أكدت القوات العراقية اكمالها تطويق مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار الغربية من جهاتها الاربع، والاستعداد لتحريرها بالكامل قريبًا، والانطلاق بعدها إلى مدينة الموصل لاستعادتها من سيطرة تنظيم "داعش".. فيما أعلن التحالف الدولي تدمير طائراته لمواقع قيادة وتحكم لداعش ومخازن أسلحة في الأنبار ونينوى.

لندن: قال رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي إن تحرير مدينة الرمادي سيتم خلال أيام قليلة، حيث اكملت القوات حصارها لعاصمة محافظة الأنبار (110 كم غرب بغداد) بالكامل، مؤكدًا أن سير العمليات العسكرية في قاطعي عمليات محافظتي الأنبار وصلاح الدين تسير وفق الخطط العسكرية المرسومة والزمن المحدد.

واكد الغانمي اكمال تطويق مدينة الرمادي من اربعة محاور.. موضحاً ان التنسيق عالٍ الآن بين جميع القطعات العسكرية مع وجود اسناد مدفعي وجوي من قبل طائرات القوة الجوية العراقية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي من اجل تقليل حجم الخسائر لدى قطعاتنا العسكرية وزيادة حجم خسائر تنظيم داعش الارهابي، كما نقل عنه اعلام وزارة الدفاع في تصريح صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الاثنين.

وأضاف المسؤول العسكري أن داعش منهار الان في المحافظة ويلفظ انفاسه الاخيرة، واصبح غير قادر على مواجهة القوات العراقية. وقال "عندما تتقدم القوات المسلحة تقوم عناصر داعش بالتقهقر والانسحاب امامها انسحابًا عشوائيًا تاركًا اسلحته ومعداته وعجلاته".

وأشار إلى أنّه بعد تحرير الرمادي ستتم استعادة جميع مناطق محافظة الأنبار ومن ثم التوجه إلى المعركة الاخيرة ضد تنظيم "داعش" لطرده من محافظة نينوى الشمالية وانتزاع عاصمتها الموصل من سيطرة التنظيم الذي يحتلها منذ العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014.

ومن جهته، قال سلمان الفهداوي أحد القادة الميدانيين لمقاتلي العشائر في الأنبار، إن القوات الأمنية تقترب من تحرير مركز مدينة الرمادي بالكامل وخاصة بعد سيطرة قوات مكافحة الإرهاب على معسكر الورار غرب المدينة ومقر اللواء الثامن. وأضاف أن اشتباكات عنيفة تجري مع عناصر "داعش" المعروفين بالإنغماسيين ومهمتهم اختراق خطوط الجبهات مع الرشاشات والقنابل بتفجير أنفسهم عند فشلهم.

وأوضح الفهداوي أن هؤلاء هم آخر عناصر التنظيم الباقين داخل الرمادي، فيما هرب الباقون إلى مدن هيت وعانة وراوة منذ أيام، مشيرًا إلى أنّ المعركة تحتاج إلى بعض الوقت.

ويوم الاربعاء الماضي، قال اللواء اسماعيل المحلاوي قائد عمليات الأنبار ان القوات الامنية استطاعت فرض طوق عسكري حول شمال مدينة الرمادي وقطعتها عن منطقة الجزيرة ما يعني محاصرة عناصر التنظيم في المدينة.

ومن جهته، أكد محافظ الأنبار صهيب الراوي أن تحرير مدينة الرمادي بالكامل "بات قاب قوسين او أدنى". وأكد أن القوات المسلحة تحقق حالياً تقدمًا كبيرًا في مواجهتها لداعش في المحافظة واقترابها بشكل واضح من مركز مدينة الرمادي، التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التحرير بشكل كامل.

طيران التحالف الدولي يدمر مواقع قيادة وتحكم لداعش بالأنبار

إلى ذلك، أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" تدمير طائراته لمواقع قيادة وتحكم تابعة للتنظيم ومخازن لاسلحته في محافظة الأنبار.

وقالت السفارة الاميركية في بغداد اليوم ان طائرات قوات التحالف نفذت 19 ضربة جوية في العراق و 12 ضربة في سوريا بواسطة الطائرات القاذفة والمقاتلة والطائرات من دون طيار لدعم الحكومة العراقية والتنسيق معها ضد تنظيم "داعش" الارهابي.

وأضافت السفارة في بيان صحافي اليوم ان الضربات في العراق استهدفت وحدة تكتيكية كبيرة للتنظيم بالقرب من البو حيات بالأنبار بضربة جوية، مما ادى إلى تدمير ثمانية مبانٍ لداعش وموقع قيادة وتحكم للتنظيم، وضربة بالقرب من الموصل إستهدفت وحدات تكتيكية له ودمرت نقطة تفتيش تابعة له ايضًا، وضربة بالقرب من القيارة إستهدفت منطقة تجمع للتنظيم، وأربع ضربات بالقرب من الرمادي دمرت مخزن أسلحة.

وأشارت إلى أنّه قد تم كذلك إستهداف خمس وحدات تكتيكية لتنظيم داعش بالقرب من سنجار بإحدى عشرة ضربة جوية، إضافة إلى ضربة اخرى إستهدفت وحدة تكتيكية للتنظيم ودمرت موقعًا ورشاشًا من العيار الثقيل. واوضحت السفارة ان الدول التي تشارك في الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" في العراق هي استراليا وبلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا والاردن وهولندا، إضافة إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
&
وامس الاحد، أعلن في بغداد عن انتهاء القوات الأميركية من تدريب حوالي خمسة آلاف مقاتل عراقي ضمن الاتفاقية الإستراتيجية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة اواخر عام 2008 في وقت تدرس واشنطن ارسال عدد من طائرات الاباتشي إلى العراق مع قوات لتشغيلها.

وأشارت وزارة الدفاع العراقية إلى أنّ القوات الأميركية أشرفت على تدريب 4800 مقاتل ضمن تشكيلات لواء 73 قيادة فق15 التي تستعد لمواجهة تنظيم "داعش"، وذلك ضمن بنود الاتفاقية الإستراتيجية الأمنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية اواخر عام 2008.. موضحة أن التدريب استهدف& تطوير الإمكانيات و القدرات القتالية "لأبطال القوات المسلحة وإتقانهم فنون القتال والتفوق في حرب الشوارع والمدن، التي تنتهجها عصابات داعش الإرهابية في بعض المدن والمناطق المغتصبة".

وأشارت الوزارة إلى أنّ التدريبات تضمنت ايضًا تقديم المشورة للقوات الأمنية وكيفية التعامل مع المعلومات العسكرية، فضلاً عن تزويد المقاتلين بالأسلحة الخفيفة، ومنها بنادق M16A2 ومعرفة الاستخدام الأمثل لها في ساحات القتال.

وأكدت أن هذا التدريب "يسهم في الارتقاء بالمؤسسة العسكرية والقوات المسلحة من النواحي القتالية و تطوير المهارات والقابليات أثناء خوض المعارك والتي دائمًا ما تثمر عن تحقيق الانتصارات".