أشرف أبوجلالة: بعد سنوات من الجدل الدائر حول مستقبله، تم أخيراً اتخاذ قرار بأن يصبح سوق سميثفيلد العام، الذي يحظى بطابع تاريخي، المقر الجديد لمتحف لندن. غير أن ما يدور في الأذهان الآن هو مدى كفاءة المهندسين الذين اختيروا قبل أيام لإعادة تصميم الموقع، لأنهم أمام تحد يُشكِّل هاجساً لدى كثيرين ممن يترقبون المتحف الجديد.
وتحاول مؤسسة لندن طيلة 10 أعوام على الأقل أن تقوم كلياً أو جزئياً بإزالة مجموعة بنايات تعرف بـ"سوق سميثفيلد العام" كي ستبدله بمشروع تنموي تجاري.
ومن ضمن دوافع المؤسسة للقيام بذلك رغبتها في تجميع أموال تكفي لتغطية التزاماتها المتعلقة بصيانة أنفاق السكك الحديدية الموجودة تحت الأرض.
وبعد سنوات من التخبط في القرارات والإجراءات والأموال المهدورة على المحامين والتصاميم الفاشلة واستمرار تدهور البنايات، تم اتخاذ القرار بإقامة متحف لندن هناك.
في غضون ذلك، اتخذ قرار آخر ببناء قاعة حفلات جديدة تماماً ومكلفة للغاية، بناءً على طلب السير سايمون راتل، المدير الموسيقي المستقبلي لأوركسترا لندن السيمفونية، على أن تُبنَى في موقع متحف لندن الحالي على حافة منطقة باربيكان في لندن.
وبخصوص نقل متحف لندن لذلك المقر الجديد في بعض من بنايات سوق سميثفيلد، قال مدير المتحف، شارون أمينت، إنه لا يوجد مقر أفضل للمتحف من تلك البنايات، فهي تُشكِّل في حد ذاتها معرضاً كبيراً لتاريخ العاصمة. فهناك آثار للعصر البرونزي أسفلها، وهناك أماكن متعددة شَكَّلَها نشاط السوق الخاص ببيع اللحوم، الدواجن والأسماك، مع استمرار التجارة في اللحوم الصالحة للأكل بسوق اللحوم المجاورة وكذلك وجود تلك الأنفاق الخاصة بالسكك الحديدية تحت الأرض هناك.
ونوهت بهذا الخصوص صحيفة الأوبزرفر البريطانية إلى أن الفرصة مواتية الآن للمهندسين المكلفين ببناء المتحف الجديد كي يطوروا متحفاً استثنائياً في بريطانيا والعالم بأسره. غير أن المهمة ليست سهلة كما يبدو، فالمهندسون مطالبون بإبراز السمات التي تعني بتمييز المتحف، مع تحويل بنايات السوق لتبدو كما المتحف.
وبالفعل، قامت لجنة تحكيم مرموقة يوم الخميس الماضي باختيار العطاء الخاص بشركتي ستانتون ويليامز وآصف خان.
واقترح المصممان المعماريان افتتاح طوابق السوق التحتية المؤلفة من أقبية مصنوعة من الطوب، على أن تحتفظ بجزء كبير من بنيتها الحالية. ويتعاون مع الشركتين في ذلك المشروع خبير البنايات التاريخية، جوليان هاراب، وشركة تخطيط المناظر الطبيعية، جي آند إل جيبونز. &
وتحدث بول ويليامز، من شركة ستانتون ويليامز، بحماسة عن قوة البنايات الموجودة من حيث البنيان، وتعهد بأن يبذلوا قصارى جهدهم كفريق عمل لتحقيق أقصى درجات الاستفادة منها.
كما أشار خان إلى إمكانية إنشاء "ساحة جماهيرية" بداخل مبنى السوق العام القديم، الذي يعد "مورداً للإبداع"، حيث يمكن لكبار المفكرين في لندن أن يتحدثوا عن الماضي، الحاضر والمستقبل.
وعاود شارون أمينت ليشدد على أهمية الاحتفاظ بـ "الطابع الرملي" الذي يتسم به ذلك المبنى القديم.
وقالت الأوبزرفر في الأخير إنه&لا يزال من المبكر الحكم على الشركات المكلفة بالمشروع، حيث أنها الآن في مرحلة طرح أفكار، وليس تقديم تصاميم مُعَدَّة بالكامل.
أعدت "إيلاف" هذه المادة نقلاً عن "الغارديان" البريطانية على الرابط التالي.
التعليقات