وسط توقعات سياسية باستمرار حالة الفتور في العلاقات التركية المصرية خلال الفترة المقبلة، انتابت الشارع المصري تساؤلات هامة حول مصير العلاقة بين البلدين، بعد فشل الإنقلاب العسكري على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
إيلاف من القاهرة: اختلفت آراء المحللين تجاه تأثر مصر بفشل الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فالبعض رأى مزيدًا من العداء ومحاولة لتصيد التصريحات للمسؤولين المصريين من قبل النظام التركي وقيادات الإخوان الهاربة في دولة تركيا منذ قيام ثورة 30 يونيو، والبعض الآخر وجد أن تركيا لن تلتفت لأي علاقات خارجية في الفترة المقبلة، وأن عليها أن تعيد حساباتها لتعود إلى ما كانت عليه، ودعا المحللون الخارجية المصرية الى ضرورة بناء علاقات طيبة مع المعارضة التركية في ظل حالة الانتقام التي يقودها "أردوغان "ضد كل من وقف مع الانقلاب .
مصر لن تتأثر
قال الدكتور عبد السلام النويري أستاذ العلوم السياسية جامعة أسيوط:" إن مصر لن تتأثر تأثيرًا مباشرًا بعد فشل الانقلاب العسكري بتركيا، منوهًا بأن تركيا الآن لن تلتفت لعلاقاتها الخارجية حتى تعاود العمل لتضمن استقرار الأوضاع من جديد ومن المتوقع أن يأخذ ذلك وقتًا طويلًا، فدولة تركيا الآن في مفترق طرق فإما أن تعود أقوى مما كانت عليه أو تتفكك وينشأ صراع بين أردوغان والجيش، وأشار النويري الى أن العلاقات المصرية والتركية ستستمر على ما هي عليه ولن يكون هناك تأثير جذري، والحديث عن فكرة تأثر العلاقات سلبا أو إيجابا غير وارد في الفترة المقبلة حتى يعود الاستقرار لتركيا، واكد أن نجاح الانقلاب كان سيصب في صالح مصر كثيرًا، حيث كان من المنتظر تغير في العلاقات بين البلدين وتمكن القاهرة من تسلم قيادات الإخوان في تركيا في ظل صدور أحكام قضائية ضدهم .
إحباط كبير
فيما رأى الدكتور محمد منصور، أستاذ العلوم السياسية:" أن فشل الانقلاب كان بمثابة إحباط كبير لمؤيدي ثورة 30 يونيو والرئيس السيسي، حيث كان يضع الكثير من المصريين أملهم في تغيير نظام تركيا الذي كثيرًا ما عادى المصريين منذ ثورة 30 يونيو، ودفاعه عن جماعة الإخوان الإرهابية بصفة مستمرة" .
وأشار منصور إلى أن علاقة تركيا بمصر لن تختلف كثيرًا عقب فشل الانقلاب، وقد تسوء العلاقات خلال الفترة المقبلة أكثر نتيجة لعودة أردوغان أقوى مما كان عليه مع استمرار عدائه للدولة المصرية، وقد وضع ذلك في كلماته للشعب عقب القبض على الانقلابيين.
وأضاف الخبير السياسي أن قيادات الإخوان سوف تستغل فشل الانقلاب للتصعيد ضد مصر والرئيس السيسي في الفترة المقبلة من اجل العودة للحديث عن شرعية مرسي، وأن ثورة 30 يونيو انقلاب، والقيام بحث الشعب على الخروج في ثورة جديدة ضد النظام المصري الحالي،وستنتهز جماعة الإخوان كل الفرص للإمساك بأي تصريحات لمسئولين مصريين لتبرير عدائه ولمحاولة تحفيز الشعب التركي ضد النظام المصري مما يزيد العداء في الفترة المقبلة بين البلدين ،وتأكيدًا لذلك حالة الهجوم الإخواني على تدخل مصر في بيان الأمم المتحدة والذي ندد بالخروج عن شرعية أردوغان.
دور المعارضة
فيما أكد الخبير السياسي الدكتور محمد شعلان أن فشل الانقلاب في دولة تركيا واستمرار نظام أردوغان لن يضر مصر نهائيًا، كما تأمل جماعة الإخوان وأنصارهم؛ لأن التجربة المصرية مختلفة عن التركية، فأثناء ثورة 30 يونيو الشعب ثار وانقسم بشكل مفزع، والجيش نزل على رأي جزء كبير من الشعب، وهو خلاف ما حدث في تركيا تمامًا .
مشيرًا إلى أن تركيا في الأساس منذ ثورة 30 يونيو وهي معادية لمصر، وبالتالي لا ضرر بعد فشل الانقلاب بل ينتظر المزيد من الهجوم على نظام السيسي من قبل أردوغان وجماعة الإخوان هناك، لافتا إلى أن نجاح الانقلاب كان سيأتي بنظام حكم مؤيد وداعم لمصر أو على الأقل غير معادٍ لها ، وبالتالي ينتهي النظام المصري من أكبر داعم للإخوان منذ 30 يونيو.
واضاف الخبير السياسي :" إن مصر قد تستفيد من تداعيات فشل الانقلاب عبر نشوب خلاف كبير بين نظام أردوغان والمعارضة وتحديدًا رئيس الحكومة السابق أحمد داود أغلو الذي رفض سياسة أردوغان، وخاصة ما يتعلق بملف الديمقراطية والتواجد التركي في سوريا ".
حيث يطلب من الخارجية المصرية توطيد العلاقات مع المعارضة التركية واستغلال حالة الانقسام في الشارع التركي من أجل الضغط على نظام أردوغان بما يصب في صالح مصر.
التعليقات