توقع قائد عسكري كبير في قوات التحالف الدولي في العراق ان يستخدم تنظيم "داعش" اسلحة كيميائية للاحتفاظ بمدينة الموصل التي يستعد الجيش العراقي لاستعادتها. &


لندن: أعلن الجنرال الاسترالي روجر نوبل نائب قائد قوات التحالف الدولي التي تدرب الجيش العراقي ان استعادة الموصل التي سقطت بيد داعش منذ زهاء عامين "حتمية" ولكن "الطريق سيكون طويلا وشاقا".&

وتشير استخبارات التحالف الدولي الى ان داعش عزز مواقعه في الموصل بشبكات من الأنفاق وحقول الألغام التي زرع فيها آلاف العبوات المصنوعة يدويا.

انتحاريون في الإنتظار&

ومن المتوقع ايضا ان تواجه القوات العراقية المسنودة بغطاء جوي من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، سدا من الانتحارييين الراجلين أو يقودون مركبات مفخخة.

وقال الجنرال نوبل ان القادة العسكريين يتوقعون تكرار الهجمات الكيميائية التي نفذها مسلحو داعش ضد قوات البشمركة الكردية مؤخرا.

الكيميائي "الداعشي"

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن القائد العسكري الاسترالي قوله "ان الأسلحة الكيميائية جزء من المعادلة وان الجيش العراقي يخطط ويعمل على أساس انها جزء من المعادلة وهو يتوقع ان يرمي العدو بكل ما لديه من قدرات في المعركة".&

وقال الجنرال نوبل الذي يحتفظ بقناع ضد الأسلحة الكيميائية على مكتبه ان القوات العراقية وقوات التحالف الدولي "تتحسب بيقظة حادة" لوقوع هجمات كيميائية ضدها.

واضاف ان من المستبعد ان تكون هناك هجمات واسعة النطاق بغاز الخردل ولكن استخدام اسلحة كيميائية من جانب داعش "عامل قائم".&

واشار الجنرال نوبل الى ان الموصل "موقع مهم" في مخططات داعش الذي سيدافع عنها باستماتة.

وقال "كلما اقتربنا من الموصل زاد الوضع صعوبة. ان الطريق طويل وشاق الى تحرير الموصل".

سوابق في استخدام الكلور

كان مسلحو داعش استخدموا غاز الكلور أو الخردل ضد القوات الكردية مرات متعددة.

وفي حين ان الاصابات الناجمة عن استخدامها كانت قليلة فان التهديد باستخدامها يمكن ان يخيف الجنود المتقدمين على الأرض. &

وسيطر داعش على كميات كبيرة من الكلور الصناعي وتقول استخبارات التحالف الدولي ان لديه القدرة على صنع غاز الخردل ايضا. ويُخشى ان يكون سيطر على اسلحة كيميائية من ترسانة النظام السوري ايضا.&

كما تتوقع القوات العراقية ان تقاتل عبر أحزمة كثيفة من العبوات الناسفة على اطراف الموصل ثم القتال في شوارع من الأبنية المفخخة.

وعندما حررت القوات العراقية مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار غرب العراق وجدت المدينة ملغومة بأعداد هائلة من العبوات التي يستغرق ابطالها وازالتها أشهرا إن لم يكن سنوات، بحسب الخبراء. &

دروع بشرية وألغام

قال ضابط في قوات التحالف لصحيفة الديلي تلغراف ان داعش تعمد ان يُبقي بعض السكان في مدينة الرمادي أسرى داخل منازلهم لاستخدامهم دروعا بشرية بزرع عبوات حول منازلهم بحيث لا يستطيعون مغادرتها.&

وأوضح المقدم ماثيو ميدلديتش قائد الوحدة البريطانية التي تدرب القوات العراقية على التعامل مع العبوات الناسفة ان حجم حقول الألغام في الرمادي كان أكبر بكثير من أكبر حقول الألغام التي كانت تستخدمها طالبان في اقليم هلمند جنوبي افغانستان حيث اكتسبت الوحدة البريطانية خبراتها في مكافحة الألغام وابطال العبوات الناسفة.

ويتطلب تصنيع هذا العدد الكبير من العبوات شبكة واسعة من المعامل.

واتضح حجم هذه العملية في وقت سابق من العام باكتشاف معمل اسمنت كان داعش يستخدمه مع معداته ومكائنه لتصنيع أطنان من المتفجرات.

ودُمر المعمل الذي كان في ناحية كبيسة لاحقا بقصفه من الجو قبل ان ترفع القوات العراقية العلم العراقي على ما تبقى منه.

وقال المقدم ميتدلديتش "ان الكمية لا تبدو مشكلة عند داعش الذي لديه كثير من الأشخاص القادرين على تصنيع العبوات وزرعها في الأرض".

وتتمركز قوات الجيش العراقي حاليا على بعد 48 كلم جنوب الموصل فيما تتمركز قوات البشمركة الكردية على بعد نحو 16 كلم شمال المدينة.

وتتحدث التقارير من داخل الموصل عن جحيم يعيشه سكان المدينة. إذ اصبحت ادارة داعش أشد قسوة مع الأهالي وفي حاجة ماسة الى المال بعدما فقدته قوات داعش من اراض في الجنوب والحملة الجوية التي استهدفت قادته ومصادر تمويله.

تنكيل بالناس&

وفرض داعش اتاوات جديدة وغرامات عقابية للتعويض عما فقده من مصادر دخل وهو يجبر الشباب على اداء الخدمة العسكرية للقتال مع الجهاديين.&

وقال نائب قوات التحالف الدولي الجنرال روجر نوبل "ان هناك الكثير من التوتر داخل المدينة وهي مكان ليس من السهل العيش فيه" مشيرا الى ما يمارسه داعش من تنكيل بالسكان. &

واستعرض القائد العسكري الاسترالي فظائع داعش الموثقة قائلا انها تشمل حرق الأشخاص ودفنهم احياء واعدام الأطفال وإجبار اطفال على تنفيذ اعدامات ومن اساليب الاعدام الأخرى اطلاق كلاب مسعورة تنهش الأشخاص.&

ويتمركز نحو 300 جندي بريطاني في قواعد بعيدة عن الجبهة ولكن الجنرال نوبل قال انه "لا يوجد مكان آمن هنا رغم ان قوات التحالف لا تشارك في القتال".

وما زال موعد الهجوم لتحرير الموصل غير معروف. &وقال الجنرال نوبل انه "ليس وشيكا" متوقعا تحقيق "تقدم مطرد ، ومتواصل" &للوصول الى الموعد. ويعتقد سياسيون عراقيون ان سبب التأخير هو الحملة الانتخابية الاميركية.

الجيش ضعيف

من جهة اخرى قال احمد الجبوري عضو مجلس النواب والضابط السابق في الجيش العراقي لصحيفة الديلي تلغراف "ان الحكومة المركزية ليس لديها رؤية عسكرية لتحرير هذه المنطقة وإذا ارادت تحريرها فان بامكانها تشكيل قوات من ابناء المنطقة".

واضاف الجبوري "ان الجيش العراقي ليس مدربا تدريبا حسنا وهو ليس أكثر من ميليشيا ومنقسم بين الأحزاب السياسية. والجيش بوضعه هذا لن يتمكن من قتال داعش أكثر من ساعات في الموصل".