خلال 4 أعوام ستبدأ أول شركة أوربية باستغلال الطاقة من مياه البحر وتوليد كهرباء نظيفة منها.
برلين: مع ارساء القواعد لمبادرة اعالي بحر الشمال Nordsee-offshore-Initiative تخطو تسع دول اوروبية خطوة شجاعة في استخدام مصادر الطاقة المتجددة على مختلف انواعها، وتريد الدانمارك والمانيا وفرنسا وبريطانيا وايرلندا ولوكسمبورغ وهولندا والسويد الان مجتمعة اقامة شبكة مشتركة للتوتر العالي تحت مياه بحر الشمال، وهو يعتبر مشروعا رائدا ليس فقط في اوروبا بل وفي العالم ايضا.
طاقة نظيفة من بحر الشمال الاوربي |
فعلى هذا الاساس ستقوم أول شبكة اوروبية مشتركة للطاقة تربط عدة دول اوروبية متخطية كل الحواجز والحدود، بعد الاعلان في شهر ايار( مايو) عام 2009 عن البدء في تنفيذها خلال الاعوام الاربعة المقبلة. وبهذا ترسي الدول الاوروبية من خلال الشبكة البيئية العملاقة للكهرباء، عمادا متينا جديدا للتزود بالطاقة النظيفة المتجددة.ا
المانيا، كبلد طموح فيما يتعلق بخطط التوسع في المحطات عبر البحار، فان المبادرة ذات اهمية كبيرة ومساهمة في القفزة النوعية نحو عصر الطاقة المتجددة. وكانت قد دعت مع شركائها الاوروبين منتصف عام 2008 من خلال بيان رسمي الى اقامة هذا المشروع الحيوي واكدت على ثلاثة اسباب اساسية مهمة له وشرحها:
تدعيم وضمان استمرارية التزود بالطاقة والتأسيس لاجواء منافسة افضل في السوق البيئية الاوروبية، وتحقيق اندماج افضل لمصادر الطاقة المتجددة.
وهذا المشروع يمثل ثاني استثمار اوروبي كبير مشترك في مجال الطاقة المتجددة، وذلك بعد مشروع ديزرتيك العملاق للحصول على الطاقة من صحراء شمال افريقيا الذي سيكون بامكانه ان يغطي خمس حاجة القارة الاوروبية من الطاقة بحلول عام 2050.
ومن اجل ايصال الكهرباء المولدة في المحطات العاملة بطاقة الرياح الى مناطق واسعة في اوروبا، فان مبادرة مشروع اعالي بحر الشمال تشمل التخطيط لاقامة حدائق واسعة هوائية
(مجموعات من العنفات الهوائية) تتضمن الاف الكليومترات من الكوابل التي تضمن ارتباط مصادر الطاقة وتوحيدها، واول حديقة سوف تبدأ قريبا هي في بحر الشمال قبالة السواحل الالمانية وتحمل اسم الفا فينوس، واستغرق العمل فيها حتى مطلع عام 2010.
بالاضافة الى ذلك، فانه من الممكن اقامة روابط مع محطات الطاقة العاملة بقوة المياه في الدول الاسكندنافية من اجل تخزين افضل للطاقة البيئية، والربط مع العديد من المحطات العاملة بقوة المد والجزر على امتداد شواطئ بلجيكا والدنمارك، ومحطات اخرى عاملة بطاقة الرياح والشمس في القارة الاوروبية. هذا النوع من الترابط يضمن للدول المشاركة استمرارية التزود بالطاقة دون الوقوع فريسة تغيرات الطقس والظروف المناخية، التي كانت حتى الان تشكل عقبة في الاستفادة المنتظمة من طاقتي الريح والشمس.
ويرى كلاوس توبفر وزير البيئة الالماني الاسبق والمدير السابق لبرنامج حماية البيئة التابع للامم المتحدة في مبادرة اعالي البحار فكرة رائعة. فالمشروع بامكانه تخفيض الغازات العادمة بنسبة كبيرة، وهذا امر يصب في مجال برامج حماية البيئة وخفض الغازات العادمة، اضافة الى عامل المنفعة الاقتصادية منه.
التعليقات