، وهي الزوجة التي كانت تسافر لأمريكا كل ثلاثة شهور وتعود لرام الله. وحسب رواية عادل سمارة نفسه لمركز (باحث للدراسات)، فقد تقدم بطلب لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية للسماح له بالسفر. هل هذا استجداء للاحتلال واعتراف بدولته أم لا حسب منظور اتهاماته الباطلة لغيره؟. وكي يكون كلامي موثقا يمكن قراءة تردد عادل سمارة على القنصلية الأمريكية والمحاكم الإسرائيلية كما رواه شخصيا للمركز المذكور.
واستحقاق عادل سمارة للقب (مفتي وعميد مقاومة التطبيع) لا يكفي ولا يعطيه حقه، فهو أيضا (وكيل الشهداء والمقاومين والناطق باسمهم)، يمكن استنتاجه من هذه النرجسية المريضة التي تعبر عنها كتاباته فهو يقول عن نفسه: (أنا من أنا؟ أنا مواطن بسيط لا أملك من عرض الدنيا غير قلمي، ولا يسمع لي إلا الشهداء ونواصي وشخوص قبورهم.....أكتب عن الشهداء وأكتب للجيل المشرق القادم كي لا يحوله التطبيع محاقا). وماذا عن مواطن فلسطيني آخر يا وكيل الشهداء لو ذهب للقنصلية الأمريكية والمحكمة الإسرائيلية؟ هل هو عندئذ من المطبعين أم من حراس نواصي قبور الشهداء بتوكيل منك؟. إن افتراءات وأكاذيب عادل سمارة ربما تصيبك بالجنون إن لم تتماسك، فهو فعلا صورة طبق الأصل من أصحاب فتاوي التكفير والتخوين، والمضحك المبكي أنه يتهم ويخون غيره رغم أن يرتكب أفعالا لم يرتكبوها، ولا يعبر عن حالته سوى قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إن فعلت عظيم
و (عار) عادل سمارة في هذا الصدد أكثر من (عظيم) لأنه في بعض المواقف يتناغم مع ما يريده الاحتلال سواء قصد ذلك أم لم يقصد، لكن المواقف في السياسة لا تعود للمقاصد بل لنتائجها الميدانية، فعادل سمارة طالب كافة الكتاب والمثقفين الفلسطينيين والعرب بعدم الذهاب للقدس للمشاركة في نشاطات (القدس عاصمة الثقافة العربية)، وعلى الفور صدر قرار حكومة الاحتلال بمنع إقامة أية فعالية أو نشاط في القدس بصفتها عاصمة الثقافة العربية، وكي أكون منصفا فهذا لا يعني أن حكومة الاحتلال قد أصدرت قرارها تنفيذا لمطالبة عادل سمارة ، ولكن القاعدة تقول: عندما تلتقي رغباتك مع رغبات الاحتلال فهذا يعني أنك مخطىء.
إبراهيم نصر الله
فالشاعر والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله صاحب كل تلك الأعمال الشعرية والروائية التي ذكرتها في مقالتي السابقة، وقد ناله بعض الردح الشتائمي المتجني من عادل سمارة يقول:
(...ليعذرني القارىء وأنا أستعير من الكاتب الكبير خوسية سراماغو وصفه لكلام برلسكوني قبل أيام بالقيء، إذ لم يكن مقال سمارة أقل من هذا....من الصعب أن يتمتع المرء بعبقرية الردح هذه التي يتمتع بها الدكتور (يقصد عادل سمارة)، ولا بعبقرية الكذب حين يورد مجموعة من الاتهامات التي لا أساس لها، ومن الصعب أن يملك المرء عبقرية شتم المثقفين والناس والمؤسسات بهذه الجرأة!! فالذي عاد بهوية إلى بيته في الضفة الغربية وغزة المحتلتين مطبع مع العدو الصهيوني، والذي جاء في زيارة لأهله مطبع، والكتاب الذين أتوا لمناصرة الشعب الفلسطيني مطبعون و...تطول القائمة إلى أن تصلني)
(إن التطبيع الحقيقي هو القيام بذبح الكتاب الشرفاء والأصدقاء وأبناء الشعب ممن يحملون هويات أو ممن لا يحملونها وتقديمهم أضاحي سهلة للعدو والمطبعين معه، ولا أخال أن هناك تطبيعا أكبر من هذا الذي تقوم به....لم أتصورك أكثر من قناص يجلس في برج قرب جسر اللينبي، ويقوم بإطلاق نار التخوين على كل إنسان قادم إلى الأرض الفلسطينية، ولذلك أطمئنك بأنك تعمل جيدا، فهناك أكثر من مليون ونصف المليون يعبرون هذه الجسور كل عام أطفالا ونساء ورجالا، أترى إن حصادك يفوق أي حصاد آخر ويحطم الرقم القياسي الذي لم يحققه العدو الصهيوني في أي وقت).
أما الدكتور حسيب صباغ
صديق وكيل الشهداء عادل سمارة، فيرى كما نقل عنه إبراهيم نصر الله (أنه كان آسفا ومحرجا من مقال سمارة (يقصد الذي تهجم فيه افتراء على إبراهيم نصر الله) الذي تربطه به علاقة تمتد على مدى ثلاثين عاما، وأبدى امتعاضه مؤكدا ضرورة الحديث مع صديقه لأن الأمر لم يعد يحتمل، ولأن هذا الرصاص الطائش الذي يطلقه في كل الاتجاهات يجب أن يتوقف). ويرى الدكتور صباغ الذي كان واحدا من الأعضاء الفاعلين في لجنة مقاومة التطبيع الفلسطينية (أن التطبيع هو الاعتراف بالعدو الصهيوني وقبول روايته واللقاء معه على هذه الأرضية، في حين أن اللقاء معه في ندوة أو نشاط ما لمحاججته والوقوف أمام أكاذيبه لا يعتبر تطبيعا).
أما الكاتب الفلسطيني عمر حلمي الغول
فيقول (من المؤكد أنني لم أفاجأ بما جاء في مقالة الدكتور عادل، لأنه يعتبر نفسه وكيلا حصريا للوطنية الفلسطينية، ولأن معاييره غير الموضوعية والبائسة، هي المعايير التي تقاس من خلالها وطنية أو عدم وطنية أية شخصية فلسطينية. رغم ذلك أعتقد أن الدكتور سمارة ذهب بعيدا في مغالطاته واتهاماته ليس فقط للأديب المبدع إبراهيم نصر الله، بل للراحل الكبير شاعر الشعب والقضية محمود درويش وللراحل العالمي إدوارد سعيد ولكل العائدين الفلسطينيين. ولا يعلم المرء كيف لرجل من المفترض أنه مثقف فلسطيني، ويدّعي الدفاع عن الوطنية الفلسطينية، ويدعو لتجذيرها في التربة والتاريخ الفلسطيني يصل في خوائه الفكري والسياسي إلى هذا الحد من العدمية والاغتراب عن الهوية والثقافة الوطنية).
وكذلك الكاتب الفلسطيني مهند عبد الحميد،
يؤكد أن (إبراهيم نصر الله جاء بتصريح إلى وطنه، وهذا حق له استعاده لمدة أسبوع، عاد أسبوعا واحدا فقط، ونحن نتمنى ويجب أن نسعى من أجل عودته الدائمة وعودة كل مواطن اقتلع من وطنه ويرغب في العودة إليه. لم يعترف نصر الله بإسرائيل ولم يشطب حق العودة ولم يطبع مع الاحتلال والمحتلين. فلماذا إقحامه واتهامه زورا وبهتانا بالاعتراف والتطبيع. منطق غرائبي شكلي اتهامي لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال. وإذا مددنا اتهام د. سمارة للشاعر نصر الله على استقامته فإن كل مواطني الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة هم مطبعون لأنهم يمرون على حواجز الاحتلال ونقاط الجسور مع الخارج، ويقدمون بطاقاتهم لجنود الاحتلال. كما أن كل مواطني إل 48 مطبعون لأنهم يحملون الهوية الزرقاء وجواز السفر الإسرائيلي، ويركبون العربات التي تحمل النمرة والعلم الإسرائيلي).
وسؤال الختام هو:
هل كل هؤلاء الكتاب والمثقفين والمفكرين والملايين مطبعون، ما عدا حارس نواصي قبور الشهداء وقناص جسر اللينبي؟.
التعليقات