أظهرت دراسة جديدة أن احتمالات موت الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الناطقة بالفرنسية والايطالية من سويسرا بسبب أمراض الكبد من جراء تعاطي الكحول أكبر من احتمالات موت مواطنيهم في الكانتونات الناطقة بالالمانية لهذه الأسباب.

لندن: تتوزع أسباب الوفاة في سويسرا حسب الناطقين بلغات كانتوناتها، حيث درس فريق من الباحثين في معهد الأمراض المدارية والصحة العامة في بازل بيانات من نحو 60 الف شهادة وفاة خلال الفترة الواقعة بين 2008 و2012. وبعد ان قام الفريق بتحليل التوزيع الجغرافي لأسباب الوفاة في سويسرا، بما في ذلك امراض السرطان والقلب والأوعية الدموية والزهايمر، وجد الباحثون اختلافات لافتة.

فغالبية الوفيات بسبب امراض الكبد وسرطان الرئة والانفلونزا والزهايمر حدثت في المناطق الناطقة بالفرنسية والايطالية من سويسرا في حين كان عدد الوفيات بسبب امراض القلب والأوعية الدموية والسكري أكبر في المناطق الناطقة بالالمانية. وتبين الأرقام ان امراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفيات في سويسرا عمومًا.

استهلاك الكحول!

وقالت صحيفة سونتاغز تسايتونغ السويسرية إن هذا التقسيم الجغرافي حين يتعلق بأمراض الكبد ليس مستغربًا. وصرح الباحث غيرهارد غميل من مستشفى لوزان الجامعي للصحيفة ان الاختلاف يعود الى ارتفاع استهلاك الكحول في غرب سويسرا، مشيرا الى ان الكحول مسؤول تقريبًا عن كل اشكال التلف في الكبد.

وتبين أحدث الاحصاءات المتوفرة ان سكان كانتون تيسينو الناطقين بالايطالية هم الأكثر استهلاكًا للكحول في سويسرا، وان 20.8 في المئة منهم يتناولون الكحول يوميًا.

وفي الكانتونات الناطقة بالفرنسية يعترف 14.7 في المئة بأنهم يشربون الكحول كل يوم بالمقارنة مع 8.2 في المئة يتناولونه يوميًا في الكانتونات الناطقة بالالمانية.

كما اشارت الدراسة التي اجراها اطلس الوفيات في معهد الأمراض المدارية والصحة العامة الى العلاقة بين سرطان الرئة والتدخين وانتشار الاثنين في الكانتونات الناطقة بالفرنسية من سويسرا.

التدخين

وجاء في الدراسة أن العامل الأشد خطورة للاصابة بسرطان الرئة هو التدخين مؤكدة أن التدخين في المناطق الناطقة بالفرنسية من سويسرا أوسع انتشاراً منه في الكانتونات الناطقة بالالمانية، وخاصة بين النساء.

ولكن الاختلافات الاقليمية لا تكون ظاهرة بهذه الدرجة من الوضوح حين يتعلق الأمر بالأشخاص الذين يتناولون الكحول بإفراط.

وقال الباحثون الذين اعدوا الدراسة أن إعداد اطلس للوفيات مهم لأنه يسلط الضوء على اسباب الخطر الأساسية التي قد تكون بيئية أو ثقافية اجتماعية أو ترتبط بالنظام الصحي. وان الدراسة تمكن السلطات من تحديد المناطق التي تحتاج الى اجراءات وقائية وتعديلات في انماط السلوك وبذلك المساعدة في تخصيص الموارد حسب هذه الحاجة.

ويبقى متوسط عمر الانسان في سويسرا بين الأعلى في العالم. إذ يبلغ 80.4 سنة للرجل و85.4 سنة للمرأة، بحسب منظمة الصحة العالمية.