تعدّدت الأسباب والموت واحد بين لبنان وباريس، ويعتبر البعض أن المخطط واحد وكذلك الأهداف واحدة من وراء استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت وكذلك باريس.
بيروت: بين هجمات باريس الإرهابية وتفجيري برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، تعدّدت الأسباب والموت واحد، وقد كان بارزًا تضامن اللبنانيين مع الفرنسيين أمام الإرهاب الذي واجهوه لسبب بسيط وهو أن لبنان أكثر العارفين بلوعة هذا الإرهاب ومدى تفشيه فيه.
فماذا يقول المواطن اللبناني عن تفجيرات باريس وكيف يقارنها بتفجيرات لبنان؟
11 أيلول
يشير عماد كرم إلى أن هجمات باريس الإرهابية تشبه إلى حد كبير هجمات الحادي عشر من أيلول /سبتمبر من العام 2001 التي جرت في الولايات المتحدة الأميركية، غير أن الأداة اختلفت ففي الماضي كان الإرهاب يحمل عنوان القاعدة أما اليوم فالإرهاب إسمه "داعش".
وأسف كرم على كل الضحايا في فرنسا، لكنه أدرك أن المصاب أيضًا في لبنان لا يستهان به، وربما تكون فرنسا للمرة الأولى قد منيت بهذا الحجم من الإرهاب الذي يعيش تفاصيله يوميًا كل من لبنان والعراق وسوريا.
وأشار إلى أن هذا الأمر لا بد ان يشكل حافزًا لكل دول العالم من أجل الاتحاد وبحزم لمواجهة آلة الموت والدمار التي تنتقل من دولة إلى أخرى.
تعجب واستنكار
علي محسن إستعجب واستنكر كيف أن معظم اللبنانيين أبدوا أسفهم على تفجيرات باريس ولم يتأسفوا على تفجيرات برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، وتساءل ألا يجب أن يكون ولاؤنا للبنان أولاً وللبنانيين، بغض النظر عن أن الضحايا في فرنسا كما في لبنان يستحقون أن نأسف على أرواحهم البرئية وهم لا ذنب لهم بكل ما جرى، فهم أبرياء وقعوا ضحية الإجرام والإرهاب.
ورجّح محسن أن تكون الجهة التي خططت لتفجيري الضاحية هي نفسها من خططت لتفجيرات باريس، لأن الهدف واحد وهو زعزعة الأمن في مختلف بلدان العالم، وتعميق سياسة تخويف الناس من قبل المنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش.
ويلفت محسن إلى أن القوى الأمنية في لبنان ولفترة تقارب السنتين بقيت تحارب هذا الإرهاب وتقف له بالمرصاد، ولا بد أن تستجمع قواها من جديد من أجل صد أي هجمات إرهابية تتعرض لها أي منطقة من لبنان.
التضامن
فريد كنعان حيّا التضامن الذي تميز به الشعب اللبناني في الوقوف بوجه أي اختراق يراد به زرع الفتنة بين اللبنانيين، وأشار إلى تضامنه مع قتلى وجرحى لبنان وباريس وسوريا والعراق وفلسطين، لأن الألم واحد والمصاب هو نفسه في كل تلك الدول، ولا بد من تضافر دولي عربي وإقليمي، جدي هذه المرة في وجه أي اعتداء إرهابي في المستقبل، ولم يستبعد كنعان أن يتم استهداف مناطق أخرى في لبنان، بالإضافة إلى دول أخرى في العالم، طالما أن الإرهاب يجد له مكانًا وبيئة حاضنة تشعله وتجدد خلاياه.
وأشار كنعان إلى أن الإرهاب بدأ في الفترة الأخيرة باسقاط الطائرة الروسية ومن ثم تفجيرات الضاحية وباريس، من هنا لا بد من وقفة جماعية في وجهه، وإلا سوف يكتب له أن يتمدّد في مناطق وبلدان أخرى وحينها لن تتمكن كل الدول حتى لو كانت متضامنة في ما بينها من القضاء عليه، فهذا الإرهاب يشبه السرطان المتفشي الذي يجب القضاء عليه بأسرع وقت ممكن وإلا تمكن من القضاء على كل أصقاع العالم.
&
التعليقات