دشن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، اكبر جسر معلق في أفريقيا، والذي يبلغ طوله 950 مترًا، وبلغت تكلفته نحو 70 مليون دولار.
إيلاف من الرباط:دشن العاهل المغربي الملك محمد السادس، الخميس، الطريق السيار المداري للعاصمة الرباط، المشروع الذي رصدت له استثمارات تقدر بـ 3.2 مليارات درهم ( 320 مليون دولار)، مموَلة من طرف البنك الأوروبي للاستثمار، ومن الأموال الذاتية للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب.
أطلق العاهل المغربي، إسم "قنطرة محمد السادس" على الجسر المعلق المشيد على وادي أبي رقراق، والذي يشكل جزءاً من هذا الطريق السيار للرباط، ويبلغ طول هذا الطريق 42 كيلومتراً، كان العاهل المغربي أعطى انطلاقة أشغال إنجازه في شهر فبراير 2011، في إطار سياسة الأوراش المهيكلة الكبرى التي ينفذُها عاهل المغرب منذ توليه حكم البلاد صيف 1999.
وتنطلق هذه البنية الطرقية الجديدة من شمال الصخيرات بالطريق السيار الدار البيضاء- الرباط، حيث يلتف على التجمعات السكنية لمرس الخير، وتامسنا والمنزه وصولاً إلى تيكنوبوليس بسلا الجديدة، حيث ينتهي عند نقطة بداية الطريق السيار سلا -القنيطرة، وسيفتتح هذا المقطع من الطريق السيار بالمجان إلى غاية 6 اغسطس المقبل على الساعة 12 ليلاً.
وسيمكن هذا المشروع الرابط بين المحاور الكبرى للطريق السيار بجنوب ووسط وشمال وشرق البلاد، من تخفيف الاكتظاظ على الطريق السَريع الحالي المار بمدينة الرباط، كما سيوفر المشروع بنية تحتية ذات تجهيزات ومرافق تضمن الراحة والسلامة لنحو 20 ألف عربة ستعبره كل يوم، وهو الأمر الذي سيؤدي الى الحصول على عائدات اقتصادية كبرى من هذا المشروع.
وبخصوص جسر محمد السادس، والذي يعد أكبر جسر معلق في أفريقيا حيث يبلغ طوله 950 متراً، ويتوفر على برجين يبلغ ارتفاعهما 200 متر، وسطيحة يفوق عرضها 30 متراً، ويتميَز هذا الجسر العصري الذي تلتئم فيه عدة مزايا من حيث الجمالية والسلامة، والبراعة التقنية واحترام البيئة، بهندسته المستوحاة من الحضارة العربية الإسلامية، لاسيما برجيه المقوسين اللذين يرمزان إلى أبواب مدينتي الرباط وسلا.
وبخصوص ولوجيات الطريق السيار المداري للرباط، فإنه يتوفر على عدة منشآت: منها مفرق على مستوى الطريق السيار الدار البيضاء - الرباط، وبدال على مستوى المدينة الجديدة لتامسنا، وبدال على مستوى جماعة (بلدية ) المنزه يؤدي إلى شارع محمد السادس (الرباط ) وبدال بسلا الجديدة وآخر على مستوى تكنوبوليس.
وعلاوة على هذه الأيقونة المعمارية، تطلَب بناء الطريق السيار المداري للرباط، إنجاز عدد من المنشآت الفنية، لاسيما 16 ممراً سفلياً، و14 ممراً علوياً، و7 ممرات للسيارات، وممرين خاصَين بالراجلين.
وتشكل قنطرة "محمد السادس" الجسر المعلق على الطريق السيار المداري للرباط، الأكبر من نوعه في أفريقيا ، أيقونةً معماريةً فريدة صممت بمواصفات تقنية عالمية دقيقة، ووفق مقاربة إيكولوجية تستجيب للسياسات الدولية في هذا المجال.
ففضلاً عن المواصفات التقنية لهذه المنشأة، التي تم بناؤها بسواعد ومؤهلات بشرية مغربية، وبخبرات دولية، فهي تشكل بحق جسراً آخر للتواصل بين ضفتي وادي أبي رقراق.
وتم على طول هذه الطريق المدارية غرس 800 ألف شجرة من البلوط الفليني وإنشاء حوض لإزالة الزيوت، فضلاً عن إعادة بناء مدرسة بمواصفات حديثة.
ويتميَز هذا الجسر العصري الذي تلتئم فيه عدَة مزايا من حيث الجمالية، والسلامة، والبراعة التقنية، واحترام البيئة، بهندسته المستوحاة من الحضارة العربية - الإسلامية، لاسيما برجيه المقوسين اللذين يرمزان إلى أبواب مدينتي الرباط وسلا.
وتشمل قنطرة محمد السادس المعلقة على الطريق السريع المداري للرباط وسلا، على ثلاثة طرق في كل اتجاه، فيما سيتم رفعها وتدعيمها بواسطة 40 زوجاً من الحبال الحديدية تفصل بين كل زوج مسافة 8 أمتار، وتطلب إنجازها 12 ألف طن من الفولاذ و 70 ألف متر مكعب من الخرسانة .
ومن المنتظر أن تمر على طريق القنطرة التي بلغت تكلفتها ما يناهز 700 مليون درهم ( 70 مليون دولار) 13 الف سيارة يومياً، فيما تبلغ حركة السير المرتقبة على طول مشروع الطريق السيار المداري 33 ألف سيارة بين سلا الجديدة وسلا، و 20 ألف سيارة على باقي الطريق السيار.
وتتموقع هذه القنطرة في سياق خاص يبرز الطريق السيار المداري الجديد للرباط، وهو مشروع جريء وعصري ويتميز بـ"احترام النهر".
ويُوفر التَصميم الذي تم تبنيه في تشييد هذه القنطرة، فضلاً عن العديد من الميزات الجمالية والتقنية والبيئية، مستوى عاليًا من السلامة بالنسبة لمستعملي الطريق.
ويندرج بناء هذه القنطرة المعلقة على نهر أبي رقراق، في إطار مشروع تشييد الطريق السيار المداري للرباط الممتد على طول 42 كيلومترًا، والذي يندرج بدوره في إطار العقد البرنامج المبرم بين الدولة المغربية والشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب برسم الفترة 2008 – 2015.
وتمت الاستعانة في إنجاز هذه القنطرة بخبرات متعددة، حيث يصاحب الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، صاحبة المشروع، تجمع "كوفيك-مبيك" الصيني، وتستفيد من المساعدة التقنية لشركة "سيتيك-طي بي إي" الفرنسية، بالإضافة إلى المختبر المغربي "إل بي أو أو".
التعليقات