يفترض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يقضي اجازته الصيفية في بيت على شواطئ المحيط الأطلسي، لكن يبدو أن هم الاتفاق النووي مع إيران يرافقه حيث يمضي ساعاته بالاتصال بأعضاء الكونغرس الديمقراطيين تعبئة التأييد للاتفاق.
إعداد عبد الاله مجيد: يمضي الرئيس الأميركي باراك أوباما ساعات في الاتصال بأعضاء الكونغرس الديمقراطيين من بيت على شواطئ المحيط الأطلسي، حيث يقضي الاجازة الصيفية على ما يُفترض، محاولا تعبئة التأييد للاتفاق النووي مع إيران حين يجري التصويت عليه في ايلول (سبتمبر).
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول في البيت الأبيض طلب عدم كشف اسمه ان الرئيس أوباما يقول لأعضاء الكونغرس الديمقراطيين "إذا كنَت تؤيد الاتفاق فان بودنا ان تجعل تأييدك واضحاً، وإذا ما زالت لديك تحفظات فنريد ان نكون قادرين على الإجابة عن اسئلتك".
نداءات أوباما
وتأتي نداءات أوباما الشخصية في اطار تحرك منسق اوسع يقوم به البيت الأبيض مدعوما من ائتلاف منظمات مناهضة للحرب والأسلحة النووية بهدف اقناع الديمقراطيين الذين لم يحسموا موقفهم من الاتفاق النووي مع إيران بأن يصوتوا ضد محاولة الجمهوريين اجهاضه في الكونغرس.
وتقف في مواجهة المنظمات التي تدعم تحرك البيت الأبيض لتسويق الاتفاق النووي جبهة لا تقل تصميماً على معارضته تضم من بين منظمات اخرى "المبادرة الأمنية الأميركية"، لحث اعضاء الكونغرس الديمقراطيين على رفض الاتفاق.
ورصد الطرفان ملايين الدولارات لحملة دعائية من الاعلانات والرسائل والمذكرات والمنشورات وعقد اجتماعات عامة مع الجمهور لتحويل ما تشير الاستطلاعات إلى أنّه انقسام عميق بشأن الاتفاق إلى معارضة كافية لاسقاطه أو تأييد كاف لتمريره.
معركة صيفية ساخنة
ولاحظ مراقبون ان حملات الطرفين تمثل معركة صيفية ساخنة بين اللوبيات ليست معهودة في تاريخ المناظرات والسجالات التي تدور حول السياسة الخارحية الأميركية. وان نتيجتها قد تكون ذات تداعيات بالغة الأثر على تركة أوباما والسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
ويتركز الصراع على كسب اصوات الديمقراطيين بعد ان أعلن عضو مجلس الشيوخ جيف فلايك، الجمهوري الوحيد الذي كان مع الاتفاق، تراجعه عن موقفه والانتقال إلى جانب رافضي الاتفاق.
وتبدى السباق على اصوات الديمقراطيين بشكل ساطع في الرسالة المفتوحة التي وجهها نحو 36 جنرالا وادميرالا سابقاً يؤيدون فيها الاتفاق بوصفه "اشد الوسائل المتاحة فاعلية لمنع إيران من الحصول على اسلحة نووية".
حملة مضادة
وجاء الرد سريعاً بحملة اعلانات مضادة أطلقتها منظمة جديدة اسمها "المحاربون القدماء ضد الاتفاق" في تسع ولايات. ويظهر في الاعلانات جندي أميركي مصاب بعاهة نتيجة انفجار عبوة إيرانية الصنع في العراق.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المدير التنفيذي لمنظمة "المحاربون القدماء ضد الاتفاق" مايكل بريغيت قوله "نحن كنا الجنود على خطوط الجبهة لذلك نستطيع مواجهة الجنرالات الستة والثلاثين بأصوات محاربين يعرفون العدو". واضاف ان منظمته تريد ان تمنح اعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ فرصة التصويت ضد الاتفاق "بالقول ان هذه التنازلات تنازلات خطيرة".
كما تدعو المنظمات المعارضة للاتفاق اعضاءها إلى الاتصال مباشرة بأعضاء الكونغرس ومراسلتهم بالبريد الالكتروني وزيارتهم للتعبير مباشرة عن رفض الاتفاق.
التعليقات