طور عالم عربي اختراع هولندي يساهم بزراعة الصحراء من دون مياه الري.

أحمد عباس: تعاني أغلب البلدان العربية من المساحات الصحراوية الشاسعة والتي تمتاز بجفاف دائم وتاريخي بسبب الجو الحار وتركيبة التربة المتكونة من الرمال والكثبان. تزداد سنوياً نتيجة الجفاف وعدم العناية باكتشاف مصادر مائية جوفية، نسبة زحف الصحراء على المساحات الخضراء، وما لها من تأثيرات على المناخ والدخل الأقتصادي.

لا ريب ثمة علاقة مباشرة بين بيئة نظيفة وجميلة والوضع المالي للمواطن من جهة توفير الفواكه والخضروات وكذلك الصحة النفسية من جهة أخرى. إذ سوف تقل نسبة اصابة المرء بالكأبة في ظل بيئة نظيفة وجميلة مما يزيد من إنتاجيته وتوفير مصروفات العلاج من أجل الراحة والأستجمام. يبدو أن دول الخليج العربي تستثمر اقتصاديتها بدعم التكنلوجيا الزراعية، لتطوير مصادر المياه التقليدية من العيون والآبار.

فقد أعلن الدكتور أحمد فيصل العلوي المختص في الأمراض الوراثية وعلم البكتريا لتلفزيون CNN العربي عن تطوير اختراع هولندي بحريني يساهم في زراعة الصحراء من دون ري تقليدي، أنمّا يعتمد على المياه الجوفية، إذ لا يتطلب رفعها إلى السطح وذلك بتطوير بيولوجية جذور النباتات، وتوجيهها عمودياً بدلاً من الخاصية الأفقية وجعل الجذور تبحث عن المياه الجوفية وتروي نفسها بنفسها. وقال السيد أحمد فيصل العلوي للمصدر المذكور إن التقنية الجديدة quot;سوف تساهم في انحسار المناطق الصحراوية بنسبة كبيرة بنفقات أقل وكذلك توفير بمساحة خضراء أكبر من تلك التي توفرها التكاليف ذاتها في الري التقليدي.quot;

موضحاً أن quot;المساحة الزراعية التي تحتاج إلى 50 لتر ماء في اليوم، لا تحتاج مع التقنية الجديدة أكثر من 50 لتر ماء في السنة، وبتكلفة 10 في المائة فقط من النظام العادي المعتمد حالياًquot;، وقال العلوي: quot; quot;تستعين قطر بهذا الاختراع لزراعة الصحراء وتهيئة المساحات العمرانية التي سوف تقيمها من الآن وحتى العام 2022م، لاستضافة كأس العامquot;. وعليه، سوف تتخلى هذه الطريق عن حفر الآبار والتنقيب عنها، ما يساهم في ترشيد الانفاق وتوجيهه إلى تنمية دخل المواطن، وكذلك توفير الأمن المائي اعتماداً على المصادر الذاتية بعيداً من عملية تقاسم المياه مع دول الجوار والتي لا تلتزم كلّ الأطراف المعنية بالمعاهدات الدولية بما يسمى دول المنبع والمصب. ما يدرء شبح الحروب التي سوف يشهدها العالم العربي في العشر سنوات القادمة بحسب دراسة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

يستفيد نظام الري هذا من مميزات البيئة المحلية وما تجود به الأمطار والرطوبة الجوية، وذلك بتكثيف الماء عبر طرق تقنية غير مكلفة. يحاكي هذا النظام عملية تدوير النفايات، عندما يستعمل اعادة انتاج الرطوبة الجوية في تكوين الماء. وهي طريقة مستمرة وذاتية تعتمد على الامكانات المتوافرة في الصحراء، فلا توجد هنا أي عمليات هدر أو اضاعة لقطرة واحدة من الماء. الجدير ذكره، أن الري الزراعي في العالم العربي، يهدر ما كميته 70% من المخزون المائي. يقول السيد هشام حبش رئيس مهندسين زراعيين أقدم في مديرية زراعة ذي قار، في مقابلة مع ايلاف حول امكانية استعمال هذه الطريقة في العراق خصوصاً المناطق الجنوبية التي تعاني أصلاً من شحة المياه quot;: يمكن الاستفادة من هذه التقنية الحديثة في المناطق الصحراوية في العراق، وذلك باعتماد عينة من 50 دونماً لمعرفة جدواها بيئياً واقتصادياً في استصلاح الصحراء والمساهمة في منع زحف الرمال نحو المساحات الخضراء، لا سيما ان ظروف الصحراء تكاد تكون متشابهة في كل من جنوب العراق ودول الخليج العربي، ان توفير الغطاء النباتي في الصحراء مهم جداً، ويشكل بداية نواة ما يسمى الحزام الأخضرquot;.

يجب اعتماد الامكانات البيئية السخية في عطاءاتها، بحسب ظروف كلّ بلد، وتشجيع الجهود المحلية في تخفيف أزمة المياه. فالبيئة بحد ذاتها معين للحلول.