أعلن رئيس الوزراء العراقي عن اتخاذ سلسلة اجراءات لملاحقة كبار الفاسدين واعتقالهم وتشكيل لجنة عليا لمتابعة محاربة الفساد وقال إنه سيعلن عن التغيير الوزاري قريبا.. مؤكدًا أن تنفيذ الاصلاحات لا يتم بفرض سياسة الامر الواقع وزعزعة أمن المدن في إشارة إلى الصدر موضحا انه سيعلن قريبا عن تغيير وزاري جوهري.

لندن:&أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي في كلمة وجهها إلى العراقيين مساء الاربعاء وتابعتها "إيلاف"ان& "سننفذ التغيير الوزاري الجوهري قريبا وسنعرض أسماء وزراء مهنيين وأكفاء لشغل الحقائب الوزارية التي يشملها التغيير وفق الأُطر الدستورية وبما يؤكد الشراكة السياسية بين مكونات الشعب وممثليه الشرعيين" في إشارة إلى مجلس النواب.

وأضاف أنه "ضمن حزمة الاصلاحات وضعنا برنامجا لإتاحة الفرصة لأصحاب الخبرات والمهنيين للترشح للمناصب الخاصة والعليا، كما سنجري تغييرات في الهيئات المستقلة لجعلها مستقلة فعلا وتدار من قبل مهنيين أكفاء ومستقلين".

عهد بتنفيذ الاصلاحات خطوة بعد أخرى

وخاطب العراقيين قائلا "اليوم اناشدكم في هذه الظروف الحساسة والخطيرة التي يمر بها العراق وتمر بها المنطقة والتي تتطلب موقفا موحدا، واذكركم يا ابناء شعبنا العزيز بأن لكم ابناء غيارى يواصلون الليل بالنهار لحمايتكم وصد الخطر عنكم ويخوضوا معارك شرسة ضد الارهاب الداعشي في الجبهات، ويسطر المقاتلون في الجيش والشرطة والحشد الشعبي والمتطوعون من ابناء العشائر اروع الملاحم والانتصارات وهذه معركة مستمرة وتنتظر منكم الدعم المعنوي والاسناد".

وأضاف أنه في هذه الظروف يجب ان نوحد جهودنا وطاقاتنا لدعم مقاتلينا الابطال وعدم خذلانهم وأن &لاننشغل في اية معركة جانبية تؤثر سلبا على ادامة زخم المعارك ضد الارهاب وتشتيت الجهد الامني.
يعلم الجميع انني أول من اطلق مشروع الاصلاحات وعملت بها منذ بداية تسلمي رئاسة الحكومة وما زلت عند عهدي اتابع تنفيذها خطوة بخطوة، وهي ليست سهلة كما يتصور البعض بل هي معركة اخرى نخوضها في ظل تهديد أمني خطير وفساد كبير ووضع مالي واقتصادي خانق نتيجة الانهيار المفاجئ لأسعار النفط.

سلسلة إجراءات لملاحقة كبار المفسدين واعتقالهم

وأوضح قائلا "اتخذنا سلسلة إجراءات لملاحقة كبار المفسدين واعتقالهم وتشكيل لجنة عليا لمتابعة محاربة الفساد وتنسيق الجهود بين مختلف المؤسسات المعنية بمكافحة الفساد" لكنه لم يوضح طبيعة هذه الاجراءات. وشدد بالقول "لا يمكن أن اسمح أبدا بالمظاهر المسلحة خارج نطاق الدولة وتهديد أمن المواطنين والتجاوز على نقاط التفتيش ومرور المسلحين من خلالها".

واشار إلى أنّ "تنفيذ الإصلاحات لا بد أن يتم بالتعاون وليس من خلال فرض سياسة الأمر الواقع وزعزعة أمن العاصمة الحبيبة بغداد وأمن باقي المحافظات".. محذرا من أن "زعزعة أمن المواطن مرفوض ولن نسمح به مطلقا لا سيما واننا نعيش أيضا تحت تهديدات الإرهاب وعصاباته المجرمة وبقايا النظام السابق".

لا للمظاهر المسلحة

وشدد العبادي بالقول "بصفتي القائد العام للقوات المسلحة والمسؤول الاول عن أمن المواطن لا يمكن ان اسمح أبدا بالمظاهر المسلحة خارج نطاق الدولة وتهديد امن المواطنين والتجاوز على نقاط التفتيش ومرور المسلحين من خلالها، ومن واجبنا اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع ذلك والحفاظ على الجهد الأمني الذي يجب ان يوجه ضد الارهاب وأن لا يضيع هنا او هناك".

وقال "أسأل الباري عز وجل ان يعيننا على حماية العراق وشعبه وتخليص الوطن والمواطنين من شر الارهاب وان يمكننا من تلبية تطلعات وطموحات شعبنا العزيز، ونجدد عهدنا ووعدنا بتحرير جميع اراضي العراق ومدنه المغتصبة والحاق الهزيمة النهائية بداعش". وتعهد بتحقيق الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي "تصبون اليها، ونجدد مطلبنا ومناشدتنا لكم جميعا بالوحدة والتعاون والتحلي بالمسؤولية تجاه العراق وأمن ومصالح شعبه".

جيش من الفساد

وأوضح "انني وكما تعلمون اتحمل مسؤوليات جسيمة كقائد عام للقوات المسلحة إلى جانب قيادة الحكومة والعمل التنفيذي في الدولة التي تواجه وضعا اقتصاديا وماليا معقدا ونقصا في الايرادات، كما نواجه جيشا من الفساد والمفسدين وقد اتخذنا سلسلة اجراءات لملاحقة كبار المفسدين واعتقالهم وقدمنا الدعم اللازم لأجهزة القضاء والنزاهة والرقابة ليقوموا بدورهم بكل حزم وقوة، وتنفيذاً لذلك شكّلنا لجنة عليا لمتابعة محاربة الفساد وتنسيق الجهود بين مختلف المؤسسات المعنية بمكافحة الفساد ووفق الأُطر القانونية والدستورية وتوفير جميع المستلزمات التي تُسهم في نجاح مهمتهم بما في ذلك التشريعات والتعليمات الضرورية واللازمة".

ضمن حق التظاهر

وأكد العبادي موقفه "الثابت بضمان حق التظاهر السلمي وفق السياقات القانونية وضمن الأماكن المحددة من قبل الأجهزة الأمنية.. وقد قلنا للمتظاهرين منذ البداية نحن منكم ومعكم في خندق واحد ولسنا في خندقين". وأشاد رئيس الحكومة بالانضباط العالي واليقظة التي يتحلى بها منتسبو الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية المتظاهرين إلى جانب واجبهم الأساسي بحفظ الأمن والتصدي للإرهابيين في الجبهات وداخل المدن". واوضح بالقول ان "الحكمة ليست ضعفا كما يتوهم البعض ويخطئ في حساباته وإنما تقدير للأمور وإحساس عال بالمسؤولية وحساب دقيق وقراءة متعلقة بالنتائج وتغليب للمصلحة العليا للبلد".

وقال "اننا واثقون من تحقيق الانتصار على الارهاب والفساد وسننجح بتجاوز الأزمة المالية، وقد اتخذنا الاجراءات الكفيلة والمعالجات اللازمة للتغلب عليها".

ويوم الاثنين الماضي هاجم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التحالف الشيعي الحاكم واجتماع قادته في كربلاء الاحد كاشفا عن رفضهم لحكومة التكنوقراط وميلهم لحكومة حزبية متبرئا من البيان الختامي للاجتماع مؤكدا انه لا يمثله. واكد انه لاحظ ان بعض المجتمعين لم يكن على اطلاع بمعاناة الشعب "وقد وضحت لهم ذلك ولكن لا جواب".. وأوضح أنه سمع أن للعبادي مشروعًا شاملًا للإصلاح سيطرحه على الاجتماع "لكني لم ارَ ولم اسمع اي شيء منه".

وكان مئات الآلاف من انصار التيار الصدري تظاهروا في 26 من الشهر الماضي في ساحة التحرير وسط بغداد بحضور الصدر دعماً لمشروعه الاصلاحي الذي دعا فيه إلى تشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن حزب السلطة والتحزب العبادي وفريق سياسي يضم سياسياً وطنياً مستقلاً وقاضياً معروفاً بحياديته مهددا بسحب الثقة من الحكومة في حال عدم تنفيذ المشروع خلال 45 يوماً.