أكد محتجون عراقيون أن رئيس الوزراء الفعلي حاليًا ليس حيدر العبادي، بل نوري المالكي رئيس الوزراء السابق، مشيرين إلى أن العبادي خاضع للمالكي تمامًا، ويؤتمر بأوامره، لذلك هو لا يسعى إلى الإصلاحات الحقيقية، بقدر ما يعتمد على عامل الوقت للحفاظ على المالكي من أي ضرر يصيبه.
&
بغداد: تؤكد الاعتصامات التي ينظمها المواطنون العراقيون الآن حول (المنطقة الخضراء) وسط بغداد عن حقيقة التسويف الذي يمارسه رئيس الوزراء حيدر العبادي منذ ثمانية اشهر. وأكد العديد من المحتجين والمعتصمين انهم يعرفون أن امر العبادي ليس بيده، بل بيد رئيس حزبه (الدعوة) نوري المالكي الذي لا يزال يملي على العبادي ما يريده، وهو الذي يقود العملية السياسية، لأن المالكي لا يريد للمكتسبات التي حققها لنفسه ولحزبه ان تتضرر، لاسيما أن الشعب في تظاهراته كان يهتف ضد المالكي، فضلًا عن انه لا يريد ان يفقد السلطة التي فقدها بسبب انقلاب التحالف الوطني ضده. &
&
تنفيذي فحسب
وقال العديد من المحتجين إنهم يعرفون أن المالكي مستعد لقمع التظاهرات والاعتصامات، وانه قد اعطى اوامره للعبادي باستخدام القوة، لكن القوات الامنية رفضت، وهو ما ادى الى تجميد قائد عمليات بغداد عبد الامير الشمري.&
&
التقت "إيلاف" العديد من المعتصمين الذين اشاروا بوضوح إلى أن من يقود الحكومة هو المالكي، وان العبادي مجرد منفذ لاوامر المالكي. واكد المعتصمون انهم تعمدوا ان يهتفوا ضد المالكي لكونهم يعرفون انه الذي يتحكم بالعبادي، ومن الهتافات التي ذكرها المحتجون (يا مالكي شيل ايدك... جيش والشعب ما يردك) و (دوري يا دنيا دوري العبادي يشبه نوري) او (يا بغداد ثوري ثوري.. خلي عبادي يلحق نوري) او (المالكي والعبادي وجهان لعملة واحدة).&
&
المالكي هو السبب
فقد اكد المحتج علاء جاسم، موظف حكومي، ان المالكي وراء تلكؤ الاصلاحات. وقال: نحن نعرف ان العبادي لا يمكنه التخلي عن حزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي، لذلك فالعبادي خاضع تمامًا لتوجيهات المالكي، ولا يمكنه ان يخالف اوامره، لانه لا يريد ان يخرج من عباءة حزب الدعوة.
&
اضاف: الاصلاحات ليست في مصلحة المالكي، لذلك وقف العبادي بالضد من المرجعية الدينية ومن الجماهير طوال ثمانية اشهر، ولم يسمع التذمر، لانه لا يسمع سوى المالكي، الذي يملي عليه كل شيء، باعتبار حزب الدعوة هو الخيمة للعبادي والمالكي والآخرين، الذين اصبحوا اثرياء واصحاب عقارات في الخارج واصحاب اموال طائلة، ومنهم العبادي نفسه، الذي يفكر بمصلحته اكثر من مصلحة الشعب.
&
وتابع: نحن كمحتجين لا نرجو من العبادي شيئًا صالحًا ما دامه لا يسمع سوى المالكي الذي كان السبب في خراب العراق.
&
ولي نعمته&
اما المتظاهر جوار رسن، كاسب، فقد اكد أن مشكلة العراق الحقيقية تكمن في المالكي، وقال: "منذ الصيف الماضي والناس تتظاهر وتحتج على سوء الخدمات والفساد، ولا نسمع من حيدر العبادي غير الكلام الذي يخدر به الشعب، لكنه لم يقدم أي شيء ملموس، وصارت لدينا قناعة بأن العبادي يكذب على الشعب وأنه رجل ضعيف الشخصية ولا يصلح لان يكون رئيس وزراء للعراق".
&
اضاف: العبادي ضعيف، وهو يعرف نفسه أنه كان يخشى من رئيس حزبه المالكي، ويقف امامه ضد تلميذ في الابتدائية ظلم معلمه، فالمالكي لا يريد للعبادي ان يقدم الاصلاحات الحقيقية، بل ان يبقي الحال كما هي عليه، ومن سيئ الى اسوأ.&
&
مثلا اللجنة التي شكلت لمعرفة اسباب سقوط الموصل قالت إن المسؤول الاول هو المالكي، فهل تعتقد ان العبادي يمكنه ان يعاقب ولي نعمته؟، بالتأكيد لا، لذلك لا يمكن للعبادي ان ينفذ الاصلاحات.
&
وتابع: هل تعرف لماذا أقال العبادي قائد عمليات بغداد؟، لانه رفض اوامر العبادي بقمع الاعتصامات، هذه الاوامر كما يعرف الجميع صادرة من المالكي ويتكلم جميع اعضاء حزب الدعوة عن تطبيق النظام لانهم يخشون الاعتصامات.
&
متهمان بالفساد
من جانبه، اعرب احمد عبد الكاظم، طالب جامعي، عن تشاؤمه بالاصلاحات، ما دام المالكي موجودًا، فقال: كل من يقول لك إن العبادي ينفذ الاصلاحات قل له انت كاذب، فالعبادي والمالكي دفنا السر معًا، كما يقول المثل، والاثنان متهمان بالفساد وخراب العراق، لذلك هما لا يعملان للاصلاح، وهذا ما يجعل المالكي هو المسيطر على العبادي، وهو الذي يعطيه الاوامر، والا لو كان العبادي مخلصًا للشعب لتخلى عن حزبه، ولسمع كلام المرجعية، لكن العبادي لا يسمع سوى صوت المالكي، واعتقد ان هذا بسبب ان المالكي يحتفظ بملفات فساد عن العبادي يهدده بها.
&
واضاف: المالكي لا يريد الخير للعراق، والدليل خطابه قبل ايام الذي قال فيه (السلاح بالسلاح والرجال بالرجال) وهذا يعني انه مستعد لاسالة الدماء من اجل كرسي الحكم ومن اجل ألا يفضح احد مفاسده.
&
المالكي يستفرد بالحكم
الى ذلك اكد الكاتب والاعلامي مهدي العامري، ان المالكي صاحب فضل على العبادي، لذلك العبادي يرد الفضل له بطاعة اوامره، وقال: من سخط النظام البرلماني في العراق أن رئيس الكتلة في البرلمان هو من يدير دفة وزرائه، وآخرين يتولون مناصب رفيعة في الدولة، ان النظام البرلماني في العراق سن سننًا سيئة لكونه نظامًا ﻻحزاب تتوزع فيها موارد الدولة، وﻻ يوجد من يحاسبه، ويعتبر نفسه فوق السلطات اﻻخرى.
&
واضاف: رئيس كتلة دولة القانون ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي فازت قائمته في اﻻنتخابات الماضية لم يحصل على رئاسة الوزراء بعد انقلاب التحالف الوطني عليه، واخرج من اللعبة السياسية، لكنه اﻻن هو من يسير رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، وهو من رشحه بنفسه لتولي المنصب، بعدما اشترط عليه التحالف الوطني بتقديم مرشح آخر عن قائمته.
&
وتابع: ان المالكي صاحب فضل كبير على العبادي الذي لم يحصل على اﻻصوات الكافية لدخول البرلمان وآخرين غيره، لذلك المالكي اليوم يستفرد بقرارات الكتلة، ويعتبر نفسه الزعيم اﻻوحد، وان مؤامرة قد حيكت لسحب بساط رئاسة الوزراء من تحت قدميه، ويرى انه اﻻحق برئاسة الوزراء دون غيره.
&
سيطرة واضحة&
اما المحلل السياسي علي رستم فقد اكد على سيطرة المالكي على العبادي، وقال: بعد الأحداث الاخيرة المتمثلة بالاعتصامات، صدر بيان لائتلاف دولة القانون بامضاء المالكي وحضور العبادي وقيادات من الدعوة كان عبارة عن رد فعل يرفض أي مواقف تتعارض مع سياساته وقناعاته، وهذا يذكرنا بمواقف المالكي حين كان رئيسًا للوزراء، لكن يبدو أن الأزمة أو الانشقاق في التحالف حصل بعد رفض الصدر طلب &قيادات الدعوة بانسحابه من الاعتصامات، وكذلك رفض السيستاني استقبالهم.
&
واضاف: العبادي قراره حزبي، وهو ضمن ائتلاف زعيمه المالكي، وهناك تهديدات كثيرة باستخدام قوات خاصة تم تدريبهم لسنوات في فض الاعتصامات. أما ما يطرح من إصلاحات فالتسويف واضح فيها، لاسيما بعد تصريح علي الأديب بأن لا وزراء للدعوة في الحكومة.
&
وتابع: موقف العبادي ومنذ تسلمه الحكومة ثابت في الوفاء لزعيم كتلته نوري المالكي، لذلك العبادي لا يستجيب لنداءات الآخرين بترك حزب الدعوة والسبب يكمن في المالكي، الذي لديه سطوة على العبادي، انا اعرف أن هناك خلافات بين العبادي والمالكي.. وخاصة في بداية تشكيل العبادي لحكومته.. لكن القرار بعد التحولات الكبيرة في التغيير تغيّر، وعاد العبادي إلى حاضنة ائتلافه.
&
وأوضح: نفوذ المالكي على الحشد الشعبي هو من يجعل إعادة الأمور إلى إدارة الحكومة بيد المالكي.. وحضوره في المشهد دليل قاطع بفرض سياساته السابقة للحد من توسع الاعتصامات ومنع دخول المعتصمين للمنطقة الخضراء، ما يشكل نهاية حكم الدعوة، لذلك فالقرارات الان للمالكي، وليست للعبادي.
&