في موقف يتعارض والتوجهات الداخلية والدولية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية هدد زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بمواجهة القوات الأميركية إذا تدخلت في العراق بذريعة مواجهة التنظيم داعيًا العراقيين إلى تظاهرات تعبر عن الرفض لهذا التدخل.
لندن: أكد الصدر العمل على التصدي للقوات الأميركية في حال مهاجمتها للأراضي العراقية "أرض الاولياء والصالحين بل والمعصومين عليهم السلام".
وقال في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الاثنين إن "البيت الأسود" في إشارة إلى البيت الابيض الأميركي قرر عودة هجماته على الأراضي العراقية "ولعل هذا القرار الأميركي جاء بعد ندم أميركا على انسحابها الصوري الاولي بل والمقاومة السياسية التي جعلت من الاتفاقية الأميركية المشؤومة مجرد هواء في شبك اضافة إلى المقاومة الشعبية المباركة"، في إشارة إلى الاتفاقية العراقية الأميركية الموقعة نهاية عام 2008 وانسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية عام 2011.
وخاطب الصدر الأميركيين قائلا "ان عدتم عدنا وسيجعل الله للمتقين نصراً يمن به على المؤمنين المجاهدين وكما أذقناكم حر نارنا وبأسنا سنذيقكم ويلات قراركم هذا الذي لابد ان يكون في المستقبل سبباً لندامتكم وانحساركم" في إشارة إلى مواجهات قام بها ميليشيا المسلحين في جيش المهدي التابعة له في مهاجمة القوات الأميركية في مناطق مختلفة من العراق وخاصة الجنوبية منها ابان احتلالها العراق.
وشدد الصدر على الحكومة العراقية عدم "الاستعانة بالمحتل أياً كان ولو بحجة (داعش).. فلا وجود لها الا في المخيلة بل هي صنيعة الأميركي والعقلية الاستعمارية التفكيكية".
ودعا من اسماهم بالمجاهدين في إشارة إلى المتطوعين في تشكيلات الحشد الشعبي لمواجهة مسلحة تنظيم الدولة الاسلامية "في أية منطقة من مناطق العراق المغتصبة إلى الانسحاب من تلك المناطق في حال تدخل القوات الأميركية أو غيرها برًا وبحرًا بالمباشر او غير المباشر وبأسرع وقت ممكن فالاستعانة بالظالم ولو على الظالم حرام".
وطالب العراقيين بالخروح بتظاهرات شعبية تعبرعن الرأي الحقيقي للشعب من عدم تعاطفه مع المحتل وتعكس صورة القادر على حل مشاكله بنفسه مع المحتل" (الأميركي).
كما ناشد الجهات مثل مؤتمر الدول الاسلامية والجامعة العربية والامم المتحدة والمنظمات الانسانية والدولية بالحيلولة دون وقوع ذلك" والا فان ذلك سيكون بداية لاتساع نفوذ المتشددين في مشارق الارض ومغاربها". وأكد في ختام بيانه اهمية رفع اتباعه شعار "الحوزة والاستعمار ضرتان لايجتمعان".
يذكر أن الطائرات الأميركية باشرت منذ الشهر الماضي ضربات لقواعد تنظيم الدولة الاسلامية في شمال وغرب العراق اثر سيطرته على مساحات شاسعة من العراق بلغت ثلث مساحة البلاد. ولم يصدر لحد الان اي رد فعل من الحكومة العراقية التي طلبت بنفسها دعما دوليًا عسكريًا لمواجهة تنظيم داعش وضرب مسلحيه واماكن تواجده على الاراضي العراقية.
ولاحظ مراقبون أن موقف الصدر هذا يأـي متناغما مع الموقف الايراني الرسمي برفض التعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية على الاراضي العراقية والسورية حيث اعلن المرشد الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي اليوم ان بلاده رفضت طلبا أميركيا للتعاون على محاربة تنظيم الدولة الاسلامية بحسب ما ورد على موقعه الرسمي.
وقال خامنئي متحدثا لدى خروجه من المستشفى حيث خضع لعملية جراحية في البروستات انه منذ الايام الاولى لهجوم المتطرفين الاسلاميين "طلبت الولايات المتحدة من خلال سفيرها في العراق تعاونًا ضد داعش فرفضت لان اياديهم ملطخة بالدماء". وأضاف أن "وزير الخارجية الأميركي (جون كيري) وجه ايضا طلبا شخصيا إلى (نظيره الايراني) محمد جواد ظريف الذي رفض" كذلك.
واعتبر أن الولايات المتحدة تبحث "عن ذريعة لتفعل في العراق وسوريا، ما تفعله في باكستان، اي قصف المواقع التي تريد من دون اذن" من الحكومة الباكستانية، في إشارة إلى الغارات بطائرات بلا طيار على قواعد حركة طالبان.&
التعليقات