إيلاف من برلين: شهد مهرجان برلين السينمائي لعام 2025 مؤتمرًا صحفيًا مميزًا لفيلم "Blue Moon"، أحدث أعمال المخرج المخضرم ريتشارد لينكلاتر. الفيلم، الذي يمثل التعاون التاسع بين لينكلاتر والممثل الشهير إيثان هوك، استحوذ على اهتمام الصحفيين والنقاد الذين أشادوا به ووصفوه بـ"تحفة فنية".
افتتح لينكلاتر المؤتمر بتصريح ساخر قائلاً: "لقد تخلوا عني منذ فترة طويلة"، في إشارة إلى هوليوود التي لم تعد تراهن على قدرته في صناعة أفلام تجارية تقليدية. وأضاف قائلاً: "لم أقدم أي تنازلات طوال مسيرتي. لا يوجد علينا أي ضغوط، نقوم بما نريد"، مشيرًا إلى أن الفيلم تم إنتاجه بميزانية منخفضة، دون الحاجة لاختبارات عرض تجريبية.
قصة البلو مون
يروي "Blue Moon" قصة الأيام الأخيرة للكاتب الغنائي الشهير لورينز هارت، الذي كان جزءًا من الثنائي الموسيقي الناجح "رودجرز وهارت"، حيث تدور أحداثه في مطعم Sardi’s في ليلة افتتاح مسرحية "Oklahoma!" عام 1943. يلقي الفيلم الضوء على الصراع بين هارت وشريكه السابق ريتشارد رودجرز، الذي بدأ شراكة جديدة مع أوسكار هامرستاين الثاني.
تميز المؤتمر الصحفي بتركيزه على الفيلم ومحتواه، على عكس العديد من المؤتمرات الأخرى التي شهدها المهرجان هذا العام. ورغم ذلك، لم يخلُ النقاش من بعض الأسئلة السياسية والفكرية، حيث سُئل لينكلاتر عن رأيه في ضرورة أن تحمل الأفلام مضامين "هجومية" لمواكبة العصر الحالي. فأجاب قائلاً: "لطالما كانت السينما وسيلة للهروب"، في إشارة إلى دور الفن في تقديم متنفس للمشاهدين بعيدًا عن الواقع القاسي.
أهمية دعم الجمهور للأعمال البريئة
من جانبه، استغل إيثان هوك الفرصة للحديث عن أهمية دعم الجمهور للأعمال الجريئة، قائلاً: "إذا أردتم فناً مثيراً للجدل، فعليكم المطالبة به. الناس لا يعتقدون أن هذه النوعية من الأفلام تحقق ربحًا، لذا لا يتم إنتاجها". وأضاف: "عندما يصبح المال هو الأولوية المطلقة، نحصل على فن عام وموجه للجماهير العريضة دون تميز".
الفيلم من تأليف روبرت كابلو، مؤلف رواية "Me and Orson Welles"، التي سبق أن حوّلها لينكلاتر إلى فيلم سينمائي. ويضم طاقم العمل النجم أندرو سكوت في دور ريتشارد رودجرز، ومارغريت كوالي في دور إليزابيث ويلاند، بالإضافة إلى بوبي كانافالي الذي يجسد شخصية نادل في المطعم.
أحد أبرز الجوانب التي أثارت النقاش في المؤتمر كان أداء إيثان هوك في دور لورينز هارت، حيث خضع لتحول جسدي واضح ليجسد شخصية الكاتب الغنائي قصير القامة، المتقلب المزاج، والمكافح مع إدمانه. وقد وصف بعض النقاد أدائه بأنه "عاطفي ومؤثر"، في حين أكد هوك أن تحضيره للدور استند إلى فهم عميق للنص والاعتماد على توجيهات لينكلاتر.
كما علّق لينكلاتر على رؤيته الفنية قائلاً: "كان هدفنا أن يكون الفيلم أشبه بأغنية من أغاني رودجرز وهارت – جميلة، لكنها حزينة ومليئة بالفكاهة في الوقت ذاته". وأكد أنه لم يشعر بأي ضغوط من الناحية الإنتاجية، مما سمح له بتقديم رؤيته الإبداعية دون قيود.
التعليقات