دعا القيادي في حزب العمال البريطاني، المرشح لمنصب عمدة لندن صادق خان، المسلمين هناك إلى التصدي للتطرف وإنهاء عزلتهم عن المجتمع.

لندن: على المسلمين البريطانيين أن "يتصدوا للتطرف" وعليهم أن يكفوا عن تحمل "الفصل الاجتماعي. فنحن دفنا رؤوسنا زمنًا طويلًا في الرمل، بشأن تصاعد التطرف بين المسلمين الشباب في بريطانيا"، هذا ما أعلنه مرشح حزب العمال لمنصب عمدة لندن صادق خان متحدثًا خلال مأدبة غداء في مبنى مجلس العموم. &
ولاحظ مراقبون أن خان المولود في لندن لعائلة من المهاجرين الباكستانيين، وكان والده سائق حافلة، من السياسيين القلائل الذين لديهم ما يكفي من الشجاعة للكلام بصراحة عن القضايا الملحة التي تواجه مسلمي بريطانيا اليوم.&
&
دعوة لإنهاء العزلة
وكون خان نفسه مسلمًا، يحصنه ضد تهمة العنصرية والإسلاموفوبيا حين يقول "إن لدى مسلمي بريطانيا دورًا خاصًا يقومون به في مواجهة التطرف "ليس لأنهم يتحملون مسؤولية أكبر عن الهجمات الإرهابية من غير المسلمين بحكم اشتراكهم في ديانة واحدة مع مرتكبي هذه الهجمات، بل لأنهم يستطيعون أن يكونوا "أشد فاعلية" في التصدي لهذا التطرف.&
وكثيرا ما يُشار إلى أن الإسلاميين المتطرفين ليسوا ذوي أصول مسيحية أو سيخية أو هندوسية او إلحادية، بل ينتمون إلى عائلات مسلمة إعتيادية ولديهم أصدقاء مسلمون ويعيشون عادة في إحياء غالبية سكانها من المسلمين. وبالتالي فإن هذه العائلات والأحياء وهؤلاء الأصدقاء هم على الأرجح أول من يسمع آراء اولئك المتطرفين، وأن هذا يضعهم في موقع يتيح لهم تحديهم ومواجهتهم في أول فرصة سانحة، ومنعهم من الانتقال إلى ممارسة العنف.&
ويتسم هذا بأهمية بالغة لما قاله صادق خان، حين دعا المسلمين البريطانيين إلى إنهاء عزلتهم عن باقي المجتمع الذي يعيشون وسطه. فمنذ عقود يعيش كثير من مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 2.7 مليون مسلم وكأنهم جماعة منفصلة على هامش المجتمع وليس في قلب المدن البريطانية. &
وقال خان في هذا الشأن "إن كثيرًا من المسلمين البريطانيين ينشأون دون أن يعرفوا في الحقيقة أي أحد من أصول مختلفة. ونحن كنا نحمي حق الأشخاص في ان يعيشوا حياتهم الثقافية على حساب بناء حياة مشتركة". &
&
ترسخ التطرف
ويتركز مسلمو بريطانيا بأعداد هائلة في أحياء متميزة حيث كثيرا ما يعيشون ويتعلمون دون ان يعملوا أو يصادقوا أو يتزوجوا غير المسلمين. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن خان "ان هذا يخلق الظروف لترسخ التطرف".&
&وأكد خان في الكلمة نفسها أن اعتداءات باريس ارتُكبت "باسم ايديولوجيا سقيمة وشريرة، ونظرة بشعة، منحرفة إلى العالم، لا تمت بصلة إلى الاسلام الذي أعرفه".
وكان خان يرد على من يقولون إن ايديولوجيا تنظيم داعش، وتنظيم القاعدة لها جذورها في القرآن كالصلاة واللحم الحلال. وكما في حالة المسيحية والكتاب المقدس، فإن الأمر يعتمد على ما ينتقيه المرء من آيات قرآنية وقراءتها قراءة حرفية خارج سياقها التاريخي وظروف نزولها. وفي حين أن المسيحية كانت مسؤولة عن الكثير من سفك الدماء على امتداد قرون، بسبب القراءة الحرفية لكتابها المقدس في الغالب، فانها تطورت إلى دين آخر يقف ضد العنف من حيث الأساس. &وبحسب أصحاب هذا الرأي، فإن الإسلام لم يعرف مراحل التنوير والإصلاح الديني التي مرت بها المسيحية وصولاً إلى شكلها الحالي، بل ما زال أسير قيم العصور المظلمة ولهذا السبب انتعش التطرف في وقت يقبل العالم على القيم الليبرالية والديمقراطية للقرن الحادي والعشرين. &
ولكن ما قاله صادق خان عن ضرورة إنهاء عزلة المسلمين البريطانيين لعلاقة هذه العزلة بايجاد الظروف المناسبة للتطرف موقف يستحق الثناء، على حد تعبير صحيفة الديلي تلغراف.
&