نشهد عصراً تنقرض فيه كائنات كثيرة، كانقراض الهنود الحمر (كيانًا) وبقائهم (أجسادًا).
نرى كثيرًا من تلك (المنقرضة) وهي تحاول العيش في عصر يرفضها، لأن كل شيء في العصر لا يشبهها. ولكي تعيش الكائنات المنقرضة، الباقية كأجساد بلا عقول تناسب العصر الجديد، لابد لها أن تعيد صياغة فكرها كي يتقبل العصر عقولها وتعيش من جديد.
صحيح، إن إعادة الصياغة تحتاج إلى ألم، لكنها الحل الوحيد للعيش بدون انقراض.
والانقراض المقصود، ليس كانقراض الديناصورات، وإنما كانقراض الهنود الحمر الأخطر، حيث تتوقف العقول عن مجاراة الجديد فتتوقف عند مرحلة معينة من الماضي وتعيش بأجسادها في بقية المراحل كضيف خزف!

وما إعادة الحياة لبعض الأفكار الميتة، إلا دليل على يأس المنقرض أن يحيا.. وعجزه عن التأقلم مع جديد الذكاء الاصطناعي وثورة التكنولوجيا.
لذلك، فإن من يخشى أن ينقرض (كفرد أو كجماعات) عليه أن يدرك أنه لابد من إعادة صياغة الفكر، ولكي يعيد صياغة فكره، لابد من شديد ألم!
وقد قال العرب سابقًا:

لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا.

فالمجد، ليس حقاً لأحد دون غيره.
والمجد، لا يُمنح وإنما يتم نيله بالعلم والمعرفة والجِدِّ والعمل، نية عظيمة.
والمجد، لا يروم الكسالى ولا ينبت في بيئتهم.

ولا مجد لمن يسيطر على فكره التقليد الذي لا يتطور، والخرافة التي تتنافى مع العقل والمنطق.
ولا مجد لكل من يورث الأحقاد والبغضاء والكراهية والخرافات لأجياله.

وأكبر أعداء المجد؛ الجهل، حيث قالت العرب: "ما يأتي في ثوب علم وجوهره وباء!".

لا مجد لمن يريد أن يحارب طائرة الشبح بالخنجر.
ولا مجد لمن يتعاطى المخدرات الفكرية والكيميائية.
ولا مجد.. ولا حياة: لمن يضع عقله في جيب جاهل، وتحت وصاية تاجر دين، أو يرهنه عند كائن (منقرض) يعيش على هامش ذكرى أبيه، الذي لم ينجز أثراً حضارياً!!