يؤيد المجتمع اللبناني المسيحي بقوة التقارب بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون ورئيس القوات اللبنانيّة سمير جعجع، وينتظر وثيقة إعلان النوايا بينهما التي باتت قريبة.
بيروت: جديد الحوار بين القوات اللبنانيّة والتيار الوطني الحر كان تسليم رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون مساء أمس في الرابية من النائب ابراهيم كنعان، ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات ملحم رياشي، النسخة الجديدة المنقّحة من "إعلان النوايا" بالصيغة التي أخضعت للتعديلات الأخيرة التي وضعها رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع، فهل نشهد إعلانًا لتلك الوثيقة قريبًا، وما هي مفاعيلها على الساحة اللبنانيّة؟
يقول النائب طوني أبو خاطر (القوات اللبنانيّة)، لـ"إيلاف"، إن مرحلة الحوار بين رئيس القوات اللبنانيّة سمير جعجع، ورئيس تكتل التغيير&والإصلاح ميشال عون ليست بمرحلة سهلة، وجدول الأعمال الذي يتم البحث به شائك وطويل، وهما يتباحثان بمرحلة سابقة أي ما قبل الـ 2005، وكانت مرحلة سوداوية، وحتى بعدها لم تكن الأمور على ما يرام بين الفريقين، ويضعان اليوم الأسس من أجل إيجاد توافق بينهما، حتى لو لم يلتقيا على مبادىء وخطوط وطنيّة مشتركة، لكن على الأقل يقومان بتخفيف وهج ومن حدة التنافس بينهما بطريقة لائقة وديموقراطية.
أما النائب السابق سليم عون (التيار الوطني الحر) فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن لا تأخير في وثيقة إعلان النوايا بين عون وجعجع، وتشمل كل المباحثات الدقيقة، وتم تذليل الكثير من العقبات بينهما والنهاية للوصول إليها لم تعد بعيدة.
&
نتائج الوثيقة
إلى ماذا ستفضي وثيقة إعلان النوايا بين الفريقين؟ يعتبر أبو خاطر أن الوثيقة ستوصل إلى تفاهم سريع حول موضوع رئاسة الجمهوريّة، والعمل على تبيان بعض حقوق المسيحيين التي أغفلت، من خلال تغييب المسيحيين عن الساحة، ويحاول الفريقان أن يعيدا الدور المسيحي في الدولة، وهذا يصب في خانة إعادة بناء الجمهورية اللبنانيّة من جديد، وفي مرحلة أخرى يتم البحث بمسألة رئاسة الجمهوريّة بطريقة سلسلة ومن دون إشكالات.
ويلفت أبو خاطر إلى أنه في النهاية، الحرب اللبنانيّة تركت أوزارًا كبيرة على الشعب بمختلف أطيافه وتلاوينه، وبعد انتهاء الحرب، ضُمدت الجراح بين مختلف الأفرقاء ما عدا القوات اللبنانيّة والتيار العوني، من هنا لا مبرر أن تكون الإنقسامات بينهما على ما هي عليه، والشارع المسيحي سئم وملّ وأحبط من هذا التباعد القوي بين الفريقين.
ويتابع أبو خاطر"من الطبيعي أن يبرر كل فريق أمر التباعد، لكن محكوم علينا أن نعيش سويًا وهذه المرحلة، حيث الوضع المسيحي على المحك في الشرق ككل، فإلى أي مدى سنتلهى بأمور صغيرة أمام هول ما نشهده في المناطق المجاورة، لذلك يجب وضع أولويات للاتفاق".
أما عون فيرى أن الوثيقة ستتضمن نقاطًا مشتركة تم الاتفاق عليها ولمصلحة اللبنانيين والمسيحيين بصورة خاصة.
ويلفت إلى أن هذه الوثيقة ستذلل العقبات التي شهدتها الفترة السابقة بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح وبين رئيس القوات اللبنانيّة، وبحسب عون قبل أن تصدر الوثيقة نلمس نتائجها على الأرض، من خلال تخفيف الشحن وتغيير الخطاب السياسي على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي بين الفريقين، والأهم يبقى أن المجتمع المسيحي واللبناني إرتاح بعد الحديث عن لقاء بين عون وجعجع، والإحصاءات دلّت على وجود نسبة كبيرة من التأييد والارتياح في الشارع المسيحي لهذا الحوار.
&
انتخاب رئيس
هل من أمل بعد كل تلك الحوارات من انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان؟ يجيب أبو خاطر الجميع يأمل ذلك، ولكن الظروف الخارجيّة والداخليّة تعرقل هذه المسيرة.
يلفت عون إلى أن وثيقة إعلان النوايا إذا لم تؤدِ بالكامل إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة غير أنها ستفتح الباب أمام إمكانية الوصول إلى هذا الهدف.
و"تقوم بتسهيل الأمور، فهي شرط مسهّل وليست شرطًا كافيًا للوصول إلى رئيس للجمهورية اللبنانيّة".
&
عون أم جعجع للرئاسة
في حال تمت وثيقة إعلان النوايا بين عون وجعجع، هل يرضى جعجع بوصول عون إلى رئاسة الجمهوريّة، أو بصورة معاكسة هل يرضى عون بوصول جعجع إلى الرئاسة؟ يقول أبو خاطر إن جعجع صرّح مرّات عدّة بضرورة أن نجعل الاستحقاق ديموقراطيًا، من خلال انتخاب المجلس النيابي والقيام بوظيفته، وإذا انتخب عون سيقوم جعجع بتهنئته، ولا فيتو على الجنرال عون من قبل جعجع.
في هذا الخصوص يرى عون أن من سيصل إلى رئاسة الجمهورية يجب أن تكون لديه الحيثيّة، وتبقى رئاسة الجمهورية مفتوحة لأكثر من العماد عون وجعجع فهناك أمين الجميل (الكتائب اللبنانيّة) أيضًا وسليمان فرنجية (المردة)، ونريد شخصًا لديه حيثية، ولا نريد رئيسًا ضعيفًا.
ويتابع:" معاناتنا منذ التسعينات أن الفريق الآخر يعتبرنا شركاء له، لكن أين هي هذه الشراكة التي لا نلمس نتائجها على الأرض؟ لا نلمسها في قانون الانتخابات ولا في الحكومة ولا في مجلس النواب، ويجب أن تبدأ من رئاسة الجمهوريّة".
ويلفت عون إلى أن "هناك منافسة سياسيّة اليوم بيننا وبين جعجع والجميّل، ولكن الكل متفق إلى أنه من يصل من أي من المرشحين الأقوياء إلى رئاسة الجمهورية سيدعمه الجميع، لأن ذلك يشكّل ارتياحًا في المجتمع المسيحي".
&
&
&
التعليقات