فيما تم وضع القوات الأمنية العراقية في حال إنذار قصوى اليوم لتأمين تظاهرة دعا لها الصدر، وشارك بها الالاف في ساحة التحرير وسط بغداد، فإن البرلمان سيستضيف العبادي لمناقشته في تغييره الوزاري ومناقشة الأزمة السياسية الحالية في البلاد، وفي مقدمتها البرلمانية.
أعلنت رئاسة مجلس النواب أن البرلمان سيعقد جلسة شاملة الثلاثاء تتضمن مناقشة موضوع إقالة رئاسة المجلس، واستضافة رئيس الوزراء حيدر العبادي لمناقشة التعديل الوزاري المنتظر.
وأشارت الرئاسة، في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه، الى أن جدول أعمال الجلسـة يتضمن مناقشة موضوع إقالة رئاسة مجلس النواب واستضافة العبادي حول موضوع التعديل الوزاري.
وكان رئيسا الحكومة العبادي والبرلمان سليم الجبوري قد اكد كل منهما في تصريح صحافي على حدة، انه ينتظر الآخر للمباشرة بمناقشة التشكيلة الحكومية الموعودة.
وامس دعا الجبوري جميع النواب الى جلسة اليوم من اجل العمل معًا لانتشال البلد من أزمته السياسية واللجوء الى الدستور وقانون المجلس لحل الخلافات في ما بينهم.
يذكر أن مجلس النواب يعيش ومنذ 14 من شهر نيسان الحالي ازمة حادة ادت الى اقالة عدد من النواب، ومن كتل مختلفة لرئاسة المجلس، والتي عدت بغير الدستورية، تطورت الى انسحاب نواب الكتلة الصدرية من المعتصمين، والتي وصفها الناطق باسم النواب المعتصمين بأنها لن تؤثر على استمرارية المعتصمين ومطالبهم بالاصلاح والتغيير.
.. والمعتصمون يرفضون المشاركة.. والأكراد يحضرونها بشروط
لكنّ النواب المعتصمين في مجلس النواب أكدوا رفضهم لعقد أي جلسة للبرلمان لا يتم فيها انتخاب رئاسة جديدة، وقالوا في بيان صدر عقب عقد اجتماع تداولي لهم الليلة الماضية، "نرفض عقد أي جلسة لا تنتخب فيها رئاسة جديدة وفقًا لما نص عليه الدستور، ولذلك لن يحضر النواب المعتصمون لجلسة يوم الثلاثاء التي دعا اليها الرئيس السابق سليم الجبوري ونعتبرها غير قانونية".
وأضافوا انه بعد صدور قرار المحكمة الاتحادية الذي نص علی أن للمتضرر من أي قرار لمجلس النواب اللجوء للمحكمة الاتحادية لحسم النزاع، في ذلك "قررنا ايقاف كل انواع الحوار مع الرئاسة السابقة لمجلس النواب التزامًا بقرار المحكمة الاتحادية الصادر في 21 نيسان 2016". واشاروا الى ان رئيس الجلسة الموقت عدنان الجنابي سيقوم بتحديد موعد جديد للجلسة المقبلة.
ومن جانبه، أكد التحالف الكردستاني أنه سيحدد اليوم الثلاثاء موقفه من حضور جلسة البرلمان فيما اذا كانت موحدة تحضرها الأطراف المعنية كلها واتفاق الكتل الكردستانية على ذلك.
وقال النائب عن التحالف ئاريز عبد الله في تصريح صحافي، "إذا كانت الجلسة موحدة وتضم الأطراف المعنية كلها فسنحضرها.. إما إذا كانت غير موحدة فحينها نتخذ القرار المناسب بشأنها بالإجماع لأنه يعتمد على الاتفاق مع الكتل الكردستانية كلها".
الصدر يصل الى بغداد وقد يوجه كلمة للمتظاهرين
ومن جهته، وصل الى بغداد الليلة الماضية زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فيما خرجت تظاهرات شارك بها الالاف اليوم للمطالبة بالاصلاح وبحكومة التكنوقراط مع توقعات بتوجيهه كلمة الى المتظاهرين.
وحذر الصدر من مغبة معاودة نصب المتظاهرين للمشانق التي وصفها بالمشينة، نافيًا تأجيل مليونيته المقررة اليوم، مطالبًا العشائر والمثقفين والموظفين والتيارات المدنية والاقليات بالمشاركة فيها من أجل استرجاع الحقوق. وشدد الصدر على الكتل السياسية التي وصفها بالمتعاطفة مع الاصلاح الحقيقي بالاستعداد لاسيما غير الفاسدين منهم، بأن تكون مع العشائر في واجهة التظاهرة غداً، "فهم اجمل واجهة لعراقنا الحبيب".
كما دعا المثقفين والمؤسسات والموظفين والتيارات المدنية والاقليات لأن تهب مع الشعب للمطالبة بالاصلاح واسترجاع الحقوق المنهوبة ومحاسبة المفسدين "لكي نكون في عراق بلا فساد ولا قائد ضرورة ومن دون تهميش أو محاصصة مقيتة". وطالب من اسماهم البرلمانيين الشرفاء بعدم زج أنفسهم بالمهاترات السياسية والانتقامية.. موضحًا بالقول إن "هدفنا تغيير الكابينة الوزارية ثم الانتقال الى المراحل الاخرى التي من شانها اصلاح البلد امنياً وسياسياً، ومن جميع النواحي".
واوضح زعيم التيار الصدري أن هناك اشخاصاً لا يملكون المال للذهاب لنصرة العراقيين والاشتراك بالتظاهرة، داعيًا ميسوري الحال ومالكي السيارات وغيرهم من ذوي النفوذ التعاون من اجل ذلك "فكلها في خدمة الوطن".
القوات الأمنية في حال انذار قصوى والعاصمة في عطلة اليوم
وأعلنت اللجنة الأمنية في محافظة بغداد عن حالة الإنذار القصوى لجميع عناصر القوات الأمنية بهدف تأمين تظاهرة التيار الصدري المقررة اليوم بساحة التحرير.
وقال عضو اللجنة سعد المطلبي، في تصريح صحافي، إن قيادة عمليات بغداد أوعزت لجميع القوات والقطعات الأمنية بإلغاء الإجازات الرسمية والالتحاق بوحداتهم العسكرية .. كما وضعت القوات في حالة الإنذار القصوى لجميع العناصر الأمنية، فضلاً عن غلق جميع الطرق المؤدية الى ساحة التحرير.
وأوضح أن إعلان الإنذار يهدف الى تأمين التظاهرة الشعبية.
وقال مصدر في وزارة الداخلية إن القوات الأمنية كثفت تواجدها في منطقة ساحة التحرير والطريق المؤدية إليها وسط بغداد وشرقيها، فضلاً عن تعزيز الحماية على مقرات الوزارات ضمن استعداداتها للتظاهرة.
ومن جانبها، أعلنت محافظة بغداد اليوم عطلة رسمية في المحافظة باستثناء الادارات الصحية بسبب الخطة الامنية، وقال محافظ بغداد علي محسن التميمي إن العطلة تهدف الى الحفاظ على أمن المواطنين في بغداد، لأن الخطة الأمنية للمظاهرة المليونية تعيق وصول الموظفين لأماكن عملهم.
التعليقات