نصر المجالي:&نقل مراقبون وإعلاميون عرب وأجانب موثوقون من اسطنبول لـ"إيلاف" ما أسموه "ملامح احتقان" في الشارع التركي، مع استمرار تداعيات المحاولة الانقلابية الفاشلة، وما يرافق ذلك من اعتقالات بين صفوف القضاة والعسكريين.&

ويشير هؤلاء إلى أن أنصار التيار العلماني من الاتراك الذين تحدثوا إليهم، يركزون في ملاحظاتهم على المحاولة الانقلابية الى "الشعارات الاسلامية" التي ظهرت خلال اليومين الماضيين بكثرة "مثل التكبير الشبيه بصلاة العيد وصيحات الله اكبر التي يرددها انصار اردوغان"،&وهناك احتقان في الشارع التركي بين من يرى في الهوية الاسلامية جزءًا من الهوية التركية - حتى ولو كان علماني التوجه -، ومن يرى أن الهوية الاسلامية المتزايدة هي نقيض للهوية العلمانية المدنية للدولة.

يذكر أن أحزاب المعارضة الكبرى&وأهمها حزب الشعب الجمهوري العلماني والحركة القومية وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي التركي، أجمعت على رفض الانقلاب العسكري،&رغم أن هذه الأحزاب التي عانت طيلة السنوات الماضية من "سلطوية" أردوغان وهيمنة حزب العدالة والتنمية على مؤسسات الدولة، واضحة في وقوفها إلى جانب المسار الديمقراطي متناسية كافة الخلافات.&

مرحلة قمعية

ويخشى العلمانيون من أن تصريحات أردوغان بعد فشل الانقلاب تنذر ببدء "مرحلة قمعية" جديدة. وفي أول مؤتمر صحفي عقده بعد بدء عملية الانقلاب، قال الرئيس التركي إن تركيا بعد هذا التمرد "لم تعد مثلما كانت في الماضي"، وتوعد بمحاسبة المتورطين ولاسيما خصمه فتح الله غولن المقيم بالولايات المتحدة.

وقال أردوغان، في تصريح آخر، "هذه الانتفاضة هي هدية من الله لنا لأنها ستكون سببًا في تطهير جيشنا"، ما ينذر بأن السلطات ستعمل على إقصاء أي معارض لها بالجيش بزعم ارتباطه بمحاولة الانقلاب،&ويبدو أن أردوغان سيعمل على استغلال الإفشال الشعبي للانقلاب للعمل على إحكام قبضته على السلطة والتخلص من خصومه، والبناء على الهبة الشعبية والموقف المبدئي للمعارضة بغية تحقيق حلمه بتغيير النظام من برلماني إلى رئاسي، مع التوجه نحو (أسلمة) الدولة أكثر.&

مظاهرة محجبات تركيات تأييدًا لأردوغان

&

تكبيرات&

يشار إلى أنه فور تأكيد إحباط الانقلاب، صباح يوم السبت الماضي، تعالت تكبيرات في مآذن ومساجد البلاد، وشوهدت فعاليات محلية بينهم رجال إعلام وهم يحتفلون، بينما جابت مظاهرات حاشدة مؤيدة لأردوغان في أنقرة وإسطنبول ومعظم المدن التركية.&

كما بادرت قيادة إسلامية وخصوصًا من تيار (الإخوان المسلمين) لتهنئة اردوغان، وحفلت وسائل الإعلام التركي الرسمية تلك التهاني وأبرزتها في شكل غير مسبوق،&ومن بين التهاني، تهنئة ما يسمى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "يوسف القرضاوي" لرجب طيب أردوغان التي عبّر فيها عن " وقوف العالم الإسلامي إلى جانب الحكومة الشرعية في تركيا، ورفضهم الإطاحة بها عن طريق الانقلابات العسكرية"،&كما نقل القرضاوي للرئيس أردوغان، وقوف العالم العربي والإسلامي إلى جانب تركيا حكومةً وشعباً، في وجه كافة التحديات التي تهدد أمنها وسلامة أراضيها ووحدتها.

الله معك

وقال القرضاوي في رسالته مخاطباً الرئيس التركي: "الله معك وشعوب العرب والمسلمين معك، وكل الأحرار في العالم معك، ونحن علماء الأمة الإسلامية في المشارق والمغارب معك"،&وأضاف "كلنا معك، لأنك مع الحق ضد الباطل، ومع العدل ضد الظلم، ومع الشعوب ضد المستبدين، ومع الحرية ضد الجلادين، ومع الشورى والديمقراطية ضد الذين يسوقون الشعوب بالسوط، ويقهرونها بالعنف". واختتم القرضاوي رسالته قائلاً "أيها الرئيس الكريم، سر في طريقك المستقيم، لتبني تركيا كما تريد، وكما نريد، تقود الناس إلى الحق، وتدعوهم إلى الرشد، وتنصر المستضعفين، وتؤيد المضطهدين، ونحن معك، نشد أزرك، ونساندك مع حزبك وأنصارك.