لا أحد يعرف شكل المسيح الحقيقي. أما من رسموه في لوحات عديدة فصوروه على شاكلة الرجال في مجتمعاتهم. واليوم اعتمد طبيب على تقنيات الطب الشرعي لتخيل وجهه الذي جاء مختلفًا للغاية.


ميسون أبو الحب: قام طبيب متقاعد بإعادة رسم وجه رجل عاش في عصر المسيح ومكانه باستخدام تقنيات الطب الشرعي ومعلومات من الانجيل.

واعتمد على هذه النتيجة ليتوصل الى ان شكل وجه المسيح مختلف تمامًا عن الشكل الذي صوره به فنانون كبار في عصر النهضة، وقبل ذلك في لوحاتهم الدينية حيث يظهر بشكل رجل اوروبي بعينين عسليتين وبشعر اشقر طويل ومنسدل على كتفه وبلون بشرة أشهب.

خبير الطب الشرعي هو رتشارد نيف، وقد قام بدراسة عدد من الجماجم التي تعود الى الفترة التي عاش فيها المسيح، وعثر عليها في المنطقة نفسها التي كان المسيح يعيش فيها وجاءت النتيجة كالتالي: كان المسيح عريض الوجه بعينين داكنتين ولحية كثة وشعر اسود قصير ومجعد وبشرة سمراء.

ويقول الدكتور نيف إن هذا الشكل كان السائد في المنطقة في فترة حياة المسيح.

لا معلومات

لا احد يعرف كيف كان شكل المسيح في الواقع ولم يتضمن العهد الجديد وصفًا واضحًا وكاملاً له، أما شكله الذي نراه في لوحات دينية وعالمية في كل مكان تقريبًا لاسيما في اوروبا، فنابع من المجتمع الذي يعيش فيه الفنانون والرسامون أو النحاتون، ويعتمد الامر ايضًا على خيال الفنان.

تخرج الدكتور نيف من جامعة مانشستر، وهو مؤلف كتاب "صناعة الوجوه: استخدام الطب الشرعي والادلة الآثارية"، وقد استخدم تقنية الطب الشرعي في صنع وجه والد الكسندر الكبير والملك فيليب الثاني من مقدونيا.

ومن اجل التوصل الى تحديد شكل المسيح، درس نيف التاريخ ودرس جماجم قديمة من فترة المسيح ثم صنع صورًا لها بثلاثة ابعاد بالكومبيوتر قبل أن يحولها الى جماجم بلاستيكية بدأ يغطيها بعد ذلك بطبقات من الطين لحين الوصول الى البشرة الخارجية والشعر، وهي الطريقة نفسها المستخدمة في الطب الشرعي للكشف عن هويات قتلى وضحايا جرائم يعثر على هيكلهم العظمي، وعلى جماجمهم ولا احد يعرف من هم، أو لمعرفة اشكال الانسان القديم بعد العثور على جماجمهم ايضا.&

النتيجة

يقول الدكتور نيف إن المسيح كان طوله 150 سنتمترًا وكان وزنه 50 كيلوغرامًا وكانت بشرته سمراء ولديه عضلات لانه كان نجارًا لحين بلوغه سن الثلاثين، وكان عريض الوجه بعينين داكنتين ولحية كثة وشعر اسود قصير ومجعد.

واعتمد نيف على ما ورد في انجيل بولس بالنسبة للشعر القصير، وهي الجملة التالية "الرجل إن كان يرخي شعره فهو عيب له".