رين: اصابت اسوأ اعتداءات تقع في فرنسا، الحياة في باريس باضطرابات عميقة، لكنها تركت اثرها في انحاء البلاد، حيث يعرب الناس عن تضامنهم في كل مكان تقريبا من المقاطعات وحتى في مناطق ما وراء البحار.

ففي الجنوب الغربي، تظاهر اكثر من 12 الف شخص السبت في تولوز "من اجل الحريات والسلام وضد الهمجية"، بعد 10 الاف شخص تظاهروا قبل اربعة ايام.
وشارك في التظاهرات التي تواصلت طوال الاسبوع، خمسة الاف شخص في ستراسبورغ (شرق) وخمسة الاف في سان-برياك (غرب) وثلاثة آلاف في دينان من اصل عدد سكان يبلغ 10 الاف شخص... وشمل التحرك ايضا قرى مثل سان-بيار-اغليز (شمال) حيث انصرف 600 من اصل 1700 شخص الى التأمل والصلاة.
&
ووصلت اصداء الصدمة الى تاهيتي في المحيط الهادىء. ووضعت عشرات الالاف من باقات الورود في بداية الاسبوع حول نصب الموتى في بابيت تكريما ل130 قتيلا وحوالى 350 جريحا في اعتداءات باريس.
وبعدما قامت هذا الاسبوع بجولة على المقاهي في عدد كبير من مدن الماطعات، لاحظت صحيفة ليبيراسيون السبت ان الفرنسيين بدأوا يستعيدون هدوءهم. وكتبت الصحيفة "في المكتب وفي المقهى وحولهما، يتصرف الناس بانتباه اكثر من المعتاد. يتصافحون ويتعانقون".
&
وفي ساحة الجمهورية في باريس التي تقاطرت اليها بعد اعتداءات كانون الثاني/يناير (17 قتيلا) اعداد كبيرة من الناس للتظاهر، وضعت كميات كبيرة من الزهور والشموع، وتحلق رجال ونساء واطفال حول اماكن مرتجلة من الشموع والزهور والرسائل الصغيرة والاعلام الثلاثية الالوان او رسوم اطفال...
وسار مئات من تلامذة المدارس في مانز او شارتر في وسط الغرب، في شوارع مدنهم اثناء التظاهرات. وكتبت باحرف وردية على ورقة رفعتها شابة "نحتاج الى كثير من الحب".
والشهادة الاخرى التي تلفت الانظار، اتت من جنوب فرنسا، حيث رفع مشجعون لنادي اولمبيك لكرة القدم في مارسيليا، لافتة كتبوا عليها "نحن باريس". وتنطوي هذه الخطوة على معان رمزية كبيرة لا يفهمها الا من يعرف المنافسة بين المدينتين.
وسيبث نشيد المارسييز في نهاية الاسبوع في الملاعب الرياضية قبل كل واحدة من مباريات بطولة الدوري الفرنسي لكرة القدم.
&
تداعيات منوعة
واستعادت المطاعم والحانات طوال الاسبوع زبائنها. اما بالنسبة الى المراكز التجارية الكبيرة، فالأمر اصعب، وتجارة المفرق التي تراجعت امام ما واجهته من منافسة من تلك المراكز منذ اكثر من عقدين في المدن الفرنسية، عادت الى سابق عهدها.
وغالبا ما تعتبر المتاجر الكبرى في فرنسا اهدافا محتملة للاعتداءات. وقد يكون تراجع اهميتها مرتبطا بالمخاوف على الصعيد الامني.
وكما في باريس، شهدت كبرى مدن الاقاليم تراجعا كبيرا لاستخدام وسائل النقل المشترك، وبدأ الناس يفضلون التنقل مجموعات على متن سيارات خاصة او عبر سياراتهم.
وفي كانون الثاني (يناير)، جدد الشعب الفرنسي تعلقه بقوات الامن التي تأثرت مباشرة بالاعتداءات وتمكنت من قتل المهاجمين الجهاديين ولم تتسبب في وقوع اضرار جانبية.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، اشتدت اواصر العلاقة مجددا. فبعض رجال الشرطة يقولون انهم شعروا بالتعاطف نفسه من الناس، ويتمثل بكلمة لطيفة وابتسامة لدى مرور دورية في شارع... وقال شرطي في بوردو (جنوب غرب) "يحبوننا من جديد".
وعلى الصعيد الثقافي في باريس ايضا، بقيت بعض النشاطات، مثل جولة المغنية البلجيكية سيلا سيو التي بدأت في نانت (غرب) حفلتها بأغنية "فليذهب الارهاب الى الجحيم"، لكن احتفالات اخرى قد ألغيت.
وهذا ينسحب على عيد الانوار في ليون (وسط شرق) الذي يضيء بداية شهر كانون الاول (ديسمبر) ويجتذب حوالى ثلاثة ملايين شخص. أما في رين (غرب)، فلا ينوي منظمو احتفالات ترانس موزيكال المقررة في بداية كانون الاول (ديسمبر)، الغاءها.
&