حذّرت وزارة الخارجية الروسية مواطنيها السائحين من كمائن قد تعدّها لهم المخابرات الأميركية لاعتقالهم ومحاكمتهم، في محاولة من واشنطن لمعاقبة موسكو على قضمها القرم من أوكرانيا.


عبدالإله مجيد من لندن: حذرت روسيا مواطنيها من السفر الى الخارج لتجنب الوقوع في ما سمتها مصائد اعدتها لهم أجهزة المخابرات الاميركية التي تريد اقتناصهم كما تُقتنص الطرائد لمعاقبتهم على ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا مؤخرا، بحسب الإخطار الذي نُشر على موقع وزارة الخارجية الروسية.

واصدرت الوزارة تحذيرها الى نحو 15 مليون روسي يسافرون كل عام للسياحة والاستجمام في الخارج، غالبيتهم من الميسورين.

تريد الإنتقام

وتقول وزارة الخارجية الروسية في تحذيرها ان الولايات المتحدة ترفض quot;التعقل والقبول بـإعادة توحيد روسيا والقرمquot;، وانها تريد الانتقام من روسيا quot;محاولة ان تجعل quot;مطاردةquot; المواطنين الروس في بلدان ثالثة ممارسة شائعة من أجل تسليمهم الى الولايات المتحدة حيث سيُحاكمون ويُسجنون بتهم مشبوهة عادةquot;.

واضافت وزارة الخارجية ان quot;العدالة في اميركاquot; منحازة ضد الروس الذين يمكن ان يتعرضوا للـquot;الخطفquot; ويُنقلوا الى الولايات المتحدة من دون علم القنصليات الروسية بما يجري.

مخاوف من الاعتقال والتسليم

وللتدليل على ما تبيته الولايات المتحدة للمواطنين الروس في الخارج اشارت وزارة الخارجية الروسية الى مثال تاجر السلاح المدان فكتور بوت ومهرب الكوكايين المدان قسطنطين ياروشينكو اللذين اعتُقلا في بلدان ثالثة وسُلما الى السلطات الاميركية لمحاكمتهما في الولايات المتحدة.

ولكن المؤرخ الروسي نيكولاي سفانيدزة الذي يقدم برنامجا تلفزيونيا له شعبية واسعة قال ان الشخصين اللذين ساقت وزارة الخارجية الروسية مثالهما كدليل على مخططات الولايات المتحدة لمطاردة الروس في الخارج ليسا من نمط المواطن الروسي الاعتيادي وان غالبية الروس الذين يسافرون الى الخارج ليسوا تجار سلاح أو مهربي مخدرات quot;فعلام هذا التحذير؟quot;

ستار حديدي

واضاف المؤرخ الروسي: quot;ان هناك رغبة لإقامة ستار حديدي جديد ربما ليس عاليا أو قويا كالسابق ولكنه جزء من حملة دعائية هدفها العزلةquot;.

تحذير شديد

ومن الواضح ان التحذير موجّه الى جميع الروس الذين يفكرون في السفر. فان وزارة الخارجية الروسية تنصح فيه quot;بقوة المواطنين الروس بالامتناع عن السفر الى الخارج، وخاصة الى دول لديها اتفاقيات لتبادل المطلوبين مع الولايات المتحدةquot;.

ويتضمن التحذير رابطا الى قائمة صادرة عن وزارة الخارجية الاميركية بنحو 110 دول لدى الولايات المتحدة اتفاقيات كهذه، أي مع العالم أجمع من الناحية الفعلية.

ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن فكتور كيرمينيوك نائب مدير معهد دراسات الولايات المتحدة وكندا في موسكو قوله quot;ان هذا مؤشر أكيد الى استعار حرب دعائية كل شيء فيها مباح الآنquot;.

الحرب الباردة

وقال كيرمينيوك ان ذلك يعيده الى زمن الاتحاد السوفياتي لافتًا الى quot;ان هذه الأشياء لا تُقال جزافا بل تقولها مؤسسة رسمية هي وزارة الخارجية التي تنقل هذا التحذير الى الروسquot;.

واعرب عن ثقته بأن التحذير صدر quot;بناء على اوامر من القمةquot;.