تريد المعارضة السورية المسلحة الاحتفاظ بمنفذ بحري على البحر المتوسط، لتلقي شحنات السلاح من الداعمين العرب والغربيين، خاصة وأن تركيا والأردن لا تتساهلان كثيرًا في ما يتعلق بتمرير السلاح إلى المعارضة.


إعداد إسماعيل دبارة: على نحو مفاجئ، حققت كتائب المعارضة السورية خرقًا غير متوقع في ما بات يعرف بـquot;جبهة الساحلquot;، التي حاول الجيش السوري الحر سابقاً فتحها دون أن يكون له ذلك.

وتشير تقديرات الخبراء العسكريين إلى أنّ المعارضة تسعى إلى الظفر بمنفذ برّي يمكنها الإعتماد عليه لتلقي الأسلحة من الداعمين العرب والدوليين. في حين يرى آخرون أن السيطرة على ميناء بحري وطرق الامداد يبدو أمرًا صعبًا على المعارضة في معركتها الحالية وبإمكانياتها المتاحة في مواجهة قدرات النظام، لكن قد تكون الغاية الأساسية هي تهديد شحنات السلاح التي تصل إلى نظام بشار الأسد من البحر، وطرق الإمداد التي يستعملها في الساحل.

تقدم في اللاذقية

في الأثناء، حققت كتائب المعارضة السورية المسلحة الثلاثاء تقدمًا لافتًا عندما تمكنت من فتح نافذة بحرية تقول بعض التقارير إنها تمتد على 3 كيلومترات.

وسيطر المعارضون على معبر قرية السمرا، وتمكنوا من تكبيد الجيش النظامي خسائر في الأرواح والعتاد بكل من حلب وحماة ودرعا، فيما واصلت قوات الأسد استهداف مدن وقرى بالبراميل المتفجرة وراجمات الصواريخ.

ودخلت كتائب المعارضة المسلحة إلى قرية السمرا المتاخمة لكسب بريف اللاذقية، وذكرت شبكة شام أنها سيطرت على المعبر البحري فيها، ليكون بذلك أول منفذ بحري تسيطر عليه المعارضة منذ اندلاع الثورة، كما تمت السيطرة على أجزاء من قرية قسطل معاف في جبل التركمان، حسب شبكة quot;مسار برس.quot;

وأعلن ناشطون أن قوات النظام ردت بقصف بلدتي كسب والسمرا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، تزامنًا مع وصول المزيد من التعزيزات العسكرية النظامية إليهما لمواجهة المعارضة، فيما سجلت اشتباكات في المدن المحيطة بكسب، وسط غارات جوية للطيران الحربي النظامي على محيط مناطق الاشتباكات بريف اللاذقية.

عرين الأسد مهدد

تشكل محافظتا اللاذقية التي باتت على خطّ النار، وطرطوس المجاورة، سويًا، المعقل الرئيسي للأقلية العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد على البحر المتوسط واحتفظتا بالولاء له في حربه ضد المعارضة التي تتشكل غالبيتها من مقاتلين سنة.

وبعد سلسلة الهزائم التي تكبدتها المعارضة في وسط البلاد، وعلى الحدود مع لبنان، خاصة فقدان يبرود التي دخلها الجيش النظامي منذ أسبوع، شن مقاتلون إسلاميون معارضون هجوماً يوم الجمعة على منطقة اللاذقية واستولوا على معبر حدودي وبلدة كسب الأرمنية.

وأرسل الأسد منذ ذلك الحين تعزيزات عسكرية تدعمها قوة جوية لصد المسلحين، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات دامية مازالت مستمرة إلى الآن.

ويرى المحللون أن نقل المعارضة للمعارك إلى منطقة الساحل، يحمل دعماً معنويًا كبيرًا بعد الهزائم الأخيرة على الحدود مع لبنان، خاصة وأنّ منطقة الساحل تضم ميناء طرطوس، الذي فيه يتركَّز البعد الدولي ــ الإقليمي للصراع في سوريا، إذ يختزل ميناء طرطوس الوجود العسكري البحري الروسي في البحر المتوسط، ويضم تواجداً إيرانيًا مشابهاً.

منفذ بحري لجلب السلاح

يرى خبراء ومتابعون أن عين المعارضة المسلحة في سوريا تتجه إلى منفذ بحري واسع على البحر المتوسط، والغاية هي تلقي شحنات من السلاح يتعذّر مرورها عبر الحدود التركية أو الأردنية.

وتحاول كل من تركيا والأردن التحفظ على تمرير شحنات السلاح الى المعارضة السورية والنأي بالنفس عن الصراع الدائر وعدم التورط فيه عسكرياً، رغم الدعم السياسي الواضح من عمّان وأنقرة للمعارضة.

وعادة ما تصل شحنات السلاح الخفيف إلى الثوار السوريين عبر الحدود الأردنية أو التركية باستخدام آلية التهريب غير مأمونة العواقب.

ولذلك، يعتقد الملاحظون أنّ الثوار يريدون النسج على منوال حماس في غزة، في تلقي السلاح عبر البحر، خاصة وأن مراقبة قوارب الصيد صغيرة الحجم يعتبر امراً صعبًا.

ويستبعد المراقبون أن تصل شحنات سلاح ضخم إلى المنفذ البحري الذي تريد المعارضة السيطرة عليه أو فتحه، لكن الثابت أن تمرير شحنات السلاح عبر البحر سيكون أنجع من تمريره برًا، حسب الخبراء، وذلك رغم التحديات التي تواجه الثوار في الاحتفاظ بمنفذ بحري واسع في منطقة لا ولاء لساكنتها للمعارضة، علاوة على التحدي المتمثل في تأمين طرق الامداد بين شحنات السلاح التي ستصل من الداعمين العرب والغربيين، ومن سيستعملها لاحقًا.