أكَّد الفنان السوري، يامن الحجلي، أنَّه خاض تجربة الإخراج للتعبير عن رأيه في الأزمة الَّتي يمرُّ بها وطنه.


دمشق: اعتبر الفنان السوري، يامن الحجلي، نفسه محظوظاً بعمله مع المخرج الليث حجو في مسلسل (الأرواح العارية) خصوصًا، وأنه يجسد لأول مرة دوراً على مستوى عالٍ من الجرأة ويسلط الضوء على نقاط حساسة في عالم المراهقة، متمنياً أن يكون على قدر المسؤولية على حد تعبيره.

وقال الفنان السوري لـquot;إيلافquot; بأنه يعتبر دوره في المسلسل إطلالة على عالم المراهقة من خلال شخصية (أمير)، وقصة حبّه لبنت الجيران (نهلة)، ومحاولاتهما معاً لاستكشاف تفاصيل حياتهما الجنسية في هذه المرحلة العمرية الحرجة، وربما تعتبر قصة حب quot;أمير ونهلةquot; بمثابة اختبار للمسافة الآمنة بين جموح المراهقة وكوابح المجتمع، مشيراً إلى أن هذا الخط في مسلسل quot;أرواح عاريةquot; من أكثر خطوط المسلسل الذي كتبه quot;فادي قوشقجيquot; جرأةً.

وأشار الحجلي بأن العمل يحاول من خلال هذا الخط يحاول أن يعري حياة المراهقة للبحث والكشف عن الحياة الجنسية لديه كونه يمر بمرحلة التبدل الهرموني حين يكتشف المراهق جسمه، لافتاً إلى أن الدور يسلط على تحفظات المجتمع على موضوع طرح الجنس بين المراهقين أنفسهم.

وأكد حجلي بأن الدور ليس تثقيفياً وتوجيهياً وإنما هو واقعي ويلامس الحياة وأن المتلقي لن يشعر بدخول الشخصية عنوة عليه، ونفى أن يصفها بالمغامرة، لافتاً إلى أن شخصية (أمير) تحارب المحرمات التي تتحول لكبت في المستقبل، وعدم فهم الحالة الجنسية لدى المراهق ستكبر معه لتؤثر على حياته الزوجية، لذا يجب تحرر معظم الشباب نتيجة من الحالة الشمولية، منوهاً لضرورة عزل مسألة العيب والحرام عن مسألة المعرفة والوعي في تصور الجسد.

من جهةٍ، أخرى يخوض الفنان يامن تجربته الإخراجية الأولى في مسلسل (خلصت؟؟) وهي فكرته ومن تأليف للكاتب أحمد قصّار، وإنتاج quot;ميدياquot; للمرئيات والصوتيات، وبطولة كل من لينا دياب، طلال مارديني، مازن عبّاس.

وقال يامن بأن عمله يناقش الأزمة السورية وما يحدث في الشارع وانعكاساته على المواطن العادي من دون الانحياز إلى طرف على حساب الآخر، وتدور أحداثه على هامش موعدٍ غرامي بين حبيبين في قبو تتسلل لمسامعهما الأصوات من العالم الخارجي لتتوالى ردود أفعالهما إزاء ما يجري، مع وجود شخصية ثالثة تتدخل في مجريات الأحداث بين الفترة والأخرى، مشيراً إلى أنه يصور العمل في مكان واحد لضرورة درامية كون الشخصيات تحبس في مكان واحد، وأن العمل من ثلاثين حلقة تلفزيونية متصلة مدة كل حلقة سبع دقائق.

وأشار الفنان السوري إلى أن المشروع الإخراجي من أحد أروقة الفن ولا يوجد فيها صغير وكبيروأنه لم يستعجل في موضوع الإخراج، وإنما الأزمة السورية هي من أوحت له في خوض التجربة من خلال عمل يعبر فيه عن وجهة نظره نحو ما يحدث في بلاده، مشيراً إلى أن العمل له علاقة بإيقاع حياة المواطن السوري في ظل الأزمة من خلال غلاء الأسعار وانقطاع التيار الكهربائي وأزمات الوقود، إضافة إلى قضايا أخرى وسيتم التطرق إلى كل رواسب الأزمة وما يدور في بال المواطن، نافياً أن يكون للعمل أي نفس سياسي كما تم تداوله في الإعلام السوري.

وأكد الفنان الحجلي أنه يحزن على ما يجري في البلاد، وهو ما جره واستدعاه لعمل شيء ما، مشيراً إلى أن فناني بلاده صاروا يحملون مسؤولية كبيرة ليست من اختصاصهم بإدلاء أرائهم، واعتبر أن مهمة الفنان أن يعبر عن الأزمة من خلال فنه فقط، ولا يتركز عمله في المنابر الإعلامية، وإنما يجب عليه التعبير على خشبة المسرح وهي المهمة الأكثر وطنية بالنسبة للفنان، وانتقد كل من يزاود على الفنانين بالوطنية.

وأشار الفنان السوري إلى أن الدراما السورية منذ أكثر من عشر سنوات حاولت تسليط الضوء على جوانب حساسة، ولفتت النظر إلى الوضع المعيشي المتدني والدخل غير الكافي والحارات العشوائية، معتبراً أن رواسب الأزمة تم تداولها في الدراما التي كانت سباقة في استقراء الوضع في البلاد، مشيراً إلى أنه شخصياً كتب نص مسلسل تلفزيوني كامل يتناول التفجيرات منذ ثلاث سنوات، وأن المشروع لم ير النور نتيجة تكاليفها الباهظة وبالتالي لم يتم تبنيها من قبل شركات الإنتاج.

كما يشارك الفنان السوري يامن في مسلسل (رفّة عين) مع المخرج quot;المثنى صبحquot;، ويستعد لتصوير دوره في الجزء الثاني من مسلسل (أيام الدراسة) مع مصطفى برقاوي.

وأشار يامن إلى أن الدور في (أيام الدراسة) هي متابعة لشخصية (يزن) التي تتميز عن غيره بعصبيته، وأضاف بأنه لن يجعل الشخصية تذهب بجانب واحد كون الإنسان السريع الغضب يمتاز دوماً بقلب كبير وطيبة، وأن سلوك وطباع (يزن) ستبقى بعد أن يكبر قليلاً، وأضاف بأن هناك مرحلة عمرية تتجاوز الخمس سنوات تفصل بين الجزأين وأنها ستنقل زملاء الدراسة إلى مراحل الزواج والحياة العائلية وتبقي على علاقة الصداقة بينهم بنفس الوقت.