يحتشد الآلاف من أبناء محافظات جنوب اليمن، اليوم الأحد وغدًا الاثنين، في فعاليّة "مليونيّة تقرير المصير" في مدينة عدن، العاصمة اليمنيّة الموقتة.

إيلاف من عدن: توافدت جماهير الجنوب من محافظات (لحج - ابين - الضالع - شبوة - حضرموت - المهرة وسقطرى) في أكبر تظاهرة شعبية جنوبية، تزامنًا مع مشاورات الكويت بين وفدَي الحكومة اليمنية والمتمرّدين.

ويرفع المتظاهرون في عدن شعارات مطالبة باستقلال جنوب اليمن عن شماله، وحقّ تقرير المصير لشعب الجنوب.

وتأتي هذه التظاهرات الجنوبية بعد نحو ربع قرن من الزمن على الوحدة الاندماجية بين الجمهورية العربية اليمنية في الشمال وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب، ليشكّلا الجمهورية اليمنية.

غير أنّه لم تمضِ إلاّ أربع سنوات حتّى نشبت خلافات حادة بين الشمال والجنوب، الأمر الّذي جعل الشمال يستخدم قوّته العسكرية وسلطات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في اخضاع الجنوب بالقوة العسكرية في حرب عام 1994.

وعلى الرغم من سيطرة الشمال تلك، إلا أنّ الجنوبيين ظلوا يرفضون ما أسموه (الضم والإلحاق)، وتفجّرت عدة ثورات وانتفاضات شعبية، كان أهمّها&ثورة الحراك الجنوبي التي انطلقت في العام 2007، وما زالت مستمرة.

واستطاع الجنوب في العام الماضي، وبمساعدة دول التحالف العربي هزيمة الغزو الذي شنته قوات الشمال المتمثلة في قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي الانقلابية.

"إيلاف" استنطقت عددًا من النشطاء الجنوبيين لتسليط الأضواء على تظاهرة عدن.

قضية الجنوب أوّلا&

أكّد الكاتب والمحلّل السياسي منصور صالح أن الجنوبيّين - ابناء محافظات جنوب اليمن - يدركون أن المجتمع الدولي يبذل خلال هذه الفترة جهودًا لِوقف الحرب في اليمن، ورعاية تسوية سياسية، لمعالجة وحلحلة بعض المشكلات اليمنية والتي يأتي منها بل وفي مقدمتها قضية شعب الجنوب، وربما قد تحدث تلك التسوية أو يؤسس لها من خلال المشاورات التي ستنطلق في دولة الكويت الشقيقة في الثامن عشر من نيسان (أبريل).

وأضاف منصور في حديثه لـ "إيلاف" قائلا: "الجنوبيون،&وانطلاقًا من ثقتهم وإيمانهم بحرص الأشقاء في دول التحالف العربي على استقرار الجنوب واليمن والمنطقة وأمنها، خصوصًا&وهم من قدّم المال والرجال إلى جانب المقاومة الجنوبية حتى ظهور معظم محافظات الجنوب من الوجود المليشياوي لعصابات الحوثي وصالح، ومن ساندهم من القبائل والتجمعات الإرهابية، لكل ذلك فإنهم يرون أن من الأهمية تجديد مخاطبة المجتمع الدولي والأشقاء في دول التحالف، لينهضوا بواجبهم في مساعدة شعب الجنوب حتى ينال حريته واستقلاله، وفق خارطة طريق آمنة للجميع، باعتبار أن هذا المطلب غير قابل للمساومة أو التنازل، وأنّه قرار شعب وليس مكوّن أو جماعة من الناس".&

وقال منصور إنّ الجنوبيين سيحرصون في هذه الفعالية على التأكيد للمجتمع الدولي وللأشقاء في التحالف أنّ القضية الجنوبية هي حجر الزاوية التي ينبغي أن تبنى عليها أي تسوية لمشكلات اليمن، وأنه في حال تجاهلها فإنه لن يكون هناك لا أمن ولا استقرار في اليمن وفي المنطقة الإقليم والعالم، وذلك بالنظر إلى الموقع الجغرافي الهام للجنوب، وتحكمه في أحد خطوط الملاحة الدولية.

تقرير المصير&

وأشار إلى أنّ الرغبة في حل مشكلات اليمن حلاّ نهائيًّا لا ينبغي أن تتعارض مع مطالب ورسائل هذه المليونية مع أي توجهات، إلاّ إذا كانت هذه التوجهات تصر على مصادر حق وقمع إرادة شعب بأكمله يطالب بالسيادة على أرضه والاستفادة من موارده وثرواته، مشيرًا إلى أنّه لن يعارض مضمون هذه المليونية ومطالبها، إلاّ من له مصلحة في استمرار نهب ثروات هذا الشعب وسلبه&وإذلاله والوقوف ضد حقه في إقامة دولته.

واختتم الكاتب والمحلل السياسي منصور صالح حديثه لـ "إيلاف" قائلا: "إن حق تقرير المصير واحترام الإرادة الشعبية حق أصيل في المواثيق الدولية، وجرى احترامه وتطبيقه في بلدان عدّة ولصالح مجتمعات لم تكن دولاً في الأصل، كما هي حال الجنوب الذي يسعى لاستعادة دولته ناهيك عن كونها تعيش أوضاعًا إنسانيّة وتنمويّة أفضل بكثير مما يعيشه شعبنا الذي يعاني الفقر، على الرّغم من ثرواته التي يستأثر بها ناهبو الشمال.&كما يعاني التخلف والتآمر عليه وعلى وجوده ممن يفترض بهم أنهم شركاء الوحدة معه، على الرّغم من انه دخل الوحدة وسلم دولة مدنية حديثة بكل مؤسساتها ذات العضوية في كل المنظمات الدولية وفي مقدمتها عضوية الأمم المتحدة.

رسالة للعالم&

إلى ذلك، قال هشام الجفري احد قادة المقاومة الجنوبية إن هدف المليونية توصيل رسالة للعالم بشكل عام ودول الإقليم بشكل خاص ان شعب الجنوب العربي لا يريد الا تقرير مصيره بالاستقلال الناجز والتام.
&وأكد الجفري في حديثه لـ"إيلاف" قائلا ان المليونية لا تتعارض مع اي مشاورات كانت سواء كانت مشاورات الكويت الحالية او غيرها، إذا كانت تلك المشاورات تبحث عن مصالح شعبين عانيا الويلات خلال ربع قرن مضى من أنظمة استبدادية وقمعية.

وأعاد الجفري إلى الاذهان "تضحيات شعب الجنوب المستمرة منذ العام 1994، وما قدموه من قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين حتى الان"، مؤكّدًا أن شعب الجنوب لن يتخلى عن أهدافه في تقرير مصيره واستعادة دولته.

وأشاد الجفري بدور دول التحالف العربي في مساعدة ابناء الجنوب في تحرير معظم اراضيهم العام الماضي، مطالبًا دول التحالف بالوقوف مع شعب الجنوب في تحقيق رغباته وأحلامه، مشيرًا إلى أنّ التحالف العربي لا يريد إلا الخير سواءً للجمهورية العربية في الشمال أو الجنوبي العربي.
&
دعوة للإقليم والعالم&

قال الناطق باسم المقاومة الشعبية الجنوبية علي شائف الحريري إنّ التظاهرة المليونية الجنوبية لا تتعارض وتوجهات التحالف العربي، مشيرًا إلى أنّ الهدف من التظاهرة ايصال رسالة للمجتمعين في مشاورات الكويت وهما الحكومة الشرعية والانقلابيين وإلى العالم اجمع، بأن شعب الجنوب شعب ناضل وكافح من اجل تحرير واستقلال الجنوب الذي دخل في العام 1990&في وحدة شراكة طوعية مع الجمهورية العربية اليمنية، إلا أن تلك الوحدة فشلت بالحرب التي شنها الشمال بقيادة علي عبدالله صالح على الجنوب في العام 1994.

ودعا الحريري دول التحالف العربي خصوصًا&والعالم اجمع احترام رغبة شعب الجنوب الذي ينشد حقه في الحرية والاستقلال والكرامة، مناشدًا دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية احترام هذه الرغبة.