توصل فريق من العلماء من جامعة فاندربلت الى أن نهاية الكون ستكون بـ"الانهيار الكبير"، وفكرته تذهب إلى انه حتى مكونات المادة ستبدأ في النهاية بالانفصال عن بعضها البعض وسنرى كل الذرات تتفكك، ويمكن القول إنه سيناريو دراماتيكي". &
لندن: تقول النظرية المعترف بها اليوم إن كل ما نعرفه وما لا نعرفه، ظهر إلى الوجود بالإنفجار الكبير الذي كان بداية نشوء الكون. والآن أعلن فريق من العلماء الأميركيين، أنهم توصلوا إلى أدلة تبين كيف سينتهي الكون. وخلص فريق العلماء من جامعة فاندربلدت في ولاية تينسي إلى اننا سائرون نحو نهاية لا تقل إثارة عن البداية أطلقوا عليها اسم "الانهيار الكبير". &
ويشير النموذج النظري، الذي بناه العلماء إلى انه مع استمرار الكون في التوسع سيتحلل كل شيء، من المجرات والنجوم والكواكب والجسيمات الذرية إلى الفضاء نفسه، وانه يتفكك قبل أن يختفي من الوجود. &
الإنهيار
وأوضح الدكتور مارسيلو ديسكونزي عالم الرياضيات الذي قاد فريق الباحثين "ان فكرة الإنهيار الكبير تذهب إلى انه حتى مكونات المادة ستبدأ في النهاية بالانفصال عن بعضها البعض وسنرى كل الذرات تتفكك... في ما يمكن القول إنه سيناريو دراماتيكي". &
ولكن لا داعي للقلق فان هذا التسلسل من الأحداث الدراماتيكية لن يحدث قبل 22 مليار سنة من الآن.&
&
الانفجار والنهاية
وأصبح العلماء على اقتناع بأن الكون حقاً نشأ بالانفجار الكبير قبل نحو 13.8 مليار سنة، عندما بدأ برأس دبوس من الطاقة الكثيفة إلى حد لا يُصدق وأخذ يتوسع إلى ما هو عليه اليوم. &
ولكن نهاية هذا الكون ما زالت موضع سجال محتدم، وقال الدكتور ديسكونزي لصحيفة الغارديان "إن كل ما نعرفه بصورة مؤكدة أن الكون يتوسع، وأن معدل توسعه يتسارع وهذا هو الشيء الوحيد الذي نعرفه على وجه التأكيد".&
وتذهب النظرية الجديدة إلى أن هذا التعجيل، قد يزداد سرعة أكثر فأكثر إلى ان تتحرك كل نقطة في الفضاء منفصلة عن الأخرى بمعدل سرعة لا نهائي وعندها يحدث "الانهيار الكبير". &
وقال الدكتور ديسكونزي "ان العلماء يعرفون ما يعنيه ذلك رياضياً ولكن من الصعب ان نسبر غور ما يعنيه فيزيائيا". &
وتتوفر الأدلة على توسع الكون المتسارع من ملاحظة مستعرات عظمى (أو نجوم السوبر نوفا) بعيدة، وكلما زادت بعدا،ً بدت أكثر احمراراً بسبب تمدد الضوء المنبعث منها، أثناء انطلاقها في الفضاء متجهة صوبنا.&
ولتفسير هذا التسارع، قال علماء الكون إن السبب هو الطاقة الداكنة التي يُعتقد أنها تشكل نحو 70 في المئة من الكون. &
&
وقال البروفيسور كارلوس فرينك المختص بعلم الكون من جامعة درام البريطانية "انها طريق علماء الفيزياء للتستر على جهلهم بإعطائها اسما غامضا، فنحن ليس لدينا طريقة مقنعة فيزيائيا لتفسيرها". &&
&
صراع
ويعتمد استمرار توسع الكون في التسارع أو التباطؤ تدريجياً على نتيجة الصراع بين قوتين كونيتين متناقضتين هما الطاقة الداكنة التي تحاول توسيع الكون والجاذبية التي تدفع نحو انهياره. وقال الدكتور ديسكونزي "إن السؤال هو أيهما ستنتصر على الأخرى".&
وفي حال انتصار الجاذبية فان توسع الكون سيتباطأ في نهاية المطاف ويحدث ما هو عكس "الانفجار الكبير" الذي بدأ به نشوء الكون. &
ولكن العلماء يميلون الآن إلى وضع يُسمى "التجمد الكبير" حيث يستمر الكون في التوسع وفي النهاية ينمو إلى حد يصبح معه المتوفر من الغازات خفيفاً لا يكفي لتكوين نجوم ولا يبقى إلا حساء خفيف من الإشعاع. وفي النهاية سيبرد هذا كله إلى نقطة يفقد عندها الوقت كل معنى لأن لا شيء يحدث بعد ذلك.&
وتشير النظرية الجديدة إلى أننا سائرون نحو نهاية أعنف من ذلك متوقعة انتصار الطاقة الداكنة وبأكثر الطرق دراماتيكية. &
&
وأبسط طريقة لتصور هذه النهاية هي سيارة تزيد سرعتها 10 كلم بعد كل كيلومتر تقطعه ولكن معدل زيادة السرعة يرتفع تدريجياً إلى أن تصبح الزيادة 10 كلم لكل نصف كيلومتر ثم لكل ربع كيلومتر وبالتالي لكل متر. وفي النهاية ستنفصل مقدمة السيارة عن مؤخرتها وتتفكك المقدمة والمؤخرة نفسها.
وبحسب نظرية الانهيار الكبير فإن الطاقة الداكنة ستزداد قوة ويكون توسع الكون جامحاً بحيث يمزق الفضاء ـ الزمان وسيختفي الكون أمام انظارنا، ولكن البروفيسور فرينك من جامعة درام، أكد أن لا أحد يريد أن يكون موجودًا عندما يحدث ذلك.&
&
التعليقات