في توضيح لما جرى في إحدى قرى إدلب الدرزية، قالت التقارير إن الاشكال الذي حصل كان بسبب موالٍ للنظام السوري، وتطور إلى اشتباك راح ضحيته شبان ورجال من القرية، وأن النصرة لم تذبح 40 درزيًا كما شاع.

بيروت: تضخمت الأنباء الواردة من قرية قلب لوزة الدرزية في جبل السماق بريف إدلب، بعدما تناقلت بعض وسائل الاعلام، اللبنانية تحديدًا الموالية للنظام السوري وحزب الله، خبرًا عن قيام جبهة النصرة بذبح 40 شابًا وشيخًا من طائفة الموحدين الدروز في القرية، في مخطط واضح لتعميق أي توتر حاصل.

فردي وتطور

ونقلت محطة "أورينت نيوز" السورية المعارضة عن مراسلها في إدلب رواية لما جرى في قلب لوزة: "أهالي القرية اتفقوا مع جبهة النصرة على عدة بنود، منها تسليم البيوت التي يمتلكها شبيحة النظام النازحون من بقية المناطق، وتم قبول هذا البند من قبل أهل القرية ما عدا شخص واحد أبى تسليم منزل أخيه، فوقف على سطح منزله ومعه سلاحه، محذرًا عنصرين من النصرة من الاقتراب، فترك أحدهما سلاحه وصعد إليه ليقنعه سلميًا، فجاء عدد من رجال القرية وأخذوا السلاح الملقى على الأرض وأطلقوا عليه النار فقتل، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بينهم وبين عنصر النصرة الثاني. قتل في الاشتباك 7 من رجال القرية، ثم نقل ناشطون نبأ مقتل 20 شخصًا، قبل أن تصل تعزيزات من جبهة النصرة لضبط التوتر، وتمت إحالة القضية للمحكمة الشرعية، كما ترددت أنباء عن دخول حركة أحرار الشام وسيطًا".

معالجة الوضع

واستنكر الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، الذي يترأسه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، مقتل عدد من الدروز السوريين في جبل السماق بيد جبهة النصرة، نافيًا الأنباء عن تعرضهم لعملية ذبح. وصدر عن الحزب التقدمي الإشتراكي البيان الآتي: "تعليقًا على الأحداث التي جرت في إدلب وذهب ضحيتها عدد من الشهداء من أبناء طائفة الموحدين الدروز، يؤكد الحزب التقدمي الإشتراكي إستنكاره لما جرى وسعيه لمعالجة هذا الحادث مع المعارضة السورية، حيث أثمرت الاتصالات التي قام بها رئيس الحزب وليد جنبلاط مع فصائل المعارضة ومع قوى إقليمية فاعلة وموثرة، سعيًا مشتركًا لضمان سلامة أبناء تلك القرى، الذين وقفوا إلى جانب الثورة منذ إنطلاقتها وإستقبلوا النازحين في بيوتهم، وحرصوا أشد الحرص على الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب السوري".

أضاف البيان: "المعلومات التي تم الترويج لها مغايرة للحقيقة خصوصًا لناحية ما تم تداوله عن عملية ذبح تعرض لها الموحدون الدروز، ويوضح الحزب أن ما حصل هو إشكال وقع بين عدد من الأهالي في بلدة قلب لوزة في جبل السماق وعناصر من جبهة النصرة حاولوا دخول منزل أحد العناصر، الذي يعتبرونه مواليًا للنظام السوري، وقد تطور الإشكال إلى إطلاق نار أوقع عددًا من الشهداء. وتم تطويق هذا الإشكال ووضع حد له في إطار من التواصل والتعاون مع كل الأطراف الفاعلة والمعنية".

حملة تحريض

واستغرب بيان الحزب حملة التحريض المنظمة التي قامت بها بعض الأوساط السياسية والإعلامية بهدف تأجيج المشاعر وإذكاء نار الفتنة، ودعا المواطنين إلى عدم الأخذ بها لا سيما وأن ما يحصل، على جسامته، جزء من المعاناة التي يعيشها الشعب السوري،&الذي تعرض&لحرب طاحنة أودت حتى اللحظة بمئات الآلاف من أبنائه، وتهجير الملايين منهم إلى دول الجوار.

ودعا الحزب إلى التهدئة والتروي وعدم الإنجرار وراء الأخبار غير الصحيحة وغير الدقيقة في هذه المرحلة الحرجة التي قد ترغب أطراف عديدة خلالها أن تصطاد في الماء العكر.

هذا وقد نقل ناشطون أسماء 25 قتيلًا من أبناء قرية قلب لوزة، هم حيدر الشبلي، وبدرو الشبلي، وأحمد فخرو الشبلي، وثابت الشبلي، وفاخر الشبلي، ورشاد فيصل الشبلي، وخيرو ثابت الشبلي، وفخرو احمد الشبلي، وفرج الشبلي، ومنعم الشبلي، وﻻمع ثابت الشبلي، وانور مؤيد الشبلي، وأحمد محمد درة، ومحمد احمد درة، وميلاد رزق، ومنهل نزهت محمد، واحمد نزهت محمد، وملهم فارس، ومحمد شريف حسن، وميمون محمد حسن، وأيمن محمد حسن، ورشيد سعد، ونديم شاهين.

سقط

وفي سياق موازٍ، قال جنبلاط إن النظام في سوريا انتهى بعد سقوط اللواء 52 مدرعات، الذي سيطرت عليه قوات المعارضة أمس في الحراك بريف درعا. ومع سقوط مناطق شاسعة أخرى في شمال سوريا وغيرها من المناطق، صار واضحًا انتصار الشعب السوري وسقوط نظام بشار الأسد.

وقال جنبلاط في تغريدات له عبر صفحته على موقع "تويتر": "أبطال درعا انتصروا وتضحيات المناضلين والمناضلات في جبل العرب الذين واجهوا النظام انتصرت".

واستذكر جنبلاط صيف 2011 وفي احتفال العرفان في راشيا حين قال إن "أفراح الشعب السوري هي أفراحنا وأحزان الشعب السوري هي أحزاننا"، متوجهًا إلى أهل جبل العرب بالقول: "وحدها المصالحة مع أهل حوران وعقد الراية تحميكم من الأخطار".

وكان جنبلاط أكد في وقت سابق أن الأسد استنزف طائفته وأخذ بالعلويين إلى الهلاك، "وسفينة النظام بدأت تغرق ولولا إيران لسقط الأسد منذ وقت طويل". وأضاف في مقابلة مع قناة "فرانس 24" أن الأسد استنزف جيشه، وما من أحد يستطيع تعويم نظام الأسد الذي وقف في وجه الثورة السورية.