قبل الرئيس التركي استقالة حكومة أحمد داود أوغلو& تمهيداً لتشكيل حكومة جديدة كاستحقاق دستوري غداة الانتخابات البرلمانية التي فشل فيها حزب العدالة والتنمية بتحقيق أغلبية تؤهله لتشكيل الحكومة.


نصر المجالي: استقبل رجب طيب إردوغان، رئيس الحكومة الذي قدم استقالته، وكانت نتائج الانتخابات أظهرت حصول حزب العدالة والتنمية الذي يقوده أوغلو على 40 في المئة من مقاعد البرلمان، وفشله في الحصول على أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده.

وسيكلف الرئيس التركي رئيس الحزب صاحب عدد المقاعد الأعلى في البرلمان، أو أي عضو في الحزب بتشكيل الحكومة التركية الـ 63، في حين سيتوجب على الحزب تشكيل الحكومة الجديدة خلال 45 يومًا، وفقًا للدستور التركي.

تحد حقيقي

ويواجه الحزب التركي الحاكم تحديا حقيقا في تشكيل حكومة ائتلافية، مع رفض الأحزاب المنافسة الأخرى الدخول في تحالف مع حزب الرئيس اردوغان لتشكيل الحكومة الجديدة.

ووجهت نتائج الانتخابات ضربة لطموحات إردوغان للفوز بصلاحيات جديدة كاسحة، فبدلا من أغلبية الثلثين التي كان يطمح إليها لتغيير الدستور وإقامة جمهورية جديدة يكون نظامها رئاسيا أخفق حزب العدالة والتنمية حتى في تحقيق أغلبية بسيطة رغم أنه ظل أكبر الأحزاب.

وتفتح هذه النتيجة الباب أمام أسابيع من الغموض السياسي مع تنافس الأحزاب على المشاركة في تشكيل ائتلاف بل ربما يصل الأمر إلى إجراء انتخابات مبكرة.

3 خيارات

وكانت وكالة (الأناضول) نقلت عن مراقبين قولهم إن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة، تنتظر تركيا في المرحلة القادمة، أولها تشكيل حكومة ائتلافية بين الأحزاب التي تمكنت من دخول البرلمان، والثاني تشكيل حكومة أقلية، والثالث التوجه إلى انتخابات نيابية مبكرة.

ونوه المراقبون إلى أن سيناريو تشكيل حكومة ائتلافية، هو السيناريو الأبرز في هذه المرحلة، لكون حزب العدالة والتنمية، صاحب أكبر عدد من المقاعد، لم يتمكن من الحصول على 276 مقعدًا، وهو النصاب اللازم لحصول الحكومة على ثقة البرلمان.

وأشار المراقبون إلى أن داود أوغلو سيجري مباحثات مع الأحزب السياسية الثلاثة الأخرى في البرلمان، (حزب الشعب الجمهوري، حزب الحركة القومية، حزب الشعوب الديمقراطي)، من أجل تشكيل الحكومة الجديدة. وفي حال عدم تمكن داود أوغلو من تشكيل الحكومة، يمكن لرئيس الجمهورية أن يكلف آخر بذلك.

مشاورات

وبدأت قيادة حزب العدالة والتنمية التركي اجتماعا لبلورة خطة عمل بعد الهزيمة التي مني بها الحزب بفقدانه الأغلبية لأول مرة منذ 13 عاما في الانتخابات التركية التي جرت الأحد.

وأفادت المصادر بأنَّ اللقاء سيبحث نتائج الانتخابات العامة وهو يأتي بعد اجتماع الاثنين لتقييم الانتخابات التشريعية الأخيرة، عقده رئيس الحزب داود أوغلو، في مقر الحزب في العاصمة أنقرة بحضور قيادات وأعضاء من اللجنة المركزية ووزراء الحزب، دون أن يخرج بأي تصريحات عن نتائجه.

ومن جهتها، بدأت الأحزاب التركية التي نجحت في الوصول إلى البرلمان في عقد اجتماعات على مستوى قياداتها لبحث نتائج الانتخابات وخيارات الأحزاب في المشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب العدالة والتنمية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن النتائج غير الحاسمة للانتخابات البرلمانية التركية تعني أن لا حزب يستطيع تولي الحكم منفردا.

موقف دمرداش

وإلى ذلك، قال صلاح الدين دمرداش، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي (الكردي)، إن على تركيا ألا تخاف من الائتلافات الحكومية لأن الدول تدار بهذه الطريقة، مطالبا حزب العدالة والتنمية بالتعامل مع حزبه بندية.

واعتبر مراقبون أن تصريحات دمرداش بدت وكأنها رسالة لأحمد داوود أوغلو بأنه مستعد للحوار بشأن المشاركة في الحكومة المقبلة.

وكان حزب الشعب الديمقراطي حصل على 13 في المئة من مقاعد البرلمان، ويمنحه هذا 80 مقعدا من مقاعد البرلمان التي تبلغ 550 مقعدا.