الرياض: اعتبر المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الثلاثاء ان الايرانيين "ليسوا مسلمين"، ردا على انتقاد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي المملكة على خلفية ادارة مناسك الحج.

واتت تصريحات خامنئي في سياق انتقادات ايرانية متواصلة للسعودية منذ حادث التدافع في مشعر منى العام الماضي، والذي راح ضحيته 2297 حاجا شكل الايرانيون النسبة الاكبر منهم. ولن يشارك الحجاج الايرانيون في مناسك الحج هذه السنة التي تنطلق السبت.

واعتبر آل الشيخ ان تصريحات خامنئي "امر غير مستغرب"، مضيفا "يجب أن نفهم ان هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس، وعداؤهم مع المسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة"، وذلك وفق ما نقلت عنه صحيفة "مكة" السعودية في عددها الصادر الثلاثاء.

وكان خامنئي قال في بيان الاثنين انه "على العالم الاسلامي سواء الحكومات او الشعوب المسلمة ان يعرف حكام السعودية ويدرك بنحو صحيح حقيقتهم الهتاكة غير المؤمنة التابعة المادية"، داعيا المسلمين الى ان "يفكروا تفكيرا جادا بحل لادارة الحرمين الشريفين وقضية الحج بسبب سلوكهم الظالم ضد ضيوف الرحمن".

وادى حادث التدافع الاسوأ في تاريخ الحج في ايلول/سبتمبر الماضي، الى مقتل 2297 شخصا، بحسب احصاءات الدول التي فقدت رعاياها. ومن بين هؤلاء، 464 ايرانيا.

وقال المرشد الاعلى في بيانه "لا يزال الشعب حزينا غاضبا. وبدل ان يعتذر حكام السعودية ويبدوا ندمهم ويلاحقوا المقصرين المباشرين في هذه الحادثة المهولة قضائيا، تملصوا بمنتهى الوقاحة وعدم الخجل حتى من تشكيل هيئة تقصي حقائق دولية اسلامية".

وتابع "من المؤكد والقطعي وجود تعلل وتقصير في انقاذ" الجرحى.

وكان ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف، اعتبر الاثنين ان ايران تسعى "لتسيس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج، وهو أمر لا نقبله ولا نرضى بوقوعه".

وفشلت طهران والرياض خلال الاشهر الماضية، في التوصل الى تفاهمات حول مشاركة الحجاج الايرانيين. ورأت السعودية ان شروط ايران "تخالف مقاصد الحج وما تلتزم به بقية بعثات الحج الأخرى وتعرض أمن الحج والحجاج بما فيهم الحجاج الإيرانيين للخطر".

واكدت الرياض امكان مشاركة الايرانيين اذا ما قدموا من دول اخرى.

وقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران مطلع السنة الجارية، اثر مهاجمة محتجين مقار دبلوماسية تابعة لها في ايران، احتجاجا على اعدام الشيخ السعودي الشيعي المعارض نمر النمر. ويقف الخصمان الاقليميان على طرفي نقيض في نزاعات المنطقة.