تحدث الكاتب الأميركي جون غريشام، المعروف بروايات الدراما القانونية ذات الحبكات البوليسية المثيرة،عن الانتخابات الرئاسية في بلده وظاهرة ترامب في مقابلة مع شبيغل الألمانية. واصفًا المرشح الأميركي بالمهرّج منذ 3 عقود، واستبعد وصوله إلى البيت الأبيض بسبب معاداته المهاجرين.

نيويورك: قال غريشام إن ترامب يخاطب الأميركيين البيض الغاضبين، الذين غالبيتهم من غير المتعلمين، ويشعرون بأنهم مهمشون، واصفًا ترامب بأنه "مهرّج منذ 30 عامًا"، ولم يشهد تاريخ الولايات المتحدة مرشحًا غير مؤهّل مثله لتولي منصب عام.&

مرعب للمهاجرين
وأكد غريشام أنه ليس قلقًا بشأن ترامب، وأعرب عن أمله في&أن يفوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري، لأنه في هذه الحالة لن يفوز قطعًا في الانتخابات الرئاسية. وأوضح أن ترامب إذا خاض الانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري فـ"سيتعيّن عليه أن يكسب أصوات جميع الجمهوريين، وعدد لا يستهان به من ذوي الأصول اللاتينية، وعدد كبير من الذين لا يعرفون الآن كيف سيصوّتون".
&&
أضاف أن ترامب لن يحصل على أصوات جميع الجمهوريين، وسيخيف الكثير من النساء الناخبات، ويرعب جميع الناخبين ذوي الأصول اللاتينية بسبب تصريحاته المعادية للمهاجرين. &

لاحظ غريشام أن ترامب يتوجّه "إلى الكثير من الناخبين، الذين لم يصوّتوا منذ زمن طويل، ويئسوا من النظام، وهو يستدرج الكثيرين خارج النظام منذ زمن طويل، وعندما يختفي سيختفون معه". &

المفاجأة المدوية... ترامب سيسقط رغم إنتصاراته

عائلته منقسمة
بحسب تقديرات الروائي الأميركي، فإن الناخبين في بلده منقسمون "بنسبة 45 في المئة مع الديمقراطيين، و45 في المئة مع الجمهوريين، وبالتالي تتركز المعركة على كسب الأصوات الترجيحية، للذين لم يحسموا قرارهم حتى الآن، أولئك الذين قد يصوّتون لأي من المرشحين". لكنه أعرب عن ثقته بفوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، قائلًا "أعتقد أن هيلاري ستحصل بسهولة على حصتها البالغة 45 في المئة وأكثر".&
&
وقال غريشام إن الانقسامات تزداد عمقًا في المجتمع الأميركي، وحتى عائلته منقسمة، نصفها مع الجمهوريين، ونصفها الآخر مع الديمقراطيين. أضاف "نحن لا نتناقش في السياسة أبدًا، لأن النقاش سرعان ما يتحول إلى مواجهة بشعة حقًا".&

عزا هذه الانقسامات في المجتمع الأميركي إلى اتساع الفجوة بين المحرومين والميسورين. وقال "هناك ثروات كبيرة تتركز في أيدي قلة، وهناك كثيرون فقدوا وظائفهم، وهم عاطلون عن العمل &ويخافون من المستقبل. هذا يدفع كثيرين إلى التململ والتذمر".&

تجذر العنصرية
لاحظ تحول هذا التذمر إلى عنف في الاجتماعات الانتخابية، حيث قال غريشام "إن ترامب يحرّض مؤيديه على حمل السلاح، والجمهوريون كلهم يريدون حمل السلاح في مؤتمر الحزب في كليفلاند والقتال فعلًا". أضاف أنه يحمّل الديمقراطيين قسطًا من المسؤولية بسبب حضورهم اجتماعات ترامب الانتخابية واحتكاكهم مع مؤيديه، مشددًا على ضرورة الابتعاد عنها.&
&
وتطرق الروائي الأميركي إلى العنصرية في الولايات المتحدة، قائلًا "إنها جزء من طبيعة كثيرين في مواقع القوة، بمن فيهم رجال شرطة ومحققون ومدعون وقضاة وحتى محلفون". اضاف "اننا في حالات كثيرة نرى مشتبهًا فيه أسود يُعامل معاملة مختلفة عن معاملة المشتبه فيه الأبيض، لأن جميع افراد الشرطة تقريبًا من البيض، وجميع المدّعين العامين عمليًا من البيض، وجميع القضاة عمليا من البيض. اثبت هذا الشكل من العنصرية انه من الصعب الإفلات منه".&

عن انتخاب اول رئيس اسود في الولايات المتحدة، قال غريشام "نظرنا الى باراك اوباما، وقلنا اننا فعلنا شيئًا عظيمًا بانتخاب رئيس اسود، ولكني اتساءل من ناحية اخرى: كم حققنا فعلًا من التقدم في الواقع". وكانت العنصرية مادة في رواية غريشام الأولى "وقت للقتل"، وما زال الموضوع واردًا، بعد 27 عامًا على كتابة الرواية. وقال غريشام "انا متأكد من اني سأكتب عنها بعد موتي ايضًا".&

صراع النشر
انتقل الحديث إلى عالم النشر، حيث قال الروائي جون غريشام ان القراء يشترون الكتب بأعداد متناقصة، والناشرون يحققون ارباحًا متزايدة من الكتب الالكترونية، لأنهم ليسوا مضطرين الى طباعة أي شيء. اضاف "هذه هي المعركة الكبرى الآن مع شركة امازون. فامازون تقتطع لنفسها 30 في المئة، ويترك هذا 70 في المئة بين الناشر والكاتب. وهنا يجري الصراع حاليا".&

واشار غريشام الى انه رغم المصاعب التي تواجه الكتاب الجدد، تُنشر كل عام مجموعة من الروايات الأولى، وبعضها ينال اعجاب النقاد. وعن المصاعب التي واجهها غريشام نفسه، حين بدأ الكتابة، قال صاحب "وقت للقتل": ان مبيعاتها كانت هابطة، ولهذا قرر ان يكتب رواية اخرى، وإذا لم تنجح هي ايضا سيصرف النظر عن الكتابة. فكتب رواية "الشركة". وقال غريشام "ان هذه غيَّرت كل شيء، ولكن لم تكن عندي فكرة بأني سأكتب 38 رواية، وأكون في سن الحادية والستين، وما زلت أمرح". &&


&