لم تُنفذ معظم الوعود التي قُطعت بعد التسونامي الهائل الذي ضرب سريلانكا أواخر العام 2004.

راثغاما: بعد خمسة اعوام على التسونامي الذي اودى بحياة 31 الف شخص وتشريد مليون آخرين في سريلانكا، لم تتلق براديبا نيروشاني قرشا واحدا من المساعدة الانسانية الموعودة. وتوضح هذه الام لولدين وتبلغ من العمر 26 عاما لوكالة فرانس برس quot;لم نحصل على منزل عن طريق المساعدة الانسانية ولم نر سوى وعودا لم تنفذquot;.

وفي 26 كانون الاول/ديسمبر 2004، تمكنت من الفرار في اللحظة الاخيرة من منزلها في قرية راثغاما (110 كلم جنوب العاصمة كولومبو) قبل وصول الموجة الهائلة التي قتلت ما مجموعه 220 الف شخص ودمرت سواحل نحو عشر دول في المحيط الهندي. وببيع بعض المجوهرات التي تمكنت من حملها معها، اشترت منزل من الآجر لقاء 350 الف روبية (3100 دولار) من ناج آخر من التسونامي حالفه الحظ ومنح مسكنا.

وهذه الحالة شائعة في سريلانكا التي تعاني من فساد مزمن الى درجة انه يترتب على الحكومة اليوم كشف مصير نصف 2,2 مليار دولار من المساعدات وعد المانحون الاجانب بتقديمها.

وقال نائب مدير عام الفرع السريلانكي من منظمة الشفافية الدولية روكشانا ناناياكارا quot;لا نعرف ماذا حصلquot; بالاموال. واضاف ان quot;المال اختفى بعدما مر بوكالات حكومية عدةquot;. وتابع quot;نعتقد ان الحكومة استخدمت اموال المد البحري لغايات اخرى لكن المسؤولين لا يتحدثون عن ذلك خوفا من اعمال انتقاميةquot;.

وكشف تحقيق حكومي في 2005 ان اقل من 13% من المساعدات خصصت لاعادة الاعمار والحسابات لم تدقق منذ ذلك الحين، حسبما ذكر ناناياكارا. وتؤكد وزارة الاعمار ان 119 الفا و92 وحدة سكنية تم بناؤها لكن 8896 شخصا كانوا ما زالوا يعيشون في ملاجىء مؤقتة في العام 2007.

وعملية اعادة الاعمار غير متساوية ومرتبطة بالانتماء الى الاكثرية السنهالية في الجنوب او الاقلية التاميل في الشمال حيث يتحتم على عدد من الناجين الاكتفاء باكواخ بلاستيكية صغيرة.

وفي ايار/مايو هزمت حكومة كولومبو انفصاليي جبهة نمور تحرير ايلام تاميل وانهت بذلك نزاعا استمر 37 عاما واسفر عن سقوط ما بين ثمانين ومئة الف قتيل. وبقيت شكوى الناجين من التسونامي حتى الآن بلا رد.

وعبر دبليو اريابالا الموظف السابق في سينيغاما (جنوب) quot;وجهنا نداءات الى الرئيس والوزراء والسياسيين المحليين للفت انتباههم الى النوعية السيئة للبناء والنقص (في البيوت) لكن لم يتغير اي شيءquot;. وانهى البنك الدولي مؤخرا عملية مراقبة حسابات تتعلق بحوالى 150 مليون دولار مخصصة لاعادة الاعمار. واضطرت الحكومة السريلانكية لاعادة جزء من الاموال التي خصصتها لغايات اخرى. وقال البنك الدولي ان 134 الف دولار تمت استعادتها في ايار/مايو بعد ان اشترت حكومة كولومبو 168 دراجة نارية من الميزانية المخصصة للتسونامي.