رأت غالبية من قراء إيلاف الذين شاركوا في الاستفتاء الاسبوعي حول توقعاتهم عن النهاية التي ستؤول اليها الأحداث الجارية في العراق إن البلاد ستنزلق إلى حرب أهلية، فيما رأت مجموعتان أقل عددًا من ذلك أن نهاية الأزمة ستؤدي الى رحيل المالكي أو انتهاء تنظيم داعش.
لندن: شارك في استفتاء "إيلاف" الاسبوعي 6779 قارئًا أجابوا على سؤالها "كيف تتوقع أن تنتهي أحداث العراق الحالية؟" تنوعت إجاباتهم بين التوقع بانزلاق العراق نحو حرب اهلية، وهو ما عبر عنه غالبية المشاركين في الاستفتاء، بينما رأى أقل منهم أن نهاية الأزمة ستكون برحيل رئيس الوزراء نوري المالكي، واقل من ذلك من عبّر عن اعتقاده بأن النهاية ستكون بالقضاء على تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش".
حرب أهلية عراقية
ورأى 2799 قارئًا شكلت نسبتهم 41% من مجموع المشاركين في الاستفتاء أن الأزمة العراقية الحالية ستنتهي بحرب أهلية شيعية سنية. ومن الواضح أن موقف القراء هذا متأثر من تحذيرات اطلقها زعماء عالميون وقادة سياسيون عراقيون بأن الاوضاع الامنية والسياسية في العراق تتجه نحو الانزلاق الى حرب اهلية وقودها شيعة وسنة البلاد، وهو ما انذر منه رئيس القائمة الوطنية العراقية أياد علاوي.
كما ان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد اكد الخميس الماضي أن ما يجري في العراق هو حرب أهلية على نطاق واسع. وأشار إلى أنه يوجد انقسام كبير بين السُّنة والشيعة والأكراد وأن تزايد الخلافات يعمق الأزمة موضحاً أن السنتين الأخيرتين كانتا الأسوأ ولدى السنة شعور بالتهميش. وتابع: "تحدثنا مع نوري المالكي وأبلغناه بضرورة تجاوز الخلافات من خلال جدول أعمال وبدء حوار داخلي في العراق من اجل تمكين قوات الأمن العراقية".
كما ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قال معلقاً على تطورات الأحداث في العراق أن "ما يحدث في العراق خرج عن كونه مواجهات بين داعش والعراق ليصبح تقريباً حرباً أهلية طائفية بين السنة والشيعة، ونحن لا نؤيد ذلك أبداً".
&
رحيل المالكي
وفي مقابل ذلك، رأى عدد اقل من المشاركين في الاستفتاء بلغ 2218 قارئًا أن نهاية الأزمة ستكتب رحيل المالكي حيث بلغت نسبتهم 33% من مجموع المشاركين في الاستفتاء.
وموقف القراء من هذه القضية متأثر بشكل واضح من تصاعد المواقف المحلية والدولية بضرورة تنحي المالكي وتشكيل حكومة جديدة تسعى لتجاوز اخطاء الماضي، وهو ما اكدت عليه المرجعية الشيعية العليا في البلاد.
كما أن مصدرًا سياسيًا عراقيًا كشف اليوم الاثنين أن الادارة الاميركية ترغب بتولي زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي رئاسة الوزراء للحكومة المقبلة وتضغط على الكتل السياسية بالقبول به كمرشح مقبول من غالبية الاطراف، بحسب رأي الادارة الاميركية.
واوضح أن الاميركيين يجرون حاليًا اتصالات مكثفة مع قادة الكتل السياسية ويضغطون عليهم كما يجرون اتصالات مع عدد من الدول الاقليمية عدا ايران وبعض حلفائها من الاوروبيين ، لمحاولة تشكيل حكومة شراكة في العراق برئاسة اياد علاوي المقبول عربيًا واميركيًا واوروبيًا على حد قول المصدر.
وما عزز اعتقاد القراء ايضًا بنهاية المالكي كرئيس للوزراء هو تشديد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني امس على ضرورة تنحي المالكي لحل الأزمة القائمة في البلاد. وقال في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية إن بقاء المالكي سيعقد الأمور أكثر، لهذا يجب أن يتنحى.
واضافة الى ذلك فقد كشفت مصادر عراقية مقربة من التحالف الشيعي أن الأخير اتخذ قراراً بتغيير رئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته نوري المالكي حال انتهت المعركة الدائرة بين القوات الأمنية ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".
ويعارض التيار الصدري وائتلاف الحكيم والتحالف الكردستاني والكتل السنية تولي المالكي منصب رئاسة الوزراء لولاية ثالثة رغم تقدمه في الانتخابات البرلمانية. وتؤكد المصادر أن الموقف الذي اتخذه التحالف الشيعي يأتي عقب إشتراط الرئيس الأميركي باراك اوباما بدعم العراق إذا تم تشكيل حكومة وطنية تمثل جميع المكونات يغيب عنها المالكي.
كما تؤكد تقارير تنشرها يوميًا صحف أميركية إن اوباما يتعرض لضغط من مشرعين أميركيين لإقناع المالكي بالتنحي بسبب ما يرونه فشلاً في القيادة في وجه تمرد يعرض بلاده للخطر.
&
نهاية داعش
اما القراء الذين رأوا نهاية الأزمة بالقضاء على تنظيم داعش فقد كانوا الاقل، حيث بلغت نسبة المشاركين الذين رأوا ذلك 26% بلغ عددهم 1762 من مجموع عدد المشاركين في الاستفتاء البالغ 6779 قارئًا.
وهذا الموقف مدفوع من تطورات على الارض تشير الى مواقف اقليمية ودولية تدعم العراق في حربه ضد داعش خاصة مع الانباء التي تؤكد دخول قوات ايرانية الى الاراضي العراقية لمواجهة تقدم داعش في مناطق عراقية عدة خاصة في شرق العراق المحاذي لايران.
كما ان واشنطن اكدت انها تستعد لضرب مواقع داعش بطائرات من غير طيار وارسالها مستشارين عسكريين وصلت طلائعهم الاولى الى بغداد اليوم لتقديم المشورة الى القوات العراقية في مواجهتها العسكرية لداعش. تضاف الى ذلك التعزيزات العسكرية لدول الجوار على حدودها مع العراق لمواجهة أي محاولات لداعش باتجاه الدفع بمسلحيها نحو اراضيها.
ومن هنا تعتقد هذه الفئة من القراء أن الحشد الاقليمي والدولي عسكرياً لمواجهة داعش ستكتب نهايته. يضاف إلى كل ذلك أن الاحداث بدأت تشير الى& أن شهر العسل بين داعش والتنظيمات المسلحة في العراق والذي حقق انتصارات عسكرية واسعة على الارض قد انتهى قبل اكتماله باعدامات واختطافات وقتال اسقط العشرات من عناصر الطرفين، الامر الذي ينذر بتقلص قدرات المسلحين على تحقيق هدفهم المعلن بالسيطرة على البلاد واسقاط نظامها.
وتشهد ساحات العمليات المسلحة في العراق منذ الساعات الاخيرة اشتباكات وعمليات إعدام واختطاف بين مسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" وتنظيم جيش النقشبندية بزعامة نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري والجيش الاسلامي في العراق وجيش انصار السنة بسبب محاولات داعش الهيمنة على المشهد العسكري وفرض سيطرته الكاملة على ساحات المواجهات العسكرية واخضاع الجماعات المسلحة الاخرى لارادته وممارساته على الارض.
&يذكر أن العراق يعاني حاليًا من انهيارات امنية خطيرة دفعت برئيس الوزراء نوري المالكي إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد في العاشر من الشهر الحالي بعد سيطرة مسلحي داعش على محافظة نينوى بالكامل وتقدمهم نحو محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى والانبار وسيطرتهم على بعض مناطقها قبل أن تتمكن القوات الأمنية من استعادة السيطرة على العديد من المناطق.
التعليقات