أعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال، عقب هجمات بروكسل يوم الثلاثاء، "أن ما كنّا نخشاه حدث". والآن تبحث الأجهزة الأمنية عن المخططين بعد اشتباهها في بعض المنفذين وتوقيفهم في العاصمة البلجيكية.&

&
بروكسل: اعلن تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" مسؤوليته عن الهجمات التي اوقعت عشرات القتلى والجرحى، ولكنه لم يقدم أي تفاصيل أو اسماء قد تساعد على التحقق من صحة اعلانه.&
&
نوعية جديدة
لكن هذا ليس غريبًا. فسمات المخطط الذي اتبعه منفذو الهجمات تشير الى توقيع داعش، والادعاء العام البلجيكي أكد ان انتحاريين نفذا اثنين من التفجيرات الثلاثة على غرار هجمات باريس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حين كان عدد من المنفذين يرتدون احزمة ناسفة.
&&
كما ينظر المسؤولون الأمنيون في احتمال أن تكون هجمات بروكسل ردًا على اعتقال صلاح عبد السلام، أحد المشتبه بهم في هجمات باريس. وأُلقي القبض على عبد السلام يوم الجمعة الماضي في حي مولينبيك، الذي ينشط فيه متطرفون اسلاميون، وفيه عاش عبد الحميد ابا عود مدبر هجمات باريس.
&
وإذا تأكد ادعاء داعش بالمسؤولية عن هجمات بروكسل، ستكون هذه&المرة&الاولى التي&تتمكن فيها خلية "جهادية" من تنفيذ هجمات متعددة في اوروبا. ونقلت مجلة شبيغل اونلاين الالمانية عن مسؤول أمني الماني قوله، "حين يتعلق الأمر بالسرعة والترابط والتصميم، فإننا يمكن أن نجد أنفسنا في مواجهة نوعية جديدة من الارهاب الاسلامي".
&
هوية "الارهابيين"
صورت كاميرات المراقبة في المطار ثلاثة رجال، اثنان يرتديان سترتين سوداوين وقفازات على اليد اليسرى. وقال مصدر في الشرطة انهما شقيقان يدعيان خالد وابراهيم البكراوي. والثالث يرتدي سترة بنية فاتحة اللون وقبعة داكنة اللون. قيل لاحقًا إنه قد يكون نجم العشراوي.
&
وكان داعش زجه تهديدات متكررة في السابق باستهداف سياسيين ومؤسسات في بلجيكا. وفي ايار/مايو 2014 نُفذ هجوم على المتحف اليهودي في بروكسل.&
&
وتحاول الشرطة والاستخبارات البلجيكية منذ سنوات السيطرة على نشاط الاسلاميين في بلجيكا. لكن المشكلة اكتسبت حجمًا هائلاً. وبالمعايير النسبية، فإن عدد "الجهاديين" الذين توجهوا الى سوريا من بلجيكا يزيد عددهم مقارنة بأي بلد اوروبي آخر. &
&
عائدون من سوريا
ويقدر المسؤولون ان زهاء 500 "ارهابي ـ سياحي" انضم الى "الجهاد" من بلجيكا، البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، وان نصف الذين عادوا الى بلجيكا من سوريا يُعدون اشخاصًا مستعدين للمشاركة في اعمال عنف. &
وشهدت المانيا، البالغ عدد سكانها 81 مليون نسمة، مشاركة 800 شخص منها في الجهاد في سوريا. لكن حتى في المانيا بقدراتها الأمنية والاستخباراتية الكبيرة، القى حجم التهديد "الارهابي" اعباء على الجهاز الأمني، ما دفعه الى العمل بأقصى طاقته، بل العمل فوق طاقته.&
&
الشركاء المحتملون
قال محققون إن عبد السلام ربما عمل بمساعدة متعاونين أو شركاء في المجر والمانيا. ففي اوائل ايلول/سبتمبر استأجر عبد السلام سيارة في بودابست لينقل بها اثنين من المتآمرين الى بلجيكا. وكان الاثنان يحملان اوراقًا بلجيكية مزورة، احدهما نجم العشراوي (24 عامًا) الذي ما زال هاربًا. وعثر خبراء الادلة الجنائية لاحقًا على الحمض النووي الخاص به في شقة في بروكسل، وجدوا فيها ايضا آثار متفجرات من النوع الذي استُخدم في هجمات باريس. &
&
وبحسب معلومات حصلت عليها مجلة شبيغل اونلاين، فإن عبد السلام نقل ايضًا امين شكري ورجلين آخرين في مدينة اولم الالمانية في اوائل تشرين الأول/اكتوبر الماضي، ويُرجح انه أوصلهم الى بروكسل.
&
ويريد المحققون استجواب شكري بصفة خاصة، لأنه ترك بصمات اصابعه في شقة في بروكسل، كان بحوزة مستأجرها فيلم يثير القلق، طوله 10 ساعات، صورته احدى كاميرات المراقبة، ويظهر فيه الباب الأمامي لمنزل يسكنه مسؤول يعمل في منشأة نووية بلجيكية. &
&
اثار الفيلم على الفور مخاوف الأجهزة الأمنية، متساءلة إن كان "الجهاديون" يحاولون وضع يدهم على مادة مشعة. ومما يدعو الى مزيد من القلق انه تساؤل لم يلقَ اجابة حتى الآن. &&