مع تزايد إقبال الفنانين على إستعمال مواقع التّواصل الإجتماعي لنشر أخبارهم ووتحركاتهم وصورهم ونشاطاتهم، أين يقف دور الصِّحافة من ذلك؟


بيروت: تعتبر الصِّحافة الالكترونيَّة ظاهرةً إعلاميَّةً مرتبطةً بثورة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، حيث بات معها المشهد الإعلامي في متناول الجميع، وأكثر انتشارًا وسرعةً في الوصول إلى أكبر عدد من القرَّاء.

والصِّحافة الإلكترونيَّة هي تطورٌ طبيعيٌ للصحافة التَّقليديَّة المطبوعة، مع التَّمييز بين الإعلام الإلكتروني المنظَّم الذي له هيئة وإشراف وسياسة تحريريَّة، ومواقع التَّواصل الإجتماعي الَّتي يُعتبر فيها القارئ هو محرِّر الخبر وصانعه بلا إشراف أو رقابة، ولو أنَّه بات وسيلة معتمدة لدى الكثير من الفنانين للتواصل مع معجبيهم ونشر أجد أخبارهم ويومياتهم.

فأين يقف هذا الإعلام اليوم بين ذلك التَّقليدي وبين ما تشهده السَّاحة من تطوُّر لشبكات التَّواصل الإجتماعي الَّتي ينشط عليها الفنانون بكثرةٍ في الآونة الأخيرة ؟

شذى حسون: مواقع التَّواصل كسرت حاجز الإحتكار الذي فرضته الصحف
وعن النشاط المتزايد للفنانين على تويتر ترى الفنانة العراقيَّة، شذى حسون، أنَّه نتيجه التَّطورات في تقنيات التَّواصل ولكون مواقع التَّواصل الإجتماعي أصبحت تشكل جزءًا مهمًّا ولا غنى عنه في حياة النَّاس عمومًا والفنانين خصوصًا لهذا أصبحت هذه المواقع توفر أسهل طريقه لنشر الإخبار أو التَّواصل بين الفنان وجمهوره وبشكلٍّ يوميٍّ، وبهذا كسرت الحاجز الذي كانت الصِّحافة التَّقليديَّة تضعه بإحتكارها أخبار الفنايين وطرق الوصول لهم.

وعمَّا إذا كان العمل على هذه المواقع يغني عن التَّعامل مع الصُّحف رأت شذى أنَّ مواقع التَّواصل الإجتماعي (تويتر أو فيسبوك) من الأمور الَّتي تقرِّب الفنان أكثر مع معجبيه بحيث يصبح هناك تعايشًا يوميًّا بينهم من حيث معرفه أخباره أو مشاركتهم الآراء و كل أمورهم اليوميَّة، وبهذا أصبحت هذه المواقع ذات تأثيرٍ كبيرٍ في قرارات الفنان بحيث أصبح يعتمد على الجمهور أكثر منه على إدارة أعماله، لكنَّها بالتاكيد ﻻ تغني عن الصِّحافة أبدًا.

وعن كيفيَّة تنسيق علاقته بين الصِّحافة ومعجبيه، وبين ما يريد أيصاله شخصيًّا، قالت حسون: quot;الصحافة لها دور في نشر أخبار الفنان الخاصَّة من ناحية تقديم أعمال فنِّيَّة أو نشاطات، كما أنَّ هناك بعضًا ممن يعكسون هذه الأخبار بصورة الرؤية الصِّحفيَّة، أمَّا التَّواصل مع المعجبين عن قرب له نمطٌ آخر فإنَّهم يجعلونك تحسُّ بأنَّك وسط عائلتك يناقشوك بعفويَّةٍ ويتحدثون عن رأيهم في عملٍ ما، الصِّحافة لها غاية في الفنان وهو محور عملها، أمَّا الجمهور فليس له أي غاية، لأنَّه مجرَّد شخص أعجب بفنِّ ما ورأى صورته من خلاله,

فيفيان مراد:لا يجب أنّْ يتحوَّل التَّغريد على تويتر إلى هوسٍ
أمَّا الفنانة اللبنانيَّة، فيفيان مراد، فترى أنَّه وعلى الرغم من تزايد نشاط الفنانين على مواقع التَّواصل الإجتماعي إلَّا أنَّ ما في أحدٍ يلغي الآخر، وتقول:quot; هناك مبالغة في التَّغريد اليومي على تويتر، لأنَّه من الضَّروري أنّْ يتواصل الفنان مع معجبيه للتَّحدث عن أموره الجديدة وليس لنقل أدق تفاصيل حياته اليوميَّة، كوقت شربه للقهوة أو ممارسة الرياضة وغيرها من النَّشاطات اليوميَّة، فالتَّواصل من خلال هذه المواقع لا يجب أنّْ يصل إلى حد الهوس، كي لا تعتاد النَّاس على نفس أخبار الفنانين كي لا تصبح هالتهم باهتةquot;.

وعمَّا إذا كانت هذه الأخيرة مدخلًا لإلغاء العمل الصِّحفي المحصور بنقل الأخبار اليوميَّة للفنانين ونشاطاتهم، ترى مراد أنَّ هناك مجموعة من النَّاس تهتمُّ بالصِّحافة المكتوبة والأخبار الصَّادرة عنها ونقدها وتحليلاتها للأمور المسيطرة على السَّاحة، وهناك مجموعة أخرى من النَّاس تنحصر إنشغالاتها في الميديا ومواقع التَّواصل الإجتماعي فتراها تتابع أخبار الفنانين من خلال هذه الوسائل، : quot;لذلك كل وسيلة لها قرائها وكلَّها تقع بنفس الأهمية وما من وسيلة تلغي الأخرىquot;.

وتضيف مراد: quot;التنسيق بين التَّواصل الإجتماعي والعلاقة مع الصِّحافة يكون من خلال نوعيَّة الخبر، فمثلاً عند إحياء حفلةٍ ما من الممكن تنزيل صورة أو صورتين على تويتر لعكس الأجواء، لحين إرسال الخبر الكامل إلى الصحف الَّتي تنشره بدورها يمكن عندها مشاركة المعجبين بروابط أخبار الصحف، ذلك لأنَّ تويتر يسهم في سرعة النشر إلَّا أنَّه لا يغني عن العمل الصِّحفي الذي يصل إلى شرائح أخرى من النَّاس غير المعجبينquot;.

زلفا رمضان: تويتر ظاهرة وسيملُّها الفنانون قريبًا
ترى الصَّحافية اللبنانيَّة، زلفا رمضان، أنَّ الإعلام الإلكتروني إستطاع أنّْ يسيطر على العالم العربي وسهَّل وسرَّع نشر الخبر، لأنَّه يميل ليكون إخباريًّا أكثر منه تحقيقيًّا، ولكن يبقى الرهان على مدى مصداقيته لأنَّ الكثير من المواقع الإلكترونيَّة المنتشرة اليوم تعتمد على تجميع الأخبار دون التأكُّد من صحَّتها، كما تبرز إشكاليَّة الإعتماد على هذه المواقع لأنَّ كل من لديه خبر فني ينشره على إحدى المواقع الإجتماعيَّة كالـquot;فيسبوكquot; وquot;تويترquot; دون الحاجة إلى أي وسيلة أخرى.

وتقول رمضان: quot;الإعلام الإلكتروني يتميَّز بكونه أوسع وسريع الإنتشار لأنَّه في متناول الجميع في كلِّ الدول ومجاني، عكس الإعلام التَّقليدي المتمثِّل بالصحف والمجلَّات حيث ينحصر عدد المطلعين عليها بعدد الذين يشترون أعدادها، والدول الَّتي توزَّع فيها هذه المطبوعات، إلَّا أنَّه لا بد من الإعلام التَّقليدي لأنَّه أكثر دقَّةً وأخباره مستقاة من مصادرها المباشرة، كما أنَّه مخيف بالنسبة للفنان الذي بات عليه أنّْ يكون حذرًا في خطواته وكلامه لأنَّه لا يمكنه ضبط أي خبر بعد إنتشارهquot;.

وأضافت: quot;بعد أنّْ درجت مواقع التَّواصل الإجتماعي بات الفنان يتحكَّم بكل ما يريد نشره وإطلاع جمهوره عليه، فهو يقول ما يحلو له وما يريد إيصاله فقط، إلَّا أنَّ تويتر وما شابهه لا يغني عن العمل الصحفي لأنَّ مهمته إعلانيَّة وتضخيميَّة وليس إعلاميَّة، كما أنَّ هذه الأساليب الجديدة في التَّواصل تضرُّ الفنان أكثر لأنَّها تفقده الوهج الذي كان يتمتَّع به، وبالتَّالي أرى أنَّها ستؤثِّر على حفلاته ومبيعات ألبوماتهم مستقبلاً، لأنَّ كثرة العرض تقلِّل من قيمة الغرض، أنا مع التَّواصل مع الجمهور ولكن ضمن حدود من دون إطلاعنا على تفاصيل حياتهم اليوميَّة، وبين فترات متباعدةٍ وليس يوميًّا، وأظن أنَّها مجرَّد ظاهرة وستنحسر لأنَّهم عاجلًا أم آجلًا سيملون منهاquot;.

باتريسيا هاشم: تويتر ليس مرجعًا حقيقيًّا للأخبار
في المقابل، رأت الصَّحافيَّة اللبنانيَّة، باتريسيا هاشم، أنَّ العصر الحالي هو عصر الإنترنت والمواقع الإلكترونيَّة، لأنَّ الوسائل الإعلاميَّة التَّقليديَّة إنحسر دورها، كما أنَّ الفنان إعتاد على هذه المواقع وبات يوصل خبره إليها قبل الصحف والمجلَّات الورقيَّة، وقالت: quot;بعض المطبوعات ممنوعة في بعض الدول في حين أنَّ الإنترنت موجود اينما كان، لذلك للمواقع الإلكترونيَّة مساحةً أكبر للإنتشار ومفتوحة على كل النَّاسquot;.

وأشارت هاشم إلى أنَّ تواصل الفنان مع معجبيه من خلال quot;تويترquot; وفيسبوكquot; لا يعد كونه ظاهرة جديدة لم تؤثِّر سوى على المواقع الَّتي تعتمد فقط على أخبار الفنانين وسرد ما يحصل معهم في يومياتهم، لأنَّ النَّاس ما عادوا بحاجة إليها وباتوا يستقون الخبر من مصدره، أي من صفحة الفنان الخاصَّة، في حين رأت أنَّ هذه الظاهرة لم تؤثِّر على المواقع الَّتي تمتلك موادها الخاصَّة ومقابلاتها الصحفيَّة ومقالاتها النَّقديَّة الَّتي تحاسب من خلالها الفنان وتنقده.

وأضافت: quot;على الرغم من رهجة مواقع التَّواصل الإجتماعي أخيرًا إلَّا أنَّه لا يمكن إعتبارها مرجعًا للنَّاس، لأنَّ الفنان يعرض عليها ما يناسبه فقط، في حين أنَّ وسائل الإعلام تقدِّم النَّقد وتبدي رأيها في الأمور الفنِّيَّةquot;.